كتاب جديد: الأزمة الحالية ليست في العلمانية ولا في الإسلام ولكن في تشوه العقل العربي

ميرفت عياد

* الثورة المصرية لم تتعصب لمذهب أو طائفة؛ لأن "مصر" أكبر وأوسع من المذاهب والأيديولوجيات.
* الثورة خرجت من رحم البساطة والعفوية وليست من الكتب أو الندوات الثقافية أو لحى الملتحين.

كتب: ميرفت عياد

صدر عن مؤسسة "شمس للنشر والإعلام" بـ"القاهرة"، كتاب جديد بعنوان "العلمانيون والإسلاميون: محاولة لفض الاشتباك"، للباحث والشاعر "ياسر أنور".


يقع الكتاب في حوالي (130) صفحة، ويحتوي على عديد من الأوراق البحثية؛ منها الداروينيون الجدد، هوية الدولة المصرية، حوار بين ابن تيمية وكارل ماركس، ومأزق العلمانيين العرب، الليبرالية واليسارية منتجات علمانية، مأزق الإسلاميين، سلطة النص وسلطة الواقع، مفهوم النص عند الأصوليين، الإسلاميون وحرفية النص، العلمانية والعلمانيون من منظور الإسلام، موقف الصحابة من التشريع الجنائي الإسلامي، الشهادة وتطبيق الشريعة الإسلامية، الحتمية العقدية والحتمية السياسية، الشريعة بين رومانسية الحلم وعقبات الواقع، مصطلحات مفخخة "أهل الذمة– الجزية"، مثيرو الشغب، ثقافة الرعب، موقف الإسلام من اختيار حاكم غير مسلم، من عجائب الفتاوى، الخروج من الأزمة، برنامج مقترح لإعادة المسجد والكنيسة لممارسة دورهما التثقيفي والتربوي.


التشوه المعرفي والمنهجي لدى العقل العربي
حاول الكاتب اتحاد جميع الأطياف والقوى السياسبة للمشاركة في بناء "مصر"، وتقديم نموذج لدولة متقدمة متحضرة تبهر العالم كما أبهرته الثورة. وأكّد أن المشكلة الكبرى التي يقع فيها الإسلاميون هي محاولات الفصل التام بين النص والواقع، كما يقع التيار العلماني في خطأ كبير هو محاولة استعارة النموذج العلماني دون الالتفات إلى سياقه التاريخي، موضحًا أن الأزمة التي يزعم البعض وجودها الآن ليست في العلمانية ولا في الإسلام، ولكن في التشوه المعرفي والمنهجي لدى العقل العربي الذي عجز عن ممارسة دوره الإبداعي، وهو ما أدَّى إلى استعارة قوالب فكرية وأيدلوجية جاهزة، الأمر الذي سيؤدى إلى العديد من الاشتباكات التي يتوقع المؤلف حدوثها بين العلمانيين والإسلاميين في المرحلة القادمة.


انهار النظام الورقي
وأشار المؤلف في مقدمة كتابه، إلى أن المعجزة حدثت بالفعل، وإنهار النظام الورقي الذي كان يبدو حديديًا، تزول الجبال ولا يزول، فانطلق الناس ينفضون عن أعينهم آثار النوم، لأنهم لايزالون غير مصدقين ما حدث. مضيفًا أن "مصر" قدَّمت نموذجها الثوري الذي لم يكن أقل شموخًا من نموذجها الحضاري، فتكلمت مصر وسكت العالم، وانطلقت العواصم تهمس في أذن الأرض.. ما بال هذه الأمة تسبقنا دائمًا؟ ما بال هذه الأمة تشغلنا بآثارها وثوراتها، وتجبرنا على أن ندون تاريخها في تاريخنا؟ إلى متى ستظل مصر سيدة الكون الأولى؟! مؤكدًا أن الثورة خرجت من رحم البساطة والعفوية، ولم تنطلق من الكتب ولا من الندوات والصالونات الثقافية، لم تخرج من لحى الملتحين ولا من عمائم المعممين، ولم تكن الثورة حنفية المذهب، ولا شافعية، ولم تكن ليبرالية ولا يسارية، كانت الثورة مصرية، لا تتعصب لمذهب ولا طائفة، لأن "مصر" أكبر من المذاهب، وأوسع من الأيديولوجيات، ومن يُصرون على أدلجة "مصر"، ستقدم لهم "مصر" باقة من ورود جميلة، وتطبع قبلة على جبينهم، ثم تقول لهم: انصرفوا إلى مكان آخر، لقد جئتم إلى العنوان الخطأ!!


المؤلف فى سطور
جدير بالذكر، أن "ياسر أنور" هو شاعر وكاتب وباحث، وعضو اتحاد كتاب مصر، نال العديد من الجوائز العربية والمصرية في الشعر، له العديد من المؤلفات في الشعر؛ منها أربعة مواسم للخريف، رقم الموت، هكذا غنيت وحدي، ورقة في بريد المتنبي: ديوان شعر، إلى جانب العديد من الدراسات والأبحاث؛ منها آلام المسيح: دراسة مقارنة، معجزات قرآنية جديدة، خمسة وعشرون عامًا بين الحركات الإسلامية والتيارات العلمانية.