إيلاف - أحمد عدلي
تشهد وزارة الداخلية المصرية الأربعاء اكبر حركة تغييرات في تاريخها وهي الحركة السنوية الدورية التي اعتاد عليها ضباط الشرطة لكن هذا العام ستكون الحركة بشكل مختلف عما سبقها لكونها تتزامن مع ارتفاع مطالب المعتصمين المرابطين بميدان التحرير وسط القاهرة.
يستعد وزير الداخلية المصريّ منصور العيسوي صباح الأربعاء لعقد مؤتمر صحافي للكشف فيه عن حركة الضباط بوزارة الداخلية والتي تشمل المئات من الضباط من المناصب المختلفة حيث تشمل العديد من الترقيات وفي نفس الوقت إحالة عدد كبير من الضباط الى التقاعد لاسيما الضباط الذين اشتهروا بسوء السمعة خلال النظام البائد.
الوزراة التي تشهد حالة من الاحتقان لا يخفى على أحد أنّ وزيرها منصور العيسوي يجتاز اختبارا حاسما بين تنفيذ تعليمات رئيس الوزراء عصام شرف الذي بات من المؤكد انه في طريقه للإطاحة به من منصبه في التعديل الوزاري المزمع خلال أيام، وبين تنفيذ القانون والحفاظ على اسم وسمعة الوزارة التي باتت الأسوء في نظر غالبية المصريين لاستمرار القائمين عليها في اتباع سياسات القمع طوال السنوات الماضية.
العيسوي الذي أعلن رفضه لقرار شرف إنهاء خدمة الضباط المتهمين في قضايا قتل المتظاهرين خلال الثورة التزاما منه بالقانون وبان المتهم برئ حتى تثبت إدانته ومن ثم يجب تطبيق هذا المبدأ على ضباط وزارة الداخلية، عقد عدة اجتماعات حتى الساعات الأولى من الصباح لاعتماد اسماء الضباط الذين شملتهم الحركة.
الحركة التي سيعلنها العيسوي والتي ربما تكون اخر قراراته الحاسمة في الوزارة ينتظرها جميع ضباط وزارة الداخلية في مختلف انحاء الجمهورية لاسيما في ظل ما تردد عن نقل العديد من أماكن عملهم الي أماكن أخرى في إطار سعي الشرطة إلى تحسين صورتها أمام الرأي العام وفتح صفحة جديدة بعد ثورة 25 يناير.
وعلى الرغم من ان الحركة دورية وتتم في مثل هذا التوقيت كل عام، إلا ان الوزارة تشهد حالة من الانقسام لاسيما في ظل إعلان عدد من الضباط عن اعتزامهم الدخول في عصيان مدني حال خروج زملائهم من الخدمة لكونهم قاموا بالدفاع عن اقسام الشرطة من الاقتحام وحاولوا التصدي الي البلطجية الذين قاموا باقتحامها مستغلين حالة الضعف الامني خلال الثورة.
ويهدد الضباط الرافضون لقرار رئيس الوزراء بالعصيان معتبرين ان وزارة الداخلية ليست الجهة التي يمكنه الإساءة اليها من أجل إرضاء المعتصمين في ميدان التحرير مؤكدين على ان القرارات لابد ان تكون شرعية ومستمدة من القانون الذي يتم تطبيقه على الجميع.
ومن المتوقع وفقا للتسريبات الإعلامية ان يتم الاستغناء عن عدد كبير من قيادات جهاز امن الدولة المنحل وان يتم ترقية عدد من الضباط الشباب المتميزين وان يتم خروج اللواءات الذين بلغوا السن القانونية للمعاش بشكل مشرف حفاظا على هيبتهم وعلى مكانتهم الاجتماعية.
الخبير الأمني محمد حلمي قال لـ"إيلاف" أن تغيير قيادات وزارة الداخلية لا يقتصر على نقل الضباط من أماكن خدمتهم إلى أماكن أخرى لاسيما وان شباب الثورة سيظلوا يطاردون المنقولين الي أماكن أخرى من خلال ملاحقتهم عبر صفحات فايسبوك.
وأشار حلمي الي ضرورة تغيير الوجوه القديمة الموجودة في مقر وزارة الداخلية لتجديد دماء الوزارة بالإضافة الى خروج الضباط المشتهرين بالفساد وعدم نقلهم الي أماكن أخرى لأن النقل لن يكون حلا لاسيما وانه سبق تجريبه في السويس وأثبتت التجربة فشلها.
وذكر ان التهديد بالعصيان المدني امر منطقي من ضباط الشرطة الذين باتوا يرون ان الدولة تريد ان تضحي بزملائهم من أجل إرضاء الجماهير مشيرا في الوقت نفسه الي خطورة الوضع حال عدم تحقيق الحركة العدالة بين الضباط واستبعاد الضباط المتهمين بإطلاق الرصاص فحسب وليس المدافعين عن الأقسام والسجون.
وأشار حلمي في الوقت نفسه إلى أن المجلس الأعلى للشرطة مطالب بقرارات حاسمة وبتكليف ضباط لتولي الدفاع عن الضباط المتهمين في القضايا على اعتبار انهم ابناء الوزارة وكانوا يدافعون عن منشاتها مؤكدا على ان قرار وزير الداخلية منصور العيسوي إعمال القانون ساهم في تخفيف الضغط على الضباط.
ولفت الي ان الضباط يتعرضون لضغوط شديدة سواء اسريا او اجتماعيا وهو ما ينعكس على أدائهم بالسلب بالإضافة إلى رفض الغالبية العظمى من المواطنين الاستجابة الي مطالب رجال الشرطة في موقفهم وهو ما يتطلب إعادة تأهيلهم نفسيا والعمل على رفع روحهم المعنوية.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=39712&I=863