عادل عطية
بقلم: عادل عطية
نعود إلى زمن طفولتنا لنسمع من والدينا الكثير من الوعود بأنه إذا تصرفنا بشكل مهذب ، فسوف نحصل على أكبر قدر من الحلوى.
ونشاهد أمهاتنا، وهي تنظر إلى طبقنا بعد تناول الغذاء، فإن وجدتنا قد أكلنا قدراً لا بأس به من الطعام، فهي تكافئنا بأن تعطينا أي صنف من الحلويات.
ولا ننسى محاولتها الدائبة، لتحصل على سكوتنا، ورضوخنا لعملية الفحص الطبي، بأن تعدنا بشراء الحلوى، إن لم يسارع الطبيب بنفسه إلى علبة الحلوى التي يحتفظ بها في عيادته، ويعطينا قطعة حلوى لذيذة في فمنا.
وحتى عندما نكبر، نجد أن إحدى الهدايا التي يقدمها الحبيب إلى محبوبته هي علبة من الحلوى
وكلمات الغزل نفسها تستعمل معنى الحلويات.
وعندما نستقبل أول أطفالنا يكون الترحيب به على شكل تقديم حلوى للضيوف الذين يأتون لتهنئتنا بالمولود الجديد الذي عندما يكبر قليلاًًَ، فإن أول ما يتبادر إلى أفكارنا هو أن نشتري له الحلوى
وهكذا إرتبطت الحلوى بالحب، والرغبة، وتغيير الإرادة، إرتباطها بنصوص أعيادنا وأفراحنا، والتي أفقدتنا الروح المصاحبة لها، وظاهرت في أيامنا لنرى التدين بالحلوى، والطاعة بالحلوى ، والعمل بالحلوى ، وكل ما يقترن بالحلوى.
ففي خضم الغوص في قوالب الحلوى، لم ندرك أننا نجعل من الحلو مراً، وأننا تركنا آثاراً في كيان أطفالنا، كما كانت الحلوى في صغرنا تترك علامات على شفاهنا.
ففي مساومة الطفل على ما نريده منه، علمناه فن إبتزاز الحلوى منا ساعة ما يشاء!
وفي إكثارنا من قطع الحلوى، ساهمنا في الإضرار بأسنانه!
وعندما يكبر، هل نلومه أن طلب الرشوة على ما يؤديه من عمله الرسمي، بإسم : "الحلوى"؟!
ما اجمل أن نقدم لأولادنا الحلوى، خارج إغراءات الشكل، والطعم الوقتي!
حلوى تتذوقها مشاعرهم وأحاسيسهم الإنسانية النبيلة:
فنشعرهم بلذه الحياة، وحلاوة الحرية، وطعامة الخير، ونحميهم من حوانيت السعادة الزائفة ونكذّب ما يقال، بأن "محبي الحلوى متسلطون، وعصبيون، ومغامرون"!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=381&I=10