تحبي‮ ‬تخشي‮ ‬المجلس؟

بقلم: لميس جابر

هذا حوار سياسي‮ ‬جاد جداً‮ ‬حول تمثيل المرأة المصرية في‮ ‬مجلس الشعب جاءتني‮ ‬سيدة فاضلة تتمتع بوعي‮ ‬سياسي‮ ‬وحنكة برلمانية وسألتني‮:
‬هي‮: ‬تحبي‮ ‬تكوني‮ ‬واحدة من الستات اللي‮ ‬هايخشوا مجلس الشعب؟‮.‬ ـ
أنا‮: ‬هو فيه ستات هايخشوا مجلس الشعب؟‮. ‬ ـ
هي‮: ‬انت ما سمعتيش ان أربعة وستين مقعد زيادة هايخصصوا للمرأة؟‮.‬ ـ
أنا‮: ‬مرأة واحدة هاتقعد في‮ ‬أربعة وستين كرسي؟‮.‬ ـ
هي‮: ‬لأ‮.. ‬أربعة وستين كرسي‮ ‬لاربعة وستين واحدة ست‮.‬ ـ
أنا‮: ‬والله حلوة قوي‮ ‬الحكاية دي‮.. ‬والمجلس فيه أربعة وستين كرسي‮ ‬فاضي‮ ‬ولا ها‮ ‬يأجروا كراسي‮ ‬زيادة؟‮.‬ ـ
هي‮: ‬وانت مالك‮.. ‬هو أكل وبحلقة؟‮.‬ ـ

أنا‮: ‬لأ‮.. ‬ما هو لو الكراسي‮ ‬دي‮ ‬فاضية‮ ‬يبقي‮ ‬مافيش مرشحين كفاية‮ ‬يملوا المجلس وعاوزين‮ ‬يدخلونا سد خانة ومنظرة عشان‮ ‬يملوا الكراسي‮ ‬الفاضية وأنا‮: ‬ما أقبلش البنت زي‮ ‬الولد ماهي‮:‬ش كمالة‮ »‬عدد‮«.‬ ـ
هي‮: ‬خلاص اعتبريهم هايحطوا كراسي‮ ‬زيادة للستات‮.. ‬تحبي‮ ‬تخشي‮ ‬المجلس؟‮.‬ ـ
أنا‮: ‬بس أنا‮: ‬ما أحبش أرشح نفسي‮ ‬ومش‮ ‬غاوية الدوسة بتاعة الانتخابات‮.‬ ـ هي‮: ‬ومين اللي‮ ‬قال لك انك هاترشحي‮ ‬نفسك؟‮.‬ ـ
أنا‮: ‬مش كل اللي‮ ‬بيدخل المجلس بيبقي‮ ‬مرشح نفسه ولما‮ ‬ينجح‮ ‬يخش؟‮.‬ ـ
هي‮: ‬لأ‮.. ‬احنا هانخش بالتعيين‮.‬ ـ أنا‮: ‬تعيين؟ ومين اللي‮ ‬هايعين وينقي‮ ‬الستات؟‮.‬ ـ هي‮: ‬هي‮:.‬ ـ أنا‮: ‬هي‮: ‬مين؟‮.‬ ـ الحكومة‮.. ‬الحزب الوطني‮.. ‬مجلة حواء‮.. ‬مستشفي‮ ‬الولادة‮.. ‬أي‮ ‬حد المهم‮.. ‬تحبي‮ ‬تخشي‮ ‬المجلس؟‮.‬ ـ
أنا‮: ‬ولو اني‮ ‬مش فاهمة ليه‮ ‬يدخلوا الستات المجلس جدعنة كده من‮ ‬غير مايرشحوا أنفسهم في‮ ‬الانتخابات انما‮.. ‬زي‮ ‬بعضه‮.. ‬أجرب علي‮ ‬الاقل الواحدة تتفرج علي‮ ‬البرلمان اللي‮ ‬كان بيقعد فيه سعد زغلول والنحاس وأحمد ماهر والنقراشي‮ ‬وصبري‮ ‬أبو علم ومكرم عبيد وحسين
هي‮:‬كل وفؤاد سراج الدين ومحمد محمود‮.. ‬و‮... ‬و‮.‬ ـ
هي‮: ‬بس‮.. ‬بس‮.. ‬انت لسه عايشة في‮ ‬زمن الابيض والاسود‮.. ‬دلوقتي‮ ‬المجلس فيه ناس من نوع تاني‮.. ‬ناس طبعة الالفية الثالثة‮.‬ ـ
أنا‮: ‬ما هو ده اللي‮ ‬مخوفني؟‮.‬ ـ
هي‮: ‬ليه؟‮.‬ ـ

أنا‮: ‬ألفاظهم مش كويسة بيشتموا شتايم قبيحة وكلها ضد المرأة سمعتي‮ ‬اللي‮ ‬قال‮: ‬انت زي‮ ‬المرأة اللعوب والثاني‮ ‬قال له‮: ‬ده كلام عاهرة؟‮. ‬يعني‮ ‬السب والقذف في‮ ‬المجلس كله أوصاف لا أخلاقية للستات‮.. ‬ده‮ ‬غير انهم دايماً‮ ‬يقدموا استجوابات محرجة للستات‮.. ‬مرة‮ ‬يسرا كانت لابسة فستان عريان في‮ ‬المهرجان ومرة‮ »‬دينا‮« ‬رقصت ببدلة مبتذلة في‮ ‬الكباريهات‮.. ‬المجلس ده ما وياهوش‮ ‬غير الستات وحاطينهم في‮ ‬دماغهم‮.. ‬أروح لهم برجليا؟‮.‬ ـ
هي‮: ‬بالعكس‮.. ‬ده انت تخشي‮ ‬البرلمان واللي‮ ‬يقول كده قدامك قومي‮ ‬له بقي‮ ‬وفرجيه مقامه‮.‬ ـ
أنا‮: ‬ما هو ده اللي‮ ‬مخوفني‮.‬ ـ هي‮: ‬ليه؟‮.‬ ـ أنا‮: ‬لو جاب سيرة مامتي‮ ‬مش ها أقدر أجيب سيرة مامته لأني‮ ‬باحترم المرأة هااضطر أجيب سيرة باباه‮.‬ ـ
هي‮: ‬ده حل كويس جداً‮ ‬وكل البرلمانات بيحصل فيها كده‮.‬ ـ أنا‮: ‬طيب افرضي‮ ‬باباه طلع ظابط هايوديني‮ ‬في‮ ‬داهي‮:‬ة‮.‬ ـ
هي‮: ‬ما‮ ‬يقدرش‮.. ‬هايكون عندك حصانة‮.‬ ‮- ‬أنا‮: ‬طيب افرضي‮ ‬اللي‮ ‬عينني‮ ‬طلع صاحبه هايرفع الحصانة ويسبني‮ ‬أروح في‮ ‬داهي‮:‬ة أقولك‮.. ‬لوحد شتمني‮ ‬ها أقوله اخص عليك‮ ‬يا وحش‮.‬ ‮- ‬

هي‮: ‬برافو‮.. ‬ده حل كويس قوي‮.. ‬تحبي‮ ‬تخشي‮ ‬المجلس؟ ‮-
‬أنا‮: ‬بس فيه ناس رفعت الأحذية قبل كده في‮ ‬المجلس‮.‬ ‮-
‬هي‮: ‬وماله لو رفع الأحذية ترفع له الأحذية‮.‬ ‮-
‬أنا‮: ‬ما هو ده اللي‮ ‬مخوفني؟ ‮- ‬
هي‮: ‬ليه تاني؟ ‮-
‬أنا‮: ‬الرجالة جزمتهم سهلة القلع وأنا‮: ‬بقي‮ ‬لغاية ما أوطي‮ ‬وأفك رباط‮ »‬الكوتشي‮« ‬اليمين وبعدين الشمال ها أكون اترزعت جزمتين في‮ ‬دماغي‮.‬ ‮-
‬هي‮: ‬طيب احنا نخشي‮ ‬المجلس ونطالب بقاعة خاصة للسيدات زي‮ ‬المترو كده‮.‬ ‮-
‬أنا‮: ‬يا سلام وياخدوا هما القاعة الكبيرة وإحنا‮ ‬يرمونا في‮ ‬قاعة صغيرة نتخنق فيها‮.. ‬وغير كده مش هايسمعونا لما نقول‮ »‬موافقة‮«.‬ ‮-
‬هي‮: ‬باين عليكي‮ ‬هاتتعبيني‮.. ‬خلاص رشحي‮ ‬نفسك وقولي‮ ‬في‮ ‬البرنامج الانتخابي‮ ‬بتاعك انك هاتجيبي‮ ‬القاعة الكبيرة للستات وهانرمي‮ ‬الرجالة في‮ ‬القاعة الصغيرة‮ ‬يفطسوا فيها لوحدهم‮..

‬ ‮- ‬أنا‮: ‬أرشح نفسي‮ ‬ازاي‮ ‬وأنا‮: ‬ماعنديش بطاقة انتخابية وعمري‮ ‬ما انتخبت؟ ‮- ‬
هي‮: ‬طلعيها ورشحي‮ ‬نفسك بسيطة‮.‬ ‮- ‬أنا‮: ‬طيب تفتكري‮ ‬أوزع ايه علي‮ ‬الناس اللي‮ ‬هاينتخبوني؟‮- ‬
هي‮: ‬أحسن حاجة الفلوس‮.. ‬ورقة بميتين جنيه تقطعيها نصين والناخب‮ ‬ياخد نص ويدخل‮ ‬ينتخبك ويصور الورقة بالموبايل‮.. ‬تشويفها تديله النص التاني‮.‬ ‮- ‬أنا‮: ‬أنا؟‮. ‬أنا أعمل الحاجات البيئة دي؟ لأ‮ ‬يا هانم أنا‮: ‬اللي‮ ‬ينتخبني‮ ‬لازم‮ ‬يبقي‮ ‬مقتنع بي‮.‬ ‮- ‬
هي‮: ‬وها‮ ‬يقتنع بيكي‮ ‬ازاي؟ ‮- ‬أنا‮: ‬ها أوزع فراخ ومكرونة بالباشاميل‮.‬ ‮-
‬هي‮: ‬لأ فالحة‮.. ‬ها‮ ‬يأكلوها ومش هاينتخبوكي‮.‬ ‮- ‬أنا‮: ‬انت اللي‮ ‬مش فالحة‮.. ‬أنا‮: ‬ها أديهم صينية المكرونة قبل ما‮ ‬يخشوا اللجنة وبعد ما‮ ‬ينتخبوا ويوروني‮ ‬الصورة‮ ‬يأخذوا جوز الفراخ مستوي‮ ‬ومتحمر وانت عارفة طبيخي‮ ‬بقي‮.. ‬غير كده أنا‮: ‬ها ارفع شعار انتخابي‮ ‬لا‮ ‬يقاوم‮.. »‬طبيخ باللحمة لكل مواطن طوال الأسبوع‮«.‬ ‮-
‬هي‮: ‬وده ها تجيبيه منين لو لا قدر الله نجحتي؟ ‮-
‬أنا‮: ‬وأجيبه ليه مادام ها أنجح‮.. ‬ما خلاص كده‮.‬ ‮- ‬هي‮: ‬برافو‮.. ‬كده أنا‮: ‬اتطمنت عليكي‮.. ‬أنت هاتكوني‮ »‬نايبة‮« ‬نموذجية‮.‬ ‮- ‬أنا‮: ‬بس فيه حاجة مخوفاني‮.‬ ‮-
‬هي‮: ‬ايه تاني؟ ‮- ‬أنا‮: ‬لما أنجح‮.. ‬ها أجيب الملايين اللي‮ ‬صرفتها علي‮ ‬الانتخابات دي‮ ‬إزاي؟ ‮- ‬
هي‮: ‬دي‮ ‬سهلة قوي‮.. ‬لما تخشي‮ ‬المجلس هاتعرفي‮.‬

نقلا عن الوفد

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع