لي قناعاتي‏..‏ ولكم قناعاتكم

بقلم : مفيد فوزي

*‏ رادار القيادة السياسية يراقب أداء الوزراء والمحافظين علي طرق العمل القومي وليس من نقد الصحف‏,‏ هناك معايير للتقويم ليس من بينها‏(‏ الثرثرة‏)‏ علي الشاشات والمداخلات الملونة‏.‏

*‏ صمت البابا شنودة عن بعض التجاوزات من ضيقي الأفق ليس صمت الضعف‏,‏ لكنه صمت فيه خاصية إطفاء الحرائق قبل اشتعالها‏,‏ إن قداسته يحمل غضبه ويمضي الي الدير‏..‏ مصليا مرتفعا‏.‏

*‏ تفعيل معني أن النائب العام‏(‏ ضمير المجتمع‏)‏ يبدو بجلاء في المستشار عبدالمجيد محمود‏(‏ راجعوا موقفه من صفقة القمح الروسي المشبوه‏).‏

*‏ غرابة الجرائم في الشارع المصري‏:‏ نتيجة الجهل والفجوة الطبقية‏..‏ وسلطان دراما العنف والتخلف‏..‏ إعادة صياغة مجتمع يبدأ من الدراما التي يراها‏.‏

*‏ جرعة الإعلام لبلد من البلاد النامية هي‏(‏ تنوير‏)‏ مذاب في تسلية وليست تسالي اللب في مقلة التليفزيون التي لا تصنع شعبا ناهضا‏,‏ تعويد الناس علي‏(‏ الجاد‏)‏ مهمة مهارات وخبرات‏.‏

*‏ شارع الصحافة‏,‏ كان بالأمس شارع الفكر‏,‏ واليوم يحتاج‏,‏ عفوا‏,‏ لشرطة المرافق والبلدية‏.‏

*‏ كلينتون كان‏(‏ عاشقا‏)‏ وبوش كان‏(‏ كريها‏)‏ وأوباما‏(‏ رومانسي‏)...‏ ما هي مواصفات الرئيس الأمريكي الذي يريده العرب؟ علما أن الثلاثة يخدمون مصالح أمريكا‏(‏ كل بطريقته‏).‏

*‏ الكاريزما‏,‏ نفحة خاصة يرسلها الله لبعض من عباده ولا توجد في صيدليات الأرض قاطبة‏.‏

*‏ حين يشكو موظف رئيسه في العمل لجهات عليا‏,‏ فإن الجهات العليا ترسل الشكوي لرئيس العمل الذي غالبا ما‏(‏ ينكل‏)‏ بالأفندي الغلبان عقابا له علي تطاوله‏,‏ إنها‏(‏ كوميديا سوداء‏).‏

*‏ الوزير السابق أشجع في الرأي والرؤية أكثر مما كان في موقعه‏,‏ الجلوس فوق الكراسي يبطئ من ايقاعه ويجعله يمشي علي سلك الحذر ولا يخرج عن السيناريو‏,‏ فإذا تحرر من الكرسي تحرر عقله‏.‏

*‏ في قارة النفس البشرية أدغال مجهولة وهناك‏(‏ حمام وديع‏)‏ وأحيانا‏(‏ غابات شوك‏)‏ ولهذا تقل مشاعري بالصدمات من الآخرين إذ تخدعني الصورة البراقة التي يروق لنا أن نصدرها للغير‏.‏

*‏ لست أدري ما حكمة هذا؟ عندما أسافر للخارج تتفتح مسامي‏..‏ وعندما أعود تنغلق المسام‏,‏ هل هي طبيعة المجتمعات‏..‏؟ أم المشكلة في المناخ العام‏,‏ أم هي الأفكار الثابتة في رأسي؟ أم جرأة اقتحام أمور لا نقترب منها؟

*‏ المال العام اذا كان في صالح المجتمع لايمكن أن يطلق عليه هدرا أو تسيبا‏,‏ من المهم أن نتفق علي‏(‏ كم يتكلف صالح المجتمع؟‏)‏ أقول هذا بوضوح حتي تختفي نغمة‏(‏ حافظوا علي المال العام‏).‏

*‏ أهرب من أشخاص معينين‏,‏ اذا أعطيتهم اصغائي فهم يملكون القدرة علي افتراسي بالكلام‏,‏ انهم محرومون من نعمة‏(‏ الحوار‏),‏ مع أنهم‏(‏ متزوجون‏).‏

*‏ تسألونني عن شباب هذا الزمان وأبرز عيب فيه‏,‏ أقول إنها‏(‏ اللهوجة‏)‏ أي السرعة بالفهلوة وعدم الدقة وافتقاد التأني وهي صفات لا تؤدي الي الكمال أو الوجه الأكمل‏,‏ انها مصيبة مجتمع يهتم بقدميه أكثر من رأسه‏.‏

*‏ يوم تصبح السياسة هي حياة الناس اليومية‏,‏ ستختفي أزمات الناس ويقل صراخهم وتمردهم واعتصاماتهم وتذمرهم‏,‏ وهذا يزرع الثقة في الحكومات وهو أمر مرغوب في علم السياسة الشعبية‏(‏ إن صح التعبير‏).‏

*‏ برلمان مصر‏,‏ يجب أن يكون بحجم مصر‏,‏ أسلوبا ومنهجا وتعبيرا‏,‏ يجب أن يكون بحجم مصر‏,‏ حتي غضبا‏,‏ أما التدني في لغة الحوار‏,‏ فليس بأي حال بحجم مصر‏.‏

*‏ لا أحد قادرا علي ضبط الأسعار في الشارع الا الناس أنفسهم‏,‏ لا مباحث تموين ولا رقابة تلاعب بالأسعار ولا شرطة تداهم المخالفين‏,‏ إنما هو‏(‏ المستهلك‏)‏ المفجوع اللي بيخزن‏,‏ قادر علي مصادرة الشراهة البطنية‏.‏

*‏ اعملوا‏(‏ تقييما‏)‏ أمينا وموضوعيا لتجربة‏(‏ رجال أعمال وزراء‏)‏ فإذا كانت عيوبها أكثر من مميزاتها‏,‏ فاشطبوا الفكرة‏,‏ ابعدوا عن مركز دعم القرار في مجلس الوزراء حتي يكون التقويم دقيقا واعرضوه علي القيادة السياسية‏.‏

*‏ سخيفة تلك النغمة القائلة بأن هناك في السياسة أو الصحافة والإعلام‏,‏ حرس قديم وحرس جديد‏,‏ المجتمع كله سبيكة واحدة وليس للرواد في أي مجال وصف الحرس القديم فهذا هراء‏,‏ ومجتمع بلا ماض‏,‏ هو مجتمع بلا مستقبل‏,‏ والماضي يصب في الحاضر‏,‏ الذي بدوره يصب في المستقبل‏,‏ انها‏(‏ تجارب‏)‏ للتزود بوقودها علي الطريق‏.‏

*نقلاً عن جريدة الأهرام

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع