مجدي ملاك
قضية التنصير تهمة أم عمل ديني؟
هل يحضر افتتاح الكنيسة المعلقة؟
حوار: مجدي ملاك – خاص الأقباط متحدون
أبونا مرقس عزيز واحد من رجال الدين القلائل الذين يعبرون بوجهة نظر مختلفة وربما نبرة غير تلك التي يعبر بها الآخرون، فهو في حديثه صادق دون أن يحاول تجميل الأشياء أو استخدام أسلوب الدبلوماسية الناعمة، تشعر أنه قوي في الحق، يمتلك شخصية قوية تنبع من ثقافته وإيمانه معًا، فهو ليس فقط رجل دين ولكنك حين تجلس معه تعتقد أنه موسوعة في الفن والثقافة والدين وغيرها من العلوم التي تجعلك تستمع إليه بنوع من الإصغاء ولا ترغب في أن تنهي حديثه معك بسهولة، لديه رؤية كما لديه موقف، ولا يخشي أن تكلفه مواقفه شيئًا فهو يؤمن أن لكل شيء ثمن، ولا ينكر استعداده لدفع ثمن دفاعه عما يؤمن به.
خرج من مصر، وتسبب خروجه في إثارة العديد من الاسئلة، خاصة أن الكل كان يعتقد أنها زيارة قصيرة ثم سوف يعود ولكنه لم يعد، وظل الجميع يسأل عن سبب ذلك، وزادت التكهنات واختلطت الحقائق، وفي كل هذا كنت أتابع بدقة كل ما يخص أبونا مرقس حتى تحادثنا في يوم من الأيام وطرحت عليه فكرة إجراء حوار خاص يرد فيه على كل اللغط الذي حدث بعد خروجه من مصر.
وفي الحقيقة لم يخذلني أبونا مرقس ووافقني على ما اقترحت عليه وأخص الاقباط متحدون بهذا الحوار الذي قبل أن يقرأه القارئ العزيز أود أن أشكر جناب القمص مرقس العزيز على موافقته لإجراء أول حوار معه بعد خروجه من مصر، وإلى حضراتكم هذا الحوار الخاص:
** البعض يقول أن بعض من كتبك التي قمت فيها بالرد على الدكتور زغلول النجار ممنوعة من التوزيع، هل هذا صحيح؟
* هذا ادعاء كاذب فالكتب متواجدة ويُعاد طباعتها وسوف أضعها على السايت الخاص بي
http://www.fathermarcosaziz.com/
** لديك برنامج يُذاع على بعض القنوات الفضائية في الخارج، ولكنك لا تتحدث فيه سوى ما يخص الدين، هل لديك تعليمات من البابا شنودة بعدم الحديث عن أمور مدنية تخص الأقباط في الداخل؟
* ليس لي برنامج تلفزيوني ولا قنوات فضائية محددة ولكن ما أقدمه علي السايتات الخاصة بي تأخذه بعض القنوات وتأخذ أيضًا بعض اللقاءات القديمة من الأرشيف الخاص بي، وليس لدي تعليمات من قداسه البابا شنودة بعدم الحديث عن المواضيع المدنية أو الدينية، وقداسته يثق في ابناؤه ونحن نعرف حدودنا وما يجب أن نقوم به وما لا يجب، ونحن فخورين أننا نعيش في عهد قداسة البابا شنودة العملاق.
** سيتم افتتاح كنيسة المعلقة في شهر ديسمبر المقبل وهي الكنيسة التي كنت تخدم فيها، والكل يعلم مدى حبك لهذه الكنيسة بالإضافة أنك كنت رائد في الهجوم على وزارة الثقافة بسبب عدم اهتمامها باستكمال عمليات الترميم، هل ستقوم بحضور الإفتتاح؟
* اتمني حضور الإفتتاح.. فالمعلقة معلقة في قلبي وعقلي وكل ذره من كياني وأيضًا لأني أشعر أن هناك تقصير وإهمال من المجلس الأعلى للآثار، وأنا انتهز الفرصة وأرسل الرسالة التالية للدكتور زاهي حواس من خلال موقعكم الجليل.
تحيه طيبه للدكتور زاهي حواس الرجل العملاق الذي أكنّ له كل حب وتقدير ولكنني رأيت من الواجب أن اقول لسيادتكم بايجاز شديد:
أكتب إليك من خارج مصر حيث أنني منتدب للخدمة بعيدًا عن أرض مصر الغالية ولكنني لا زلت وسأظل كاهنًا للكنيسة المعلقه التي تعيش في كياني ودمائي إلى أن أعود إليها قريبًا بمشيئه الله..
لقد شهدت لك مرات كثيرة و شهدت لأداءك المميز، وها أنت تعمل على افتتاح الكنيسة، فهل انتهت أعمال الترميم أم أنه احتفال وإعلام وصحافة فقط؟
أذكركم بأن أعمال اللاند سكيب والتي تفضلتم مشكورين بإسنادها إلى إحدى الشركات لا تزال في بدايتها وتحتاج وقت ويجب أن نعطي للعمل حقه وإلا نكون قد أضعنا أموالاً بلا مبرر.
أذكركم بأن المجلس الأعلى للآثار طلب من إدارة الكنيسة إخلاء القاعة الملحقة بالكنيسة والتي سبق الإتفاق عليها مع سيادة وزير الثقافة الأستاذ فاروق حسني، كما اتفقت مع سيادتكم على تفاصيل عملها وقد تفضل مجلسكم الموقر بتكليف أحد الشركات (شركه أسوان) بعمل التصميمات وتم عرضها علينا ووافقنا عليها ووعدت سيادتكم بسرعة الإنجاز ثم علمنا أنكم استبدلتم الشركه بشركه أخرى وهذا لا يهمنا، ثم ....إلخ، وأخيرًا طلبتم من مجلس الكنيسة إخلاء القاعة للبدء في العمل بها وبالفعل تم إخلاؤها منذ أكثر من شهرين دون أن يقترب منها أحد.
أذكركم بأن مشروع تكييف الأثر والذي عرضتم علينا تفاصيله عدة مرات وكان في كل مرة يتم تغيير التفاصيل لأسباب لا داعي للخوض فيها لم يبدأ العمل فيه رغم أننا وافقنا على ما قدمتموه أكثر من مرة.
أذكركم أن أجهزة الإطفاء الذاتي والتي أبلغنا مجلسكم الموقر أنها لا تعمل وأنها غير صالحة لا تزال شاهدًا بأن الكنيسة في خطر، و قد قرأت تصريح سيادتكم المنشور بالصحف وقد جاء فيه أن أجهزة الإطفاء تمام وهذا غير صحيح.
أذكركم بأن حامل أيقونات المعمودية الذي تحطم نتيجه سقوط الكنيسة العلوية نتيجه إهمال مهندسة المجلس الأعلى للآثار تم إصلاح جزء منه فقط (وليس كله) وبالتالي لم يعد صالحًا لأن يعود إلى مكانه الصحيح وبالتالي فقدت الكنيسه معالمها الأصلية، علمًا بأن الأجزاء الخشبيه الأثرية الموجودة بجناح المعمودية كلها في غير أماكنها وقد وضعها مجلسكم الموقر بلا ترتيب كوضع مؤقت لحين الإنتهاء من ترميم حامل أيقونات المعمودية وإعادته وباقي الأجزاء الخشبية إلى الوضع الأصلي.
أذكركم أن النقوش التي تم ترميمها تلفت من الرطوبة ثم أعاد مجلسكم الموقر طلائها ولكن دون جدوى فالموضوع يحتاج علاج وإصلاح وليس مجرد دهان.
أذكركم بأننا طالبنا باستكمال النقوش الناقصة في هيكل القديس تكلا هيمانوت وقد قدم المرممين الروس بيان بالأجزاء المقترح عملها ولم يتم الإقتراب منها.
أذكركم بأن الهيكل الأوسط (هيكل القديسة مريم العذراء) والهيكل الأيسر (هيكل القديس مارجرجس) لا يوجد بالجدار الشرقي فيهما صورة كما في الكنائس الأثرية وغير الأثرية وقد كتبنا لمجلسكم الموقر بذلك ووصلنا موافقه المجلس وتسلمنا خطاب المجلس الأعلى للآثار الذي يطلب منا أن نرسل إليكم صورًا نقترح رسمها على أن تكون موافقة للفترة الزمنية التي بنيت فيها الكنيسة وتكون متفقة مع طقس وعقيده الكنيسة، وقد أرسلنا الصور إلى مجلسكم الموقر ولم يبدأ أحد في العمل، وها نحن نقرأ عن قرب افتتاح الكنيسة المعلقة في نهاية العام.
أذكركم أن للكنيسة المعلقه كهنة ومجلس يعرفون كل شيء عن الكنيسة ليتكم تتصلون بهم وتزورون المكان على الطبيعة.. وأذكركم وأذكركم.
ختامًا لكم محبتي وتقديري وأرجو أن نلتقي قريبًا إن لم يكن قبل الإفتتاح ففي هذه المناسبة الطيبة وأقدم لكم خالص الشكر على محبتكم وعلى تنفيذكم لوعودكم.
** البعض يعتقد أن اشتغالك بالتنصير هو السبب في استبعادك من مصر؟
* أنا قلت قبل كدة أني لم استبعد ولا يستطيع أحد إبعادي، والحقيقه اللي لازم تكون معروفة عند الناس كلها إن التنصير هو من الأعمال الأساسية للكاهن ولا ننسى أن السيد المسيح في نهاية إنجيل معلمنا متى أوصى تلاميذه وخلفائهم من بعدهم قائلاً: اذهبوا و تلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر، آمين. فهل يُعقل أن يكون الكاهن خادمًا للمسيح وهو لا ينفذ تعاليمه؟.
** ما هو مصير العائدين للمسيحية في اعتقادك بعد قرار المحكمة الدستورية بأحقيتهم في العودة؟
* هناك قول شائع يقول لا يضيع حق وراءه مطالب، هذا القول ينطبق على كل مكان في الدنيا ما عدا بلادنا الحبيبة مصر، ففي مصر لا يضيع حق إلا إذا كان المُطالب قبطي. في مصر يقولون يا ما في الجراب يا حاوي أو ماذا في الجراب يا قاضي؟ فالقضاء المصري (ربنا يجعل كلامنا خفيف عليه) أصبح شوكة في ظهر الأقباط ولا يحكم بالقانون، بل بمزاج القاضي وبمقدار تعصبه وغالبية القضاة أصبحوا وهابيين، وهل نسينا ما يفعله القضاء بالأقباط ومواقفة من الكنيسة؟، هل نسينا موقف القضاء من الأب الموقر متاؤس؟.. لقد اعلنت محكمة جنايات الجيزة أنها غير مختصه بالنظر في قضايا النشر وذلك عند نظر القضية التي أقامها الصحفي مصطفى بكري رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأسبوع وعضو مجلس الشعب ضد زميله الصحفي ياسر بركات رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الموجز والتي تم نظرها يوم 8\6\2009، والغريب أن هذا الحكم قد صدر بعد حوالي ساعتين من صدور حكم آخر من محكمة جنايات الجيزة أيضًا ولكن في "دائرة أخرى" بتغريم رئيس تحرير الموجز مبلغ عشرون ألف جنيه في قضية أخرى رفعها بكري أيضًا على الرغم من أن النشر لم يكن متعلقًا بأعماله كعضو مجلس شعب.. ويا عيني على العدل والقانون فيكي يا مصر يا بلد العجايب.
هذا هو حال القضاء المصري.. لقد كنت مشاركًا في قضايا العائدين وكنت أحضر جلسات المحكمة وكنت أستشعر من نظرات هيئة المحكمة الموقرة وانفعالاتهم الكثير مما في قلوبهم ولا داعي للخوض في ذلك. المهم لا بد أن ينتصر الحق والله لا يرضى بالظلم، مطلوب من الأقباط أن يكونوا في حالة استعداد تام للعمل من أجل الحصول على حقوقهم ومساواتهم بمن يعيشون معهم في بلادهم القبطية ولن يكون المشوار هينًا بل كفاح طويل. والله المعين.
** المجتمع المصري شهد الحديث عن إمكانية تغيير المسلم لدينه، ولكن ما زالت هناك مشاكل كبيرة داخل المجتمع وجدال حول هذا الأمر، ما هي توقعاتك لتلك القضية المثيرة؟
* لا بد أن يفيق بعض الأخوة المسلمين العقلاء والمتعلمين ويعرفوا أن الأمور لا تُقاس بالعدد، فما معنى أن يكون شخصًا يرفض الإسلام كدين ولكنه يعيش مسلمًا بالإكراه، يعيش مسيحيًا في داخله وفي إيمانه وفي قلبه، لا بد أن يرفض عقلاء المسلمين أن يضعوا رؤسهم في الرمال. لا بد أن يعرفوا أن أسلوب العنف لا يوصل إلى شيء وأن الإسلام يفقد كل يوم الكثير نتيجة تعنت القائمين عليه ومحاولة فرضه بالقوة، لا بد أن يدركوا وهم يقولون أن الإسلام لم يفرض بالسيف أنهم يفرضونه بالسيف والرصاص والقنابل وكل وسائل القهر ولا يعطون للمسلم حق اختيار عقيدته، لا بد أن يفيقوا يومًا ولكن الموضوع سيستغرق وقت يختلف تبعًا لتنوع العقليات، فالوقت سيكون أقل مع من تلمسه النعمة وسيكون أطول مع من يعيشون بعقلية العصور الحجرية.
** البعض ينتقد تدخل رجال الدين في السياسة، فهل تعتقد أنه من حق رجال الدين التدخل في السياسة وأن تكون لهم آراء سياسية؟
* رجل الدين قبل ان يكون رجل دين فهو مواطن له الحق في أن يقول ما يشاء، إنه يحب بلده و له أن يقول ما يراه صالحًا لوطنه، والكتاب المقدس يعلمنا أن من يعرف أن يعمل حسنًا ولا يفعل فهذا خطية له، إن من يدعو لعدم تدخل رجل الدين في السياسة إنما هو يدعو لانتشار الفساد والضلال لأن رجل الدين يدعو للفضيلة والحق والعدل.. إنها دعوه خبيثة لنشر الظلم و كأنهم لا يكتفون بالظلم المتواجد ويريدون أن يجعلوا كل شيء مظلمًا.
** هل تعتقد أن انتخاب الرئيس أوباما سيغير نظرة الشعب الأمريكي تجاه المنطقة العربية والشرق الأوسط؟
* الشعب الأمريكي يحب الخير للكل وأنا أعلم أن هذا الكلام سيغضب الكثيرين من الجهلاء، حقًا كانت أيام جورج بوش أيامًا عجاف على الأمريكيين وغيرهم، ولكن بوش ليس أمريكًا بمعنى أن الأمريكيين لم يكونوا مستريحين له رغم أنه تولى الرئاسة لفترتين ومضى غير مأسوفًا عليه.
لا أعتقد أن انتخاب أوباما سيغير من نظرة الشعب الأمريكي تجاه المنظقة العربية، بل الذي سيغير نظرتهم هو سلوك شعوب المنطقة.
** في زيارته الأولى لمصر ذكر أوباما "الأقباط " في خطابه، ما مدلول ذلك من وجهة نظرك؟
* الرئيس أوباما تحدث عن أمور كثيرة ودافع عن حقوق الأقليات وخاصة الأقباط في مصر وحقوق المرأة، ومن المؤكد أن ذلك كان نتيجة الظلم والقهر الذي يتبعه النظام الحاكم في مصر مع الأقباط ونتيجة ارتفاع العديد من أصوات الأقباط في مصر وفي المهجر وأيضًا منظمات حقوق الإنسان والفضائيات والصحافة الإلكترونية. إن كلمات أوباما تعكس مدلولاً أن جهود الأقباط في الداخل والخارج بدأت تؤتي ثمارها ولكن ماذا كان رد فعل المسؤولين في مصر؟، الرد ودن من طين والثانية أطين من الطين. تحدثوا عن المرأة وأعطوها أماكن أما عن الأقباط فتغيرت النغمة، كانوا قديمًا يقولون أن الأقباط أقلية وبح صوتنا في أن نقول لا إننا لسنا أقليه، الأقلية دخيلة على البلد ولكننا نحن أصحاب البلد الحقيقيين، وبعدما تحدث أوباما عن الأقليات وذكر الأقباط تعالت الأصوات التي تقول لا.. الأقباط ليسو أقلية، وبالتالي لن نعطيهم حقوقهم، البيضة وللا الفرخة، شغل الحواه الذين يتخيلون أن الأقباط متخلفين عقليًا ويمكن الضحك عليهم.. إلى متى يسكت الأقباط على أكل حقوقهم؟ ألم يكن واضحًا أمامهم مُخطط الوهابية يوم أن صدر قرار بقتل الخنازير في الوقت الذي لم يكن هناك حالة واحدة في مصر بينما الدول الأخرى غير المتعصبة لم تتخذ مثل هذا القرار ولديهم أعداد ضخمه من الخنازير؟ وبعد قرار إعدام الخنازير بأسبوعين قرار جمهوري بإنصاف المرأة وإعطائها حقوقها وتجاهل حقوق الأقباط، أليس غريبًا أن يقوم الرئيس بإصدار قرارات تتسم بالتعصب؟ أليس غريبًا بعد أن أصدر قراره بخصوص المرأة أن يعطي حديثًا للتلفزيون المصري يتحدث فيه باستفاضة عن حقوق الفلسطينيين ويتجاهل تمامًا حقوق الأقباط؟.. ربنا موجود!!
كنت أتمنى أن يفيق الأقباط بعد خطاب أوباما وبعد حديثه المهذب عن التعصب الإسلامي وتهميش دورهم، كنت أتمنى أن يفيقوا ويعلو صوتهم مطالبين بحقوقهم بكل الطرق سواء بعمل مظاهرات واعتصامات والمطالبة بالحقوق المغتصبة للأقباط وأيضًا الاتصال بكل المنظمات الدولية والأمم المتحدة والإتحاد الأوربي وأيضًا القيام برفع قضايا دولية في كل الدول التي تسمح بمقاضاة حكومات أجنبية على أرضها.
لقد رفضت كثيرًا تدخل أي دولة في مشاكلنا.. ولكن يبدو أن النظام لم يختشي وكشّر عن أنيابه ومصمم على استخدام الظلم أسلوبًا والقهر سلاحًا للأقباط، ولذا يحق للأقباط المطالبة بحقوق وتدويل قضيتهم.
** أخيرًا.. ماذا تتمنى لمصر في الأيام القادمة؟
* أتمنى أن أجد مصر... مصر التي بهرت العالم بتاريخها وأمجادها، مصر الفرعونية التي أعالت العالم كله في أيام يوسف الصديق فكانت خيراتها تكفي الجميع ولم تبخل على أحد.
أتمنى أن أجد مصر الغنية التي كانت قبل غزو الإسلام وليست مصر التي تتسول وتشحت من الجميع بدلاً من إعالتهم.
أتمنى أن أجد مصر الفرعونية التي لا زلنا نفتخر بأننا أبنائها الفراعنة ونقول أن أجدادنا بنوا الأهرامات، وأخشى إن لم أجدها أن نصحو يومًا ونسمع أننا قمنا ببيع هذه الأهرامات.
أتمني أن أجد مصر التي يرفرف عليها الحب وليست مصر الكراهية، مصر التي يشعر ابناؤها بحب و قبول الآخر وليست مصر التي تجهز قبرًا للآخر، مصر التي تعيد كتابة التاريخ وليست مصر التي تزيفه، مصر التي في وجهها دماء حارة شريفة وليست مصر التي تسرق وتنهب علانية بلا خجل كل ما يخص أبناء البلد الأصليين.
أليس من العار أن تقوم الحكومة بتغيير كل ما يخص الأقباط حتى اسم قريه دير أبو حنس ويجعلوها قرية وادي النعناع؟
واتمنى أن أجد مصر التي يحبها أبنائها وليس مصر التي يهرب منها أولادها؟
الأقباط متحدون تنفرد بأول حوار مع القمص مرقس عزيز بعد خروجه من مصر1-2
http://www.copts-united.com/article.php?A=4212&I=114