نشأت المصري
بقلم: نشأت المصري
في جولة حرة لشراء الأسماك , تصادف وجود كمية من أسماك الساموس حسب ما يطلق عليها من تجار الأسماك , ونظراً لأني لا أثق في مياه النيل وهي المرعى الرئيسي لهذه الأسماك أنظف هذه الأسماك بنفسي.
ففوجئت بكم كبير في أمعاء السمك من ديدان خيطية من فصيلة النيماتودا,, تشبه كثيراً ديدان الاسكارس التي تصيب الإنسان وتسبب له الوفاة في كثير من الأحيان ,, فتوجهت إلى سوق السمك لأشتري صنف آخر لعله يكون خالي من الديدان,, فاشتريت سمك البلطي وأيضاً أخذته لأنظفة بنفسي ففوجئت بوجود نوعين من الديدان,,, الديدان المفلطحة والديدان الشريطية في رأس هذه الأسماك ومتحوصلة في العضلات التي تؤكل,, فتوجهت وأبلغت المسئولين بوزارة الزراعة والطب البيطري,, ومنتظرين أي إجراء احترازي من هذا الوباء المحدق بالبشر في مصر.
ولشدة فضولي عن هذا الوباء الجديد,,, بحث في النت عن كلمة "ديدان الأسماك" وقرأت العديد من الأبحاث العلمية ,, لأجد نفسي في مصيبة كبيرة تنتظر الشعب المصري قادمة مع أكل الأسماك,, وهي الإصابة بالطفيليات الداخلية التي تستعمل السمك كعائل وسيط ,, ومنها الدودة الشريطية والمفلطحة وخطورتها أنها تتحوصل داخل العضلات في الأسماك لتنقل العدوى لكل من يأكل لحوم هذه الأسماك..
وهناك خطر آخر وهو عندما تأكل الحيوانات الأليفة والمفترسة والطيور آكلة الأسماك هذه الأسماك المصابة فإنها تنقل العدوى,, أو عندما تأكل الطيور في أماكن تجمع الأسماك فإنا تأخذ العدوى عن طريق أكل نواتج إخراج هذه الأسماك ,, كتربية البط والأوز في الترع وعلى ضفاف النيل,, وحتى تصل هذه الديدان إلى أعلاف المواشي وحيوانات الرعي فلابد أن تحدث لها الإصابة والتي من المؤكد سوف تصل إلى الإنسان..
ولكن كيف أصيبت هذه الأسماك؟؟ ,, بالبحث وجد أن إصابة الأسماك راجع للمرعى الذي يحتوي على مخلفات آدمية ,, أو مخلفات حيوانية مصابة ببويضات هذه الديدان,,, معنى هذا أن النيل وهو شريان الحياة في مصر أصبح بركة ملوثة بمياه المجاري والصرف الصحي ,, ونتيجة هذا أصيبت الثروة السمكية في مصر بالديدان مختلفة الأنواع والإشكال ومتفاوتة في خطورتها على الإنسان..
ولكن صدقوني أنا مشفق على الشعب المصري الذي يأكل التلوث ويأكل مصادر العدوى دون أن يدرى,, فكثير من الشعب المصري يرغب في شراء الأسماك ولكنه يفضل أن يقوم التاجر أو السماك بتنظيف السمك ,, مما قد يتسبب عن أكل سمك ملوث دون أن يدري المواطن,, كما أن مخلفات نظافة الأسماك والتي بها ديدان حية تأكلها الكلاب والقطط الضالة دون التعامل معها بأسلوب علمي في إعدامها ,, مما سوف يصل إلى وباء شامل للشعب المصري بالطفيليات الداخلية والتي يصعب على المواطن البسيط اكتشاف أنه مصاب بها إلا بعد فوات الأوان!!!!.
كما أن مياه النيل والتي نتجرعها كل يوم ربما تحوي ديدان حية أو بويضات ديدان وهذا راجع لفقدان الثقة في شركات المياه أو العاملين بها في تنقية هذه المياه.
لقد تعاملت الحكومة في إدارة أزمة أنفلونزا H1N1A بأن أعدمت الخنازير بصورة بشعة وهي بريئة من نقل العدوى,, والتي انتقلت فعلاً إلى مصر بواسطة الوافدين من البشر وليس الوافدين من الخنازير,, كما تعاملت مع أنفلونزا الطيور بأن قضت على الطيور المنزلية والتي هي جزء من دخل المواطن البسيط فهي توفر له البروتين الحيواني والبيض,, ولا تأكل غير الحبوب ومخلفات المنازل من بواقي الأطعمة,,, وسلمت الشعب في يد محتكري هذه الصناعة أصحاب المزارع الكبار والمستوردين للحوم الطيور والفراخ ,,, فكيف إذاً سوف تتعامل مع أزمة الديدان في الأسماك ومياه النيل؟؟..
هل سوف تمنع البواخر السياحية من الصرف في مياه النيل وبصورة جدية ؟؟
هل سوف تقضي على الفساد في أجهزة الرقابة في مصر؟؟
هل سوف تتعامل مع الشعب المصري بأن تقوم بعمل تحاليل وفحوصات لأبناء مصر لاكتشاف هذه الطفيليات مبكراً وتقديم العلاج المجاني حتى يتم القضاء على هذه المشكلة في مصر؟؟
هل سوف تعدم الثروة السمكية في النيل بالكامل؟؟
هل سوف تقضي على أصحاب الضمائر الفاسدة من التجار والسماكين,, الذين يؤكلون الناس أسماك مصابة المفروض أنها تعدم؟؟
أم أنها سوف تمنع الشعب من أكل الأسماك وشرب مياه النيل؟؟
هل!!!! وهل !!!! وهل
كلها حلول متوقعة ولكن سوف يتم التعامل مع المشكلة بعد إصابة 90% من الشعب المصري
لك الله يا مصر
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=4069&I=110