الجمهورية - عبدالناصر أبوالفضل
أطباء لمرافقة الأفواج وتوعية الركاب .. وفحص الحجاج علي الطائرات قبل عودتهم
مابين تمنع علماء المسلمين عن إصدار فتوي صريحة بإلغاء موسمي العمرة والحج القادمين وتردد الأطباء في طلب تأجيل الموسمين هذا العام انتعش فيروس انفلونزا الخنازير ليصيب رحلات الطيران وشركات السياحة بوسواس قهري خوفاً من ضرب موسمي الحج والعمرة مما يسبب خسائر كبيرة لها.
هذا الخوف دفع تونس لتأجيل موسم العمرة وبدأت تفكر في إلغاء حج هذا العام بينما بدأت بعض الدول دراسة خطوات مماثلة أو الحد من عدد المسافرين إلي الأراضي المقدسة.
يقول "محمد مكي" مدير عام المحطات بمصر للطيران: يبدأ موسم العمرة الحالي من خلال ثلاث موجات الأولي في شهر رجب الحالي حيث تصل إلي ذروتها ليلة الإسراء والمعراج 27 رجب ثم تأتي الموجة الثانية في شهر شعبان لتصل إلي قمتها ليلة المنتصف من شعبان أما الموجة الثالثة والأخيرة فتكون في شهر رمضان المبارك وبالطبع تزيد ليلة القدر ويصل إجمالي رحلات الطيران التي يتم تنظيمها إلي جدة والمدينة المنورة خلال مواسم العمرة في الشهور الثلاثة إلي أكثر من 500 رحلة طيران اضافية ومنتظمة بينما يتم في موسم الحج تنظيم حوالي 280 رحلة طيران وبعملية حسابية لو ضربنا عدد الرحلات في متوسط 200 راكب لكل طائرة فانه يتم نقل حوالي 156 ألف معتمر وحاج بينما يتم نقل نصف هذا العدد في نفس الفترة علي طائرات شركات طيران أخري مثل الطيران السعودي لذلك فإن قرار إلغاء مواسم الحج والعمرة فانه سيسبب خسائر فادحة لشركات الطيران ولكل الشركات التي تخدمها.
هذه الخسائر دفعت بعض العلماء في مصر وبعض الدول العربية إلي التروي في الإفتاء بإلغاء الحج والعمرة حيث طالب د. علي جمعة مفتي الجمهورية بضرورة الاجتهاد الجماعي بين المجمعات الفقهية الإسلامية للخروج بفتوي موحدة توضح موقف الشريعة من هذا التأجيل وان صدور قرار بالتأجيل في حالة انتشار المرض. يعتمد علي تقارير فنية لوزارات الصحة والزراعة والبيئة. واجتهادات علماء الأمة الإسلامية لتحديد موقف موحد من هذا الخطر.. بينما أكد شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي عدم وجود ضرورة ملحة حتي الآن لإلغاء الحج أو تأجيل العمرة هذا العام وانه يؤيد رأي نقابة الأطباء بأنه لا توجد ضرورة علمية أو صحية لإلغاء الحج والعمرة.
بالنسبة لرأي بعض الفقهاء الذين أفتوا بإلغاء موسمي الحج والعمرة تنفيذاً لحديث رسول الله "صلي الله عليه وسلم" حيث قال: "إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها".. فيرد عليهم د. حسين زكي رئيس وردية سابق بالحجر الصحي بمطار القاهرة قائلاً: إن هذا الحديث ينطبق إذا تم تحديد مبني أو حي أو مدينة ينتشر فيها المرض بسرعة وبشكل يصعب السيطرة عليه فيتم التعامل معه مثلما تقول قواعد الحجر الصحي الحديث عن طريق عزل المنطقة المنتشر فيها المرض وهذا الوضع غير موجود حالياً في الأراضي المقدسة إلي جانب تقدم وسائل وطرق الوقاية والعلاج وهذا الحديث الشريف وضع بالفعل قواعد الحجر الصحي الحديث ونجحت الدول والمجتمعات الإسلامية في مواجهة عدة أوبئة من خلاله وفي الأراضي المقدسة لم يتم تحديد مدينة أو منطقة معينة ينتشر فيها المرض لذلك فإن الفقهاء الذين يستندون إلي خطورة المرض في كل مساحات السعودية لا يقيمون حجتهم علي أساس صحي متين.
أما عن خطورة انتشار المرض بواسطة الزحام فيقول "زكي": ان حجة إلغاء موسمي العمرة والحج بدعوي انتشار المرض بسبب الزحام مردود عليه بأنه من الأجدر منع الزحام في مصر مثل منع الصلاة جماعة في المساجد والكنائس والتجمعات في الأندية وقاعات السينما والمسرح بل وفي المواصلات العامة وهناك شيء مهم علي جميع المطالبين بإلغاء الحج والعمرة إدراكه وهو أن المرض دخل إلي مصر خلال القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية سواء برحلات مباشرة أو غير مباشرة أي عن طريق دولة ترانزيت وهو ما تؤكده إحصائية الحالات المكتشفة في مصر فكان من الأولي عليهم المطالبة بحظر الرحلات الجوية القادمة من الولايات المتحدة ومنع دخول القادمين منها عن طريق غير مباشر أم أنهم لا يقدرون علي ذلك بينما يستسهلون منع شعيرة وفريضة دينية.
أما عن أهم خطوات خطة الإنقاذ التي يجب علي المسافرين اتباعها فيقول عنها "زكي": يجب تنبيه الناس سواء في هذه الأماكن المصابة أو في الأراضي المقدسة باتباع طرق الوقاية والتي تبدأ من إزالة العادات الاجتماعية المضرة مثل التقبيل والأحضان عند تحية بعضنا البعض ومن أبرز طرق الوقاية القيام بتغطية الفم والأنف أثناء "العطس والكحة" وذلك بمناديل ورقية والتخلص منها بشكل مناسب وغسل اليدين بالماء والصابون باستمرار خاصة بعد العطس والكحة وتجنب الاختلاط بالأشخاص المصابين وملامسة اليدين للأنف و الفم والعينين. وبالنسبة للأشخاص المصابين يجب البقاء في المنزل لمدة يوم بعد انتهاء الأعراض وذلك لتجنب انتشار المرض للآخرين وتطهير الأماكن الملوثة بمطهر مناسب.
يوضح الدكتور "حسن شعبان" مدير الحجر الصحي بمطار القاهرة نقطة مهمة لاكتشاف المرض لدي المصابين به وهي الأعراض الخاصة به ويقول إن أعراض المرض في الإنسان هي ارتفاع في درجة حرارة الجسم ووجود "الكحة وعطس ورشح بالأنف واحتقان في الحلق". وتكون الأعراض شديدة في الأطفال وكبار السن والسيدات الحوامل وفي بعض الأحيان تحدث وفاة وان الشخص المصاب ينشر المرض للأشخاص المخالطين له وذلك في الفترة من يوم قبل ظهور الأعراض. ولمدة سبعة أيام بعد ظهورها وتكون هذه المدة أطول في الأطفال.
عن النصائح التي يمكن أن يتم توجيهها للمعتمرين والحجاج قبل سفرهم فيقول: لابد أن يتعامل المعتمر والحاج بحذر مع الآخرين خلال أداء المناسك حيث يحتفظ بسجادة خاصة للصلاة في الحرمين رغم ان السلطات السعودية حريصة علي نظافة السجاد والرخام بصفة دورية في الحرمين أو في أماكن التجمعات ولأكثر من مرة يومياً كما ننصح الحجاج بتجنب التواجد في الأماكن سيئة أو عديمة التهوية والابتعاد فورا عن الأماكن التي يتواجد بها أشخاص مرضي مع ارتداء الأقنعة الواقية والاحتفاظ بمناديل ورقية ومواد مطهرة والتوجه بسرعة إلي الطبيب في حالة ظهور أعراض المرض عليه.
http://www.copts-united.com/article.php?A=4524&I=122