ما الفرق بين التكفيريين: السباعي والغنوشي؟!

أشرف عبد القادر

بقلم: أشرف عبد القادر
نشر المحامي  د.هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية والوجه الإعلامي المعروف،الذي طالما أطل علينا من شاشة "الجزيرة"،قلت نشر قائمة بمجموعة من المفكرين المسلمين الكبار مكفراً لهم مثل طه حسين،ونجيب محفوظ،ومحمد أركون،وحسن حنفي،وأدونيس،وعزيز العظمة،ومحمد بنيس،وبلندا الحديري،ومالك شبل،وعادل ظاهر. تكفيرهم هو دعوة صريحة لإقامة حد  الردة عليهم. هذا الحد الذي استورده فقهاؤنا ،غفر الله لهم،من سفر التثنية التوراتي"من يعبد آلهة غير إلهك فاخرجه خارج المدينة وارجمه حتى الموت". والذي لا وجود له في القرآن الكريم،الذي أعطى للإنسان الذي كرمه بالعقل الذي يقود إلى نور الإيمان حرية الإختيار بين الإيمان والكفر حتى يكون مسؤولاً عن خياره أمام الله يوم الحساب قائلاً:"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".

ما قام به المحامي المصري الاجئ في في بريطانيا من تكفير فعل مشين يلحق الأذي بالإسلام والمسلمين ليس في الرأي العام العالمي الذي  أصبح ينظر للإسم -في عصر حقوق الإنسان-كدين بدائي ومتوحش مستهتر بالحق في الحياة،الذي تقدسه حقوق الإنسان،ويقدسه صحيح الإسلام أيضاً لولا"غلواء القوم"قوم المتأسلمين،بل حتى في نظر الأكثرية من المسلمين.
والله فوجئت في صلاة الجمعة الأخيرة عندما خصص الإمام خطبة الجمعة لتفسير الآية الكريمة:"من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض ،كأنما قتل الناس جميعاً"،باستحسان جميع المصلين لتنديد الإمام بفتاوى إراقة الدماء،وهو يعرف قصة فتوى إهدار دمي التي أصدرها الغنوشي  بعد أن تخفى وراء القاعدة المفترى عليها. وقد قال الإمام أن المتطرفين في أمتنا الإسلامية لا تتجاوز نسبتهم ال 10 في المائه وهي أقلية خارجة عن إجماع الأمة،ضالة ومضلله،وهي المسؤولة عن الإسلاموفوبيا في العالم وحتى بين المسلمين،وضرب مثلاً بثورة مسلمي إيران ضد متأسلميها.
وإمامنا لا يكفر إخوتنا الشيعة متمسكاً بقول الإمام الأشعري:"نحن لا نكفر أحداً من أهل القبلة"،لكن نفرق في الشيعة كما في السنة بين المعتدلين والمتطرفين جزاك الله يا إمامنا عن الإسلام خيراً.

ابن بلدياتي د.هاني السباعي خرج عن صحيح الإسلام عندما كفّر أعلام الثقافة الإسلامية،منصباً نفسه نائباً لله في أرضه يوزع صكوك الغفران،وصكوك الكفران على من يشاء من عباد الله. لكن مع هذه  الخطيئة المميتة يحسب للدكتور السباعي شجاعته،فقد وقع صكوك التكفير بإسمه متحملاً مسؤوليتهأمام الله والأمة والتاريخ.
أما راشد الغنوشي الذي اختفى مؤخراًوراء "ديوان لجنة تقصى زنادقة العصر" ليفتي بإعدام 23 مثقف تونسي من رافعي  أعلام إسلام التسامح والتنوير [انظر مقالي بعنوان "الغنوشي أفتى بقتل 23 مثقف تونسي" المنشور بتاريخ18/6/2009 في الحوار المتمدن،ومنشور كذلك في موقع "الأقباط متحدون"، كما سبق لهذا المتأسلم أ تخفى سنة 2006 وراء اسم"أبو ذر المقديشي" أمير "جماعة أنصار رسول الله" ليحكم بالإعدام على 30 مثقف  بينهم المسلم الكامل ،المفكر جمال البنا -شقيق المرحوم حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين - لا لشيء إلا أنه ترأس "اللجنة الدولية للدفاع عن العفيف الأخضر" الذي نسب إليه رئيس "النهضة" راشد الغنوشي في موقع النهضة كذباً وزوراً تأليف كتاب "المجهول في حياة الرسول" للتحريض على قتله.

فما الفرق بين د.هاني السباعي وراشد الغنوشي؟
هو الفرق بين السماءوالأرض، بين الشجاعة والجبن،رغم أن شجاعة د. هاني في غير محلها . لكن من يتحلى بالشجاعة  ويتحمل مسؤولية خطيئته  يمكنه أيضاً،إذا فتح الله بصيرته لصحيح الإسلام،أن يتراجع عما أفتى به كما فعلت"الجماعة المصرية" التي انتمي إليها في مرحلتها الضالة  د. السباعي لكنها منذ عدة سنوات راجعت نفسها،ورجعت إلى الله وتابت عن قتل الرئيس المؤمن محمد أنور السادات.وربما يأتي يوم  ويتشجع فيه د. السباعي في الاتجاه المعاكس ويعلنها توبة نصوحاً من على منبر الجزيرة.مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم:"خياركم  في الجاهلية خياركم في الإسلام"والجاهلية اليوم هي الإرهاب المتأسلم ،والإسلام اليوم  هو إسلام صديقي جمال البنا الروحي المسالم،الذي سلم الناس من لسانه ويده،وهو التعريف النبوي للإسلام.
أما راشد الغنوشي الجبان الذي يضع على وجهه المساحيق والأقنعة ليهدر دماء عشرات المثقفين المسلمين بدافع الإنتقام من صحيح الإسلام الذي يكذب تأسلمه المنافق والجبان والدموي ... فتوبته شبه ميؤوس منها. وصدق الإمام الشافعي القائل:"شيئان ما إجتمعا في قلب واحد /أعني بذاك الجبن والإيمان
من قال أن للثعلب دين؟؟ كما قال أمير الشعراء طيب الله ثراه.
 
ashraf3 @ wanadoo.fr

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع