إسلاميون في الصومال يأمرون بقطع ايدي وسيقان مراهقين

القدس العربي - مقديشو

حكمت جماعة شباب المجاهدين الصومالية المتشددة بأحد معاقلها في مقديشو على أربعة مراهقين الاثنين بقطع يد وساق لكل منهم عقابا على السرقة.

وستكون هذه أول مرة ينفذ فيها حكم بالبتر أصدره المتمردون الإسلاميون الذين يطبقون أحكام الشريعة بحذافيرها في الأجزاء التي يسيطرون عليها بجنوب الصومال.

شباب المجاهدين الصوماليةوسبق أن نفذت جماعة شباب المجاهدين التي تضم في صفوفها مقاتلين أجانب وتعتبرها أجهزة أمن غربية وكيلة لتنظيم القاعدة في الصومال أحكاما بالإعدام والجلد وبتر أحد الأطراف وذلك في مدينة كيسمايو الساحلية بجنوب البلاد.

وتقاتل الجماعة حكومة الرئيس شيخ شريف أحمد سعيا للسيطرة على مقديشو كما تحارب ميليشيا إسلامية معتدلة متحالفة مع الحكومة في الأقاليم.

وقال الشيخ عبد الحق قاضي المحكمة الشرعية بمنطقة سوق هولاها التي تسيطر عليها جماعة الشباب في العاصمة الصومالية "حكمت المحكمة الإسلامية اليوم على هؤلاء الرجال الأربعة الذين ارتكبوا سرقات بقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف." وأَضاف "سرقوا هواتف محمولة ومتعلقات الناس."

ولم يذكر القاضي خلال الجلسة التي حضرها مئات السكان الموعد الذي سينفذ فيه الحكم. واقتيد المراهقون الأربعة الذين قيدوا بالأغلال وظلوا صامتين بعيدا ليبقوا رهن الاحتجاز.

وأثارت ممارسات جماعة الشباب المتشددة صدمة لدى العديد من الصوماليين المعروفين تقليديا بأنهم مسلمون معتدلون لكنهم عزوا الفضل للمتمردين في إعادة النظام إلى المناطق التي يسيطرون عليها.

وأدانت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان الحكم وذكرت أن الرجال الاربعة لم يمثلهم محام ولم يسمح لهم بالاستئناف.

وقالت تاواندا هوندورا نائبة مدير منظمة العفو الدولية في افريقيا "نناشد (جماعة) الشباب عدم تنفيذ تلك العقوبات القاسية وغير الإنسانية والمهينة. تلك الأحكام صدرت عن محكمة هزلية تابعة للشباب ولم تأخذ بالإجراءات المتبعة."

وفي أحدث دورة من أعمال العنف المستمرة منذ 18 عاما في الصومال أدى تمرد إسلامي مستمر منذ عامين ونصف العام إلى مقتل أكثر من 18 ألف مدني وتشريد مليون آخرين وهيأ الفرصة لانتشار القرصنة قبالة سواحل البلاد وأشاع مخاوف بخصوص الأمن في أنحاء المنطقة.

وأعلنت الحكومة الصومالية التي لا تسيطر إلا على بضعة مربعات سكنية في مقديشو حالة الطواريء في مطلع الأسبوع ودعت إلى تدخل أجنبي بما في ذلك من جيران الصومال.

لكن القوى الدولية تعزف عن الإقدام على أكثر من تعزيز قوة قائمة لحفظ السلام تابعة للاتحاد الافريقي قوامها 4300 فرد. ورغم إشادة الصوماليين بالقوة التابعة للاتحاد الافريقي بعد أن أنشأت مستشفى تشتد الحاجة إليه في قاعدتها فلم يتمكن جنود حفظ السلام من وقف أعمال العنف وأصبحت دورياتهم هدفا للمتمردين.