ثلاثة تفسيرات إسرائيلية لغياب الرئيس عن مرافقة أوباما: غاضب من زيارة الرئيس الأمريكي للرياض

جريدة الدستور

.. حزين علي وفاة حفيده.. أو مرهق
كان المشهد الأبرز في زيارة أوباما للقاهرة أمس غياب الرئيس مبارك عن استقباله في المطار وهو الأمر الذي اعتاد عليه حتي مع رؤساء دول صغيرة، واكتفي باستقباله في قصر القبة بينما أوفد أبو الغيط للمطار، وغاب الرئيس عن مرافقة أوباما خلال كلمته إلي العالم الإسلامي بجامعة القاهرة ولعل هذا هو السبب في عدم توجيه الدعوة باسمه أو باسم رئاسة الجمهورية ، وإنما باسم شيخ الأزهر ورئيس الجامعة، وغاب الرئيس أيضا عن مرافقته في زيارته لمسجد السلطان حسن وعن جولته في الأهرامات التي رافقه فيها زاهي حواس.

مباركفما سر غياب الرئيس؟ قد تتبادر إلي الذهن أسباب عديدة، منها أن الرئيس مبارك مشغول، وليس لديه وقت كاف يسمح له بمرافقة رئيس أكبر دولة في العالم خلال ساعاته المعدودة في مصر، وهذا الطرح بعيد نوعاً ما عن الصواب، بدليل أن زيارة أوباما للقاهرة شغلت العالم كله، واستعدت مصر لها استعداداً غير مسبوق.

الطرح الثاني هو أن يكون في برنامج الزيارة ما يعكر صفو الرئيس مبارك، أو أن هناك أشخاصاً سيحضرون لقاء أوباما في جامعة القاهرة ولا يرغب الرئيس في لقائهم، خاصة أن اللقاء يحضره عدد كبير من القوي السياسية ومنها أحزاب الوفد والتجمع وأيمن نور زعيم حزب الغد ووصيف الرئيس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ونشطاء حقوق الإنسان ، بل نواب الإخوان، منهم من دعتهم الدولة برغبتها، ومنهم من اختارتهم السفارة الأمريكية، ولم يكن بمقدور أحد أن يعترض علي وجودهم، فهل كان ذلك السبب وراء عدم حضور الرئيس للجامعة؟! هذا الطرح قد يكون مستبعداً هو الآخر وإلا كان الرئيس تجاهل لقاء الجامعة وذهب مع أوباما إلي مسجد السلطان حسن والأهرامات.

والاحتمال الثالث أن الرئيس مرهق، والجولات التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي في المسجد والأهرامات ستكون مرهقة.

في الوقت نفسه اهتمت الصحافة الإسرائيلية بلقطة غياب مبارك عن استقبال أوباما في المطار، فصحيفة هاآرتس التي أوفدت مراسلاً خاصاً لها للقاهرة أبرزت غياب الرئيس مبارك ولم تفسر هذا الغياب.

أما سليمان الشافعي محلل الشئون العربية في القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي فحاول تفسير غياب الرئيس عن استقبال أوباما في المطار وحددها في ثلاثة احتمالات: ربما يكون الرئيس المصري «محبطاً» لأن أوباما زار الرياض أولاً، وربما لم يتح له وضعه الصحي القيام بذلك. والاحتمال الثالث حزنه وحداده علي حفيده . وبعد أن استمع المحلل لكلمة الترحيب القصيرة التي ألقاها الرئيس مبارك عاد ورجح أن يكون الرئيس مبارك مرهقاً بعض الشئ.

القناة الأولي الإسرائيلية - التي كان لها السبق في الحصول علي مسودة الخطاب وأنه سيبدأ بعبارة «السلام عليكم» وتذكيره الحضور بأصوله الكينية وسعيه لمحاربة الإرهاب .. قبل إلقاء أوباما له - عبرت عن قلق الإسرائيليين وكذلك الدوائر اليهودية في الولايات المتحدة من سياسات أوباما المستقبلية رغم أن سياسته تجاه المستوطنات ليست جديدة .

جريدة «يسرائيل هيوم» عبرت عن تشاؤمها من نتائج زيارة أوباما لأن شعارها كان مد اليد للتعاون مع «الحلفاء المسلمين» مما سينعكس بالسلب علي إسرائيل كدولة يهودية.

وأبرزت الصحيفة- المقربة من نتنياهو- مواقف اليمين الإسرائيلي المتشدد خاصة حركة «جبهة يهودية» التي وزعت ملصقات تجعل أوباما يرتدي جلابية ويصافح الرئيس الإيراني ومن خلفهما تفجير نووي.. متهمة إياه بمعاداة السامية وكراهية اليهود، مما يعكس حالة تحريض مباشر ضد أوباما، قابلها حالة ترقب في هاآرتس التي كانت أكثر تحفظاً حين فسرت مواقف أوباما علي أنها دعوة لبداية جديدة بين إسرائيل والعالم العربي.. وفي الإطار نفسه أبرزت هاآرتس تصريح مصدر سياسي إسرائيلي بأن نتنياهو قلق للغاية ومتوتر لدرجة كبيرة من خطاب أوباما، ويواجه القائمون علي إدارة مكتبه صعوبة في التخطيط لشن هجمات مضادة علي سياسات أوباما.

من جانبها توقعت معاريف - وعلي لسان المحلل البارز «نوعام شيزف» - أن يقوم المتطرفون في إسرائيل بتصوير أوباما علي هيئة الزعيم النازي أدولف هتلر قريباً، خاصة بعد أن وصفه الوزير الإسرائيلي دانيال هرشكوفيتس بأنه «فرعون العصر الحديث».. في إشارة لفرعون بكل مساوئه وظلمه لليهود.. وعلي نفس المنوال جاء المانشيت الرئيسي لصحيفة ماقور ريشون المقربة من المتدينين: «ستكون النهاية دامية» ومع صورة كبيرة للغاية لأوباما نوهت لمخاوف اليمين الإسرائيلي من سياسة إزالة الحواجز التي يتبعها أوباما.