ماري بسيط
دينا الجوهري: أصدقائي المسلمين بالمدرسة لا يحبونني
أحب بابا كثيرًا وأذهب معه للكنيسة
هددني رجل ملتحى ذات مرة بالقتل
حوار: ماري بسيط – خاص الأقباط متحدون
في البداية لقد استمتعت بحواري مع دينا ماهر التي تبلغ من العمر 15 عام والتي رسمت صورة على جهازي وأهدتها للأقباط متحدون.
وفي حديثي مع دينا الذي كان يخرج عن الحوار من كثرة خفة ظل هذه الطفلة ولمعرفتي بماذا تشعر وماذا تريد، فكل ما تريده دينا أن تعيش حياة طبيعية آمنة وأن يكون لها أصدقاء وأن تشعر بالأمان دون أي تهديد وأن تخرج مع والدها دون الخوف من أن يُطلق عليه النار مثل أي طفلة تعيش مع والدها.
وفي وسط الحديث أجبرتني دينا على سؤالها عن الإضطهاد الذي تتعرض له.. نظرت إلى الطفلة الصغيرة وقلت لماذا هذا السؤال؟ فكانت الإجابة.. لكي يعرف الناس جيدًا أن مَن يطالب بحقه في هذه البلد مثل والدي ماذا يمكن أن يحدث له، وأن برغم من صغر سني وما يحدث لي من اضطهاد أنا ووالدي لكن نحن لم نفقد الأمل في ربنا.
** دينا.. عايشة حياتك إزاي؟
* أنا عايشة عند ماما في القاهرة، وطبعًا ماما محجباني وبتحفّظني القرآن بتاعهم غصب عني، وبتخليني أصلي غصب عنى، وأنا بأصلي فعلاً شكلاً عشان ماما، وفي المدرسة بحضر حصة الدين الإسلامي لأني مش بعرف أحضر حصة الدين المسيحي، لكن فيه مرة حاولت أحضر حصة الدين المسيحي لكن جات مدرسة الدين الإسلامي وأخدتني من الحصة وقالت لي: انتِ بتعملي إيه عندك؟ ده مش مكانك، انتِ مسلمة ورجعتنى الفصل وقالت لي: أوعي تروحي هناك تاني.
** دينا.. بتروحي الكنيسة بتحضري مدارس الأحد؟
* لما بروح عند بابا بروح الكنيسة وبحضر القداس وبأصلي وأتناول أنا وبابا، وكنت قبل كدة بأحضر مدارس الأحد بس دلوقتي لأ، لأننا بنروح الصبح بدري نحضر القداس ونمشي قبل ما حد يشوفنا، عشان كدة مش بقدر أحضرها.
** دينا.. لكِ أصدقاء مسيحيين؟
* لي واحدة بس.. علشان أصحابي في المدرسة ما يخدوش بالهم من حاجة وله يشكوا في حاجة، وبأروح عندها البيت وعارفة عني كل حاجة وكمان بآخد رأيها في حاجات وكمان بسألها في الإنجيل وبنقعد نصلي مع بعض وبنقعد نتكلم في المسيحية.
لكن عند بابا لي صاحبات مسيحيين كتير وعارفين كل حاجة عني بنروح الكنيسة مع بعض ونصلي كمان وأنا بحبهم أوي.
** دينا.. لكِ أصدقاء مسلمين؟ وهل بتخافي منهم؟
* ليّ في المدرسة، وهمّا ما يعرفوش حاجة عني فبحاول أتجنبهم عشان ما يعرفوش حاجة وبعد كدة معاملتهم تتغير معايا ويعاملوني وحش.
** فكّرتي ترفعي قضية زي بابا؟
* طبعًا فكّرت.. ولمّا أتم السن القانوني هرفع قضية، لأني أنا دلوقتي عندي 15 سنة يعني لسة ما تمتش السن القانوني، ولأني عايزة أعيش في بيت مسيحي وأدق صليب في إيدي ولأني مسيحية ومؤمنة بالمسيح.
** كيف آمنتِ بالمسيح برغم صغر سنك؟
* بابا كان دايمًا بيحكيلي عن المعجزات، وفي يوم واحنا قاعدين في مزرعة بابا فيه سور كبير دايمًا كنت بشوف القمر بيطلع من وراه، وبعدين دخلت أنام حلمت بـ"بابا يسوع" جالي في رؤية في مزرعة بابا بالليل، وكان بيحصل معجزات كتير في المزرعة، وبعد كدة شفت بالون كبير طالع من وراء السور فيها صورة بابا يسوع وهو بيضحك ضحكة جميلة جدًا وفضل البالون يطلع وينزل وأنا فضلت أعيط من الفرحة لغاية لما البالون وقف على الأرض، الأرض كلها اتحولت إلى كنيسة كبيرة، صحيت من النوم وأنا إحساسي إن ده حقيقي مش حلم، حكيت لبابا قال لي ده حلم، بس كنت مبسوطة بالحلم.
** شايفة بابا إزاي؟
* أنا شايفة أنه تعب جدًا وبالذات بالقضية، وأنا اتضايقت لبابا بعد كل المحاولات اللي عملها لكسب القضية وكل طلبات القاضي الصعبة اللي نفذها على طول وأنا كنت متوقعة ياخذ حكم بعد التعب، لكن فوجئت بالحكم وفضلت أعيط كتير لأن كان نفسي بابا ياخد الحكم بعد التعب اللي شافه، وإن شاء الله بابا هايكمل القضية وياخد حكم وربنا هيقف معاه.
**بتخرجي تتفسحي؟
* مش كتير بسبب الخوف من أي حد يتعرف علينا، بس بابا أوقات بيخرّجني ونتمشى مع بعض نتكلم بس طبعًا مش كتير، بس بكون مبسوطة وأنا مع بابا.
** شايفة ماما إزاي؟
* ماما بتحاول زي الباقي إني أصلي وأصوم، وبتسيبني آجي لبابا بالعافية لأنها بتكون رافضة، لكن قبل القضية كنت بروح وآجي براحتي، بس أنا بحب بابا وبكون منتظرة الوقت اللي بروح أقعد معاه بالرغم من إني مش بعرف أخرج كتير وأنا عند بابا، بس بكون مبسوطة وبقعد أصلّي كتير.
** ما هوايتك؟
* أنا بحب الرسم جدًا بس، وبأرسم كتير.
** معاملة الناس شكلها إيه معاكي؟
* بيحاولوا يصلحوا مني.. خايفين إني أكون زي بابا.. لدرجة إن ماما بتخليني أصلّي كل يوم ومحجباني وأعمامي أخذوني على الأزهر لإشهار إسلامي وحاجة غريبة أنا مش فهماها، وهناك فضل أعمامي يسألوا الشيوخ يعملوا معايا إيه؟ فكان رأي الشيوخ إن أعمامي يمنعوني من أبويا وأني لا أره مرة ثانية، وفضلوا فترة يحفظوني القرآن غصب عني.
** هل تعرضتِ لاضطهاد قبل ذلك؟
* أيوة.. الموقف الأول وأنا راجعة من المدرسة في أحد الأيام.. توقفت سيارة ونزل منها شخص شكله غريب عنده دقن كبيرة جدًا ومسكني من ملابسي وقال: "إن ما كنش أبوكي وانتِ هترجعوا عن اللي بتعملوه هنقتلك ونقتله"، أنا طبعًا طلعت أجري على البيت وما حكتش لماما، وأول لما قابلت بابا حكيت له اللي حصل، وأنا مش خايفة من الإضطهاد لأن ربنا معايا وبيحميني مش بيسيبني، علشان كدة أنا مش خايفة.
الموقف الثاني إن إحنا دايمًا بنتنقل من سكن لسكن خوفًا من حد يتعرف على بابا، عمرنا ما إستقرينا شهر كامل بشقة، وطبعًا الموضوع ده من سنين.
وبابا اتعرّض قبل كدة لضرب ناري بسبب تعرّف بعض الأشخاص عليه، لكن دايمًا ربنا معانا.
http://www.copts-united.com/article.php?A=4369&I=118