استجواب

فرانسوا باسيلي

بقلم: فرانسوا باسيلي
إلي أيمن نور
ذات مساء
في ميدان النهضة
في درب الشهداء
سأسير فقيراً
في جمع الفقراء
أبايع قمر الليل
وغصن النخل
وأحلام البسطاء
أبايع مَن لا يبيع
ومَن لا يضيع
ولا يلتوي للوراء
وأهتف للحرية البيضاء
وأعلن للأشهاد وعودي
انثر فوق الجند ورودي
أقرأ شعراًَ ممنوعاً
فيفر رفاقي
يسأل رجل الشرطة عن أوراقي
يأخد بصماتي العشرين
ويستجوبني:
-  ما اسمك؟
-  طفل
-  عنوانك؟
الريح الثاني عند البرق الخامس
من صحراء العالم
-  عائلتك؟
-  فقراء الأرض, جموع المنفيين
-  أين تنام؟
-  فوق صقيع العالم
-  أين تقوم؟
-  في نيران العالم
-  مادا تقرأ؟
-  طوب الأرض وأشجار البستان
-  مادا تكتب؟
-  أحزان الإنسان
-  لم لا تكتب عن أسياد الأرض.. عن الزعماء؟
-  أكتب أسماء الفقراء.
-  لم لا تكتب عن مجد الأوطان؟
-  أكتب حزن المطرودين من الأوطان
-  لم لا تكتب عن معركة النصر؟
-  أكتب أسماء الشهداء
-  لم لا تكتب عني؟
-  أكتب عن أطفالك


صاح بوجهي:
-أدخل للزنزانة!
.....
جلست في زنزانة الأبد
أحفر الأشعار
في الجدار والجسد
انتظر البشارة التي تجيئني
والوعد
أو رسالة من طائر يغرد
أو زائراً يزورني
غداً... أو بعد غد
.......
وحين حل موعد الزيارة
صرت أرتعد
من لهفة ووجد
أطل حارسي
وقال:
لا أحد.
كاتب و شاعر من مصر يقيم في نيويورك
fbasili@gmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع