رأفت إدوار
كتب: رأفت إدوار
نصبت التيارات الإسلامية بميدان الأربعين بـ"السويس" مخيمًا كبيرًا، وألحقوا به منصة مزودة بإذاعة داخلية، وذلك بجوار مبنى الدفاع المدني الذي تم إشعال النار فيه أثناء أحداث ثورة يناير.
واحتشد بعد صلاة الجمعة ما يقرب من أربعة آلاف من المتظاهرين من التيارات الإسلامية، والتي شملت: الجماعة الإسلامية، والإخوان المسلمين، والرابطة العلمية للدعوة السلفية، وذلك تحت مسمى "جمعة الهوية والإرادة الشعبية"، رافعين بعض اللافتات ضد التيارات الليبرالية واليسارية والعلمانية، وهتفوا: "بالروح بالدم نفديك يا إسلام"، و"الشعب والجيش إيد واحدة"، و"ارفع راسك فوق أنت مسلم"، و"إسلامية إسلامية مصر هتفضل إسلامية"، و"لا إله إلا الله الشعب يريد شرع الله".
وطالب المتظاهرون من التيارات الإسلامية المختلفة بالحفاظ على هوية "مصر" الإسلامية، وهوية شعبها المسلم، والتأكيد على رفض دعوى "الدستور أولًا"، ورفض "القواعد الحاكمة للدستور"، والتي- حسب البيان الذي تم توزيعه على المواطنين- تعني تحكُّم قلة في جموع الشعب الكبيرة وتستهدف طمس هوية مصر الإسلامية وهوية شعبها. كما طالبوا بالحفاظ على وحدة الشعب بكل طوائفه وأطيافه لمواجهة المؤامرات الداخلية والخارجية، والإسراع في تنفيذ مطالب الثورة الأساسية؛ من ضرورة محاكمة الفاسدين وقتلة الثوار، واحترام إرادة الشعب، والدعوة إلى ضرورة استقرار الأوضاع، ورفض كل ما يؤدي إلى الفوضى، ورفض الاعتصامات غير المبرَّرة، ورفض الدعوة إلى غلق قناة السويس وغلق مجمع "التحرير" وغلق الطرق، ودعوة المجلس العسكري والحكومة المؤقتة إلى احترام إرادة الشعب واختيارته، وإتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة هيكلة المنظومة الأمنية، وعودة الأمن للشارع المصري.
كما خرجت مظاهرة أخرى من مسجد النبي "موسى"، تضم ما يقرب من (700) متظاهر، تحمل شعارات دينية، وإنضمت إلى المتظاهرين بميدان الأربعين. وإتفق المتظاهرون على رفض المبادئ فوق الدستورية، والدعوة لإجراء الانتخابات أولًا ثم الدستور، مؤكّدين على سلمية تظاهرهم، وأنهم يهدفون إلى الاستقرار والحفاظ على هوية "مصر" الإسلامية.
ومن ناحية أخرى، غابت القوى السياسية والأحزاب المختلفة بـ"السويس" من المشهد في مظاهرات اليوم. وأعلن تكتل شباب السويس أنهم يعقدون اجتماعًا لمناقشة الانسحاب من فعاليات اليوم؛ بسبب اللافتات والشعارات التي رفعتها التيارات الإسلامية بميدان الأربعين ضد التيارات الليبرالية واليسارية والعلمانية، والتي أثارت غضب ثوار "السويس"، لما بها من إخلال بما تم الإتفاق عليه مع التيارات الإسلامية من توحيد الشعارات ومطالب الثورة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=40793&I=879