«ويكيليكس»: السفارة الأمريكية ساعدت «أسامة سرايا» و«الشريف» استغل خطأ «إبراهيم نافع» لاستبعاده

المصري اليوم - كتبت: غادة حمدي

 ذكرت برقية بعث بها الدبلوماسى الأمريكى مايكل كوربن من السفارة الأمريكية بالقاهرة إلى بلاده فى ٧ يوليو ٢٠٠٥، ونشرها موقع «ويكيليكس» على الإنترنت، أنه من بين كل التغييرات التى أجريت على قيادات الصحف القومية فى مصر وأعلنها المجلس الأعلى للصحافة فى ٣ يوليو ٢٠٠٥، كان الحدث الأبرز هو استبعاد «عملاق الصحافة» إبراهيم نافع من رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير «الأهرام».

وأشارت البرقية إلى أن «نافع» ـ الذى عينه الرئيس الراحل محمد أنور السادات ـ ترك وراءه صحيفة أصابها الضعف، ومزاعم بالفساد، وبديلاً موالياً للنظام، هو أسامة سرايا. واعتبرت البرقية الأمريكية أن عملية استبدال سرايا بنافع هى جزء من محاولات الحكومة المصرية لإضفاء «وجه جديد» على المؤسسات الحكومية، وترسيخ الانطباع لدى العامة باعتماد النهج الإصلاحى وتحقيق تقدم، تحسباً لانتخابات رئاسية وبرلمانية وشيكة.

اعتبرت البرقية قرار استبعاد نافع نهاية لحقبة فى تاريخ الصحافة الموالية للحكومة، وأوضحت أنه كان يعد أبرز المدافعين عن حكومة الرئيس السابق حسنى مبارك على مدار الـ٢٥ عاماً التى مضت. وأشارت إلى أنه كان نقيباً للصحفيين فى الفترة من ١٩٨٥ إلى ١٩٩٤، وكان معروفاً عنه رعايته لمرؤوسيه فى «الأهرام» ولصحفيى النقابة أيضاً، حيث إنه كان يمنح صحفيى الأهرام - بحسب البرقية - مكافآت سنوية كبيرة. وكنقيب للصحفيين كان يخاطب الحكومة كلما تم إلقاء القبض على صحفى أو حبسه، بغض النظر عن توجه هذا الصحفى، لكن البرقية أشارت فى المقابل إلى أن «نافع ترك وراءه مشاكل إدارية وشبهات فساد».

وتشير البرقية إلى أن الشائعات حول استبدال نافع تصاعدت عام ٢٠٠٥، بعد نشر الأهرام «تصحيحاً» غير مسبوق فى ١٥ مايو ٢٠٠٥، لنشرها «بطريق الخطأ» مقابلة أجرتها صحيفة «السياسة» الكويتية مع مبارك. وأوضحت البرقية أن الأمين العام للحزب الوطنى، رئيس مجلس الشورى -آنذاك- صفوت الشريف غضب من نافع بسبب المقابلة، وبدأ يتحدث عن «تغييرات كبيرة» فى قيادات الصحف القومية.

وقالت البرقية إن الشريف كان يساوره الشك فى نفوذ نافع لدى رئاسة الجمهورية، وكان يشعر بأنه يتخطى «حدود منصبه». ونقلت الوثيقة عن مصادر بالأهرام قولها إنه فى الوقت الذى سرت فيه الشائعات حول حركة التغييرات فى الصحف القومية كان نافع يشعر بأن منصبه فى مأمن، نظراً لعلاقته الوثيقة بالرئاسة.

ويقول كوربن إن نافع ترك وراءه فى رئاسة تحرير «الأهرام» بديلاً موالياً للنظام هو أسامة سرايا، ولفتت البرقية إلى أن سرايا عمل سابقاً رئيس تحرير لمجلة الأهرام العربى، واصفة إياه بأنه «مؤيد للإصلاح». وذكرت أنه بدأ متدرباً فى قسم الاقتصاد بالأهرام، واكتسب ثقة نافع. وأوردت البرقية ملاحظة ذكرت فيها أن السفارة الأمريكية بالقاهرة ساعدت سرايا على نطاق واسع فى السنوات الأولى لحياته المهنية، وأمدته بانفرادات وبمصادر حصرية.

وأضافت أنه اعتمد دائماً سياسة الباب المفتوح مع رجال السفارة ومسؤولى الإدارة الأمريكية لدى زيارتهم لمصر. ونقلت عن صحفى رفيع المستوى فى الأهرام قوله إن «سرايا يبدو كابن لنافع، فهو يراه مثلاً أعلى ونموذجاً يحتذى به» وتوقع الصحفى- وغيره من المصادر بالأهرام- أن نافع سيظل يمارس نفوذه فى الجريدة من وراء الكواليس من خلال علاقته بسرايا.

وعلقت البرقية بأن نافع خلف وراءه صحيفة تعانى ضعفاً، حيث تراجع نفوذها مع صعود صحف وفضائيات قومية عربية، وأضافت أنه لاحقته أيضاً شبهات فساد، حيث نقلت عن مصادر قولها إنه استغل منصبه لإثراء نفسه بأملاك مثيرة للشكوك وصفقات نشر، فيما تابعت أن الأهرام كمؤسسة تعانى من العمالة الزائدة وسوء الإدارة.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع