القدس العربي - خالد الحمادي
قضت محكمة الاستئناف اليمنية الاحد باعدام عبدالعزيز العبدي، رميا بالرصاص بتهمة قتله اليمني اليهودي الديانة ماشاالنهاري، في كانون أول (ديسمبر) من العام الماضي .
وقالت المصادر الرسمية أن المحكمة الاستئنافية بعمران قررت خلال جلسة أمس برئاسة القاضي احمد البعداني وبحضور أولياء الدم والمحامين وأولياء الجاني، قبول الطعن المقدم من النيابة العامة، شكلا وموضوعا والغاء الحكم الابتدائي حيال العقوبة. حيث جاء الحكم الاستئنافي خلافا لحكم المحكمة الابتدائية، الذي قضى بدفع الديّة فقط.
وذكرت أن المحكمة الاستئنافية أيدت البند الثاني والسادس من الحكم الابتدائي الذي دان المتهم عبد العزيز العبدي بما نسب اليه، باقرار ارتكابه جريمة قتل المجني عليه اليهودي ماشا يعيش النهاري، ومصادرة اداة الجريمة، بينما تضمن البند الرابع من الحكم اعدام الجاني رميا بالرصاص.
وفور صدور حكم المحكمة الاستئنافية بالإعدام للمتهم عبد العزيز العبدي حاصرت جماعات قبلية مسلحة محكمة استئناف عمران ومحامي المجني عليه ماشا النهاري امس.
وكان حكم المحكمة الابتدائية قضى بدفع ديّة القتل العمد البالغ خمسة مليون و500 ألف ريال (27500 دولار) وتحويل المتهم الى مصحة نفسية للاعتقاد بأنه يعاني من أمراض نفسية، بينما رفضت أسرة المجني عليه الحكم ورفضت استلام الدية، وقال والد القتيل عقب صدور الحكم الابتدائي مطلع آذار (مارس) إنه لن يقبل بأن تدفع أموال صنعاء كلها ديّة لمقتل ولده الوحيد.
إلى ذلك حمّلت المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود) التي ترافعت عن اليهودي القتيل، وزارة الداخلية اليمنية مسؤولية الحفاظ على سلامة محاميها والصحفيين الذي قاموا بتغطية وقائع جلسات المحاكمة وكذا أسرة المجني عليه.
وقالت المنظمة في بيان تلقت (القدس العربي) نسخة منه إن المنظمة تلقت بلاغات من هيئة الدفاع عن أسرة الضحية ماشا يعيش النهاري برئاسة المحامي خالد الانسي أكدوا فيها "تواجد مجاميع قبلية مسلحة من أسرة الجاني تحاصر المحكمة، متوعدة بالاعتداء على المحامين وأسرة المجني علية".
وصدر حكم المحكمة الاستئنافية بالإعدام بعد إحالة الحكم إليها من قبل المحكمة الابتدائية في آذار (مارس) الماضي والذي كان يتضمن حكما بدفع الجاني الدية وتحويله إلى مصحة عقلية.
وعلّق والد المجني عليه اليهودي يعيش يحيى النهاري على الحكم بإعدام المتهم بقتل ولده بالقول "ان هذا هو حكم محمد ابن عبدالله، الذي يدين اليمنيون بدينه" وهو ما كان يطالب به منذ الجلسات الأولى للمحكمة الابتدائية.
وكان مقتل اليهودي اليمني ماشا النهاري أثار الرعب في أوساط أبناء الطائفة اليهودية في اليمن، ودفع الكثير منهم إلى مغادرة اليمن إلى إسرائيل بمساعدة الوكالة اليهودية الدولية، خاصة وأنه لحق مقتله العديد من الهجمات والتهديدات لأبناء الطائفة اليهودية والتي دفعت عدداً منهم لمغادرة منازلهم واللجوء إلى أماكن مؤقتة وفرتها الحكومة بحماية أجهزة الأمن اليمنية.
وأكدت مصادر محلية أنه غادر الأحد 17 يهوديا من أبناء الطائفة اليهودية في محافظة عمران إلى الأردن وهي محطتهم الأولى في طريقهم الى إسرائيل، بسبب تصاعد التهديدات ضدهم، واستباقا للحكم الذي صدر أمس بإعدام قاتل المواطن اليهودي، والذي قد يعقبه تهديدات أكبر ومخاطر محققة.
وذكر موقع (نيوزيمن) الإخباري المستقل أن من بين اليهود اليمنيين الذين غادروا اليمن أمس شكر يحيي النهاري وزوجته، وهما عروسان منذ أسابيع، إلى جانب أسرة هارون عمران المكونة من 9 أفراد، وعائلة علي الجرادي المكونة من 5 أفراد، في حين كان 8 آخرون من عائلة سعيد بن إسرائيل غادروا في منتصف شباط (فبراير) الماضي، قبيل صدور الحكم الابتدائي ضد المتهم، وبعد أسابيع من قيام مجهولين بإلقاء قنبلة في ساحة منزله، وتلقيه العديد من التهديدات.
http://www.copts-united.com/article.php?A=4307&I=116