CNN Arabic
رغم تشابه الظروف التي أدت إلى قيام ثورتي 23 يوليو/تموز عام 1952، التي قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والثورة الشعبية التي قادها الشباب في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، خاصة فيما يتعلق بالظلم والفساد وفقدان العدالة الاجتماعية، فإن الجدل يزداد حول أحقية أي من الثورتين في الاحتفال بها كعيد وطنيا.
ورغم مطالب البعض بإلغاء الاحتفال بثورة يوليو هذا العام والاكتفاء بالاحتفال بثورة يناير، فإن رئيس قطاع الأخبار باتحاد الإذاعة والتليفزيون إبراهيم الصياد قال لـCNN بالعربية، إنه سيتم الاحتفال بثورة 23 يوليو، ولا مجال لإلغائها كما يطالب البعض، كونها جزءاً من تاريخ مصر ورسخت مبادئها بوجدان الشعب المصري، لافتا إلى أن الاحتفال لن ينفصل عن ثورة يناير بسبب تشابه الظروف القهرية التي أدت لقيام الثورتين.
وتعد ثورة يوليو انقلابا عسكريا من الجيش قاده الراحل جمال عبد الناصر، وأيده الشعب، وأدى إلى عزل الملك فاروق الأول عن الحكم ومغادرته البلاد، بينما ثورة يناير هي ثورة شعبية أيدها الجيش وأدت إلى الإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك.
واعتبر محمد أبو العلا نائب رئيس الحزب العربي الناصري الاشتراكي، ثورة يناير امتدادا لثورة يوليو وأنها قامت على نهجها ومبادئها، مشيرا إلى أن احتفال الناصريين هذا العام سيأخذ طابعا مختلفا، حيث يسعى الحزب إلى تنظيم وقفة احتجاجية بميدان التحرير للمطالبة بتنفيذ أهداف ثورة يناير، إضافة إلى عقد ندوات ومؤتمرات جماهيرية بمختلف المحافظات وزيارة ضريح عبد الناصر.
ونفى أبو العلا، أن تكون ثورة ناصر رسخت للدكتاتورية والاستبداد بسبب إلغائها للحياة الحزبية وعدم تنفيذها لمبدئها السادس والخاص بالديمقراطية، وقال إن ديمقراطية ثورة يوليو كانت قائمة بتحقيق الكثير من طموحات الشعب المصري على حد تعبيره.
وأشار أبو العلا، إلى أن ثورة ناصر اهتمت بتطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية وأزالت الفوارق بين الطبقات، كما اهتمت بالصحة والتعليم والثقافة، وأعادت للفلاح والعامل كرامته وقضت على الإقطاع وأحيت القومية العربية وساعدت دول المنطقة على التحرر من الاستعمار والأنظمة الفاسدة في ذلك الوقت وأممت قناة السويس وغيرها.
وأشار علاء عبد المنعم، عضو حزب الوفد، إلى وجود فرق كبير بين ثورتي يوليو ويناير، فالأولى قام بها الجيش وحكم البلاد وأيدها الشعب، لافتا إلى أنه رغم انجازات ثورة ناصر في التنمية والصناعة والصحة والتعليم، فإنها أيضا خرجت عن الشرعية بابتعادها عن الديمقراطية وإلغاء الأحزاب، ما ساهم في ترسيخ الديكتاتورية على مدار 60 عاما.
وأضاف عبد المنعم، أن ثورة يناير شعبية أيدها الجيش، ولكن من قاموا بها لم يحكموا البلاد، ولم تحقق أهدافها بعد، والتي تطالب بالديمقراطية والحرية والعدالة والكرامة، لافتا إلى أن كل ما تحقق هو أهداف بسيطة تمثلت في تنحي مبارك عن السلطة، ومحاكمة بعض الفاسدين وليس جميعهم، مشددا على أن نجاح ثورة يناير في تحقيق أهدافها سيفتح حقبة جديدة في تاريخ البلاد.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=39273&I=856