عماد توماس
**كتب: عماد توماس – خاص الأقباط متحدون
نفى الكاتب الأستاذ كمال زاخر ما روجه أحد المواقع الإلكترونية من طلبه مصادرة كتاب "المعلم يعقوب.. بين الأسطورة والحقيقة"، وأكد أنه لم يُطالب يومًا بمصادرة أو منع إعادة طبع كتاب يصف الجنرال يعقوب بالخائن، وإنما تساءل عن مغزى إعادة الطبع دون إعادة طبع كتب أخرى صدرت عن نفس الهيئة ونفذت تقول بأنه وطني، حتى يتسنى للجيل المعاصر تكوين صورة متوازنة عن شخصيات مصرية كانت وما زالت محل جدل، ولا يصح أن تنحاز هيئة ثقافية لرؤية دون أخرى.
وأضاف زاخر أن: في كل قضايا المصادرة نجد مهمة الإبلاغ صارت تزاول من عمال المطابع وتتركز في الكتب التي يرون فيها مساس بما استقر في ذهنهم بالإسلام حتى لو كانت رواية أو ديوان شعر بل ويمتنعون عن طباعتها باعتبارها مهمة مقدسة، وتساءل زاخر هل بالفعل كان الجنرال يعقوب خائنًا؟ مؤكدًا انه ليس بنبي.. ونحن أيضًا لسنا أنبياء، لكن ليست الخيانة هي الصفة البديلة وإلا لصار من البديهي أن نوصف نحن أيضًا بالخيانة طالما وضعنا الخيانة باعتبارها الصفة التي تحل محل غياب النبوة.
وأشار الأستاذ كمال زاخر إلى أن انحياز الجنرال يعقوب كان للخيار الغربي في مواجهة المحتل العثماني، كان خياره منحازًا للتنوير في مواجهة سياقات العصور الوسطى بالمنطقة التي تنتجها دولة –مجازًا- الخلافة، فهو لم يكن يقاوم "الوطن".
ودعا زاخر إلى تحليل آثار المحتل العثماني والتراجعات الفكرية والثقافية والإجتماعية وآثار الحملة الفرنسية (سنتان ونصف) وما زلنا نعيش تداعياتها، بدءًا من المياه النقية ودفن الموتى خارج البيوت والانتقال من الخرافة إلى العلم فيما يخص الحضارة المصرية القديمة - من المساخيط إلى فهم عظمة الإسلاف، فضلاً عن التواصل المعرفي مع الغرب الذي أنتج ما نحن فيه من جامعات وثقافة وعلم.
واندهش زاخر من أن يُحسب الدفاع عن الجنرال يعقوب انحيازًا للدولة الدينية، فالحملة الفرنسية كانت علمانية صرفة تبشر بقيم الثورة الفرنسية "الحرية، العدالة، المساواة"، وهي التي خلّصت فرنسا من حكم المؤسسة الدينية، فهل انحياز يعقوب لها يؤدي بنا إلى دولة دينية؟
واعتبر زاخر أن قراءة الدفاع عن يعقوب باعتباره انحيازًا دينيًا هو التطرف بعينه، باعتبار أن يعقوب مسيحي ونحن كذلك، وهي نظرة تكشف عن التربص الذي يبني رؤيته بعد الاطلاع على خانة الديانة عند صاحب الرأي.
وتساءل هل كان مصطفى كامل زعيمًا وطنيًا مصريًا عندما أسس دعوته على الدفاع عن دولة الخلافة وتمسك بالأمة "الإسلامية" كبديل عن الإستعمار البريطاني؟! الإجابة في نظر زاخر تستوجب قراءة أفكار وأوراق الحزب الوطني "القديم".
واختتم الأستاذ كمال زاخر حديثه بأننا إذا أردنا أن نخرج من خندق الطائفية فلنقرأ تاريخنا كما هو لا كما يُراد له أن يخدم الدولة الدينية، لنكتشف أن الجنرال يعقوب كان بادرة أمل مصرية لم يحتملها المناخ السائد وقتها ولن يحتملها مناخ اليوم.
http://www.copts-united.com/article.php?A=3816&I=103