صبحي فؤاد
بقلم: صبحي فؤاد
كلف الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه هذا الأسبوع عناء ومشقة السفر إلى العاصمة المصرية لإلقاء خطاب يمكن أن نصفه بأنه كان بمثابة خطاب تصالح وتنقية الأجواء مع الدول الإسلامية وشعوبها.
وفي خطابة الذي ألقاه من جامعة القاهرة أعرب الرئيس الأمريكي عن احترامه للإسلام والمسلمين وأوضح لهم أن الولايات المتحدة ليست في حرب ضد الإسلام ولن تكون في يوم من الأيام.
وفي نفس الوقت طالبهم بالانفتاح على العالم والقضاء على التطرف الديني واحترام حقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية وذكر بالتحديد المارونيين في لبنان والأقباط في مصر، والآن وبعد أن انفض "مولد" زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية ومصر الذي مد خلالها يده نيابة عن الشعب الأمريكي بالسلام وغصون الزيتون إلى حكام وشعوب الدول الإسلامية في كل أنحاء العالم.. هل يمكن أن نسأل بدورنا ما الذي يمكن للدول والشعوب الإسلامية تقديمه لأمريكا والغرب وبقية شعوب دول العالم التي لا تدين بالإسلام باستثناء البترول والمتدروشين والمتطرفين؟
وهل نتوقع أن يذهب قريبًا ملك السعودية أو الرئيس المصري إلى واشنطن أو أي عاصمة أوروبية لكي يخاطب الدول والشعوب غير المسلمة مثلما فعل الرئيس الأمريكي موضحًا لهم أن الدول الإسلامية والمسلمين ليسوا في عداء أو حرب مصيرية ضد كل ما هو غير مسلم.. وإنهم لا يخططون ويرصدون
الأموال الضخمة في العلن والسر لأسلمة شعوب العالم والقضاء على كل الديانات الأخرى لاعتقادهم وإيمانهم بأن الإسلام وحده هو الدين المفضل عند الله؟؟
وهل يمكن لحكام الدول الإسلامية بعد زيارة أوباما براك للسعودية ومصر أن يعلنوا في شجاعة أمام العالم أنهم يؤمنون ويعترفون بوجود أديان أخرى غير الإسلام ويعلنون أيضًا قبولهم الصريح بالآخر غير المسلم والتزامهم الواضح باحترام حقوق الإنسان والحريات الدينية والكف تمامًا عن اللعب بالدين الإسلامي والخلط بين الدين والسياسة؟
دعوني أقولها بصراحة أن المسلمين وخاصة في مصر والسعودية وبقية الدول العربية في حاجة ماسة ومُلحة لكي يقفوا وقفة صدق مع أنفسهم ويسألون أنفسهم الأسئلة التالية:
هل نحن نتعامل مع أصحاب الأديان الأخرى بنفس الطريقة التي نطالبهم أن يعاملوننا بها؟؟ وهل ننظر إليهم بنفس الاحترام والتقدير والقبول الذي نتعامل به مع أتباع ديننا الإسلامي؟؟
وهل نعطيهم نفس الحقوق والمميزات التي نعطيها لأنفسنا أو نطالب الآخرين بإعطائها لنا؟؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة الثلاثة سوف تكشف للمسلمين تناقضاتهم وازدواجية المعايير التي يستخدمونها في تعاملاتهم وتبين لهم بدون شك أنهم يتعاملون مع الآخرين من أصحاب الديانات والعقائد الأخرى بطريقة لا يرضونها أو يقبلونها على أنفسهم بأي حال من الأحوال على سبيل المثال نجد بعض شيوخ المسلمين في مصر يصفون المسيحيين واليهود علانية بالكفرة والقرود والخنازير وغيرها من الصفات التي لا تليق أن تخرج من فم إنسان متحضر يؤمن حقًا بوجد خالق لهذا الكون.
ناهيك عن العديد من المتطرفين العاملين في مجال الإعلام والذين لا شاغل أو هم لهم سوى الإساءة يوميًا إلى الأديان الأخرى وتحقيرها ومحاولة التشكيك في صحتها بدون أن يجدوا مَن يحاسبهم أو يعاقبهم على هذه الإساءات والإهانات ونشر السموم والأكاذيب.
وبالمقابل إذا أساء أحد إلى الإسلام أو المسلمين تقوم الدنيا ولا تقعد ويخرج ألوف المسلمين إلى شوارع القاهرة وبيروت والخرطوم وطهران وغيرها من المدن التي يسكنها غالبية مسلمة في ثورة غضب يهددون ويتوعدون بالثأر والانتقام!!
مثال آخر كل الدول التي يسكنها غالبية مسيحية أو أي ديانة أخرى يسمحون للمسلمين ببناء جوامعهم ومدارسهم الإسلامية بدون أي مشكلة والذي يأتي إلى أستراليا سوف يرى بعينية أضخم جامع شيد في مدينة سيدني بأموال جاءت من السعودية.
وأيضًا عدد كبير من الكليات والمدارس الإسلامية الموجودة فئ ملبورن وسيدنى تم تشييدها بتبرعات من السعودية.. ورغم هذا لا تسمح السعودية لأصحاب الأديان الأخرى ببناء أي دور عبادة لهم على أراضيها بل ولا تسمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية.. ولو ضبط واحد مسيحي أو يهودي وهو يصلي ويمارس حقه في العبادة يكون مصيره السجن مثله مثل المجرمين وقطاع الطرق وتجار المخدرات!!
فهل يقبل المسلمين أن يتعامل معهم الآخرين من أتباع الأديان والمذاهب والعقائد الأخرى بالمثل؟؟ وإذا كانت الإجابة بالنفي فلماذا إذًا لا يتعاملون مع الآخرين بنفس الطريقة التي يريدون الآخرين أن يعاملونهم بها؟
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=3741&I=101