الكنيسة تستعد للرد على الجزء الثاني من شفرة دافنشي

محمد زيان

جبرائيل: الفكر يواجَه بالفكر وليس برفع القضايا
الجزيري: أنا ضد التعرض للإبداع.. ولكن لو حد رفع قضية أهلاً وسهلاً.
صفوت جرجس: لو شكك في العقائد فما المانع من اللجوء للقضاء؟
ماجد أديب: انا ضد التعرض للإبداع.
القمص بسيط: لما تنزل نبقى نشوف ونفندها.. ممكن ما يتعرضش للعقائد.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون

أعلن دان براون أنه سيصدر خلال الأيام القادمة الجزء الثاني من روايته المثيرة للجدل شفرة دافنشي التي قوبلت بهجوم شديد من الكنيسة ورجال الدين وقالوا أنها تخرب العقائد وتتعدى الحدود وتناقض المعقول والمقبول في عالم الفن والإبداع وراحوا يحاربونها على كل اتجاه، على الجانب الآخر انقسم الحقوقيون بين مؤيد للفن والإبداع على طول الخط رافعًا راية الحقوق والتعبير على اعتبار أنه لا مصادرة على حرية الفكر والإبداع كما تقول النظرية الحقوقية في العالم الحديث، وفريق آخر يقدح في الرواية وينتقدها مشددًا على أن الحق في التعبير والإبداع لا يعني بحال من الأحوال ازدراء العقائد والأديان ومن منظور الحقوق أيضًا.. بين جدل الحقوق على أرضية واحدة ودفاع الكنيسة المستميت عن عقيدتها جاء هذا التحقيق:

بالفكر
جبرائيل الدكتور نجيب جبرائيل "رئيس منظمة الإتحاد المصري لحقوق الإنسان" يؤكد أن مواجهة الفكر لا بد أن تكون بالفكر ولا تكون بالمصادرة أو رفع القضايا ضد المبدعين، حتى يجدوها فرصة ويثيروا أن هناك نوعًا من المصادرة تتم على الحريات والتي منها حرية التعبير عن الرأي والفكر.
ويذهب جبرائيل إلى أنه لا بد أن تقابل رواية دافنشي بكتاب يرد عليها ويفندها ويُكذّب ما فيها، مشيرًا إلى أن الاتجاه الحقوقي ينظر إلى هذه المسألة على أنها حرية في الفكر والإبداع ولا يجوز بالتالي أن يتبنى مركزًا يعمل في مجال الدعوة إلى إطلاق الحريات في مجال تقييد الحريات ورفع دعاوى قضائية ضده.
ويرى جبرائيل أن الكنيسة المصرية لديها من المتخصصين في الرد على مثل هذه الأفكار كما حدث في حالة رواية عزازيل التى رد عليها الأنبا بيشوى أسقف دمياط والبراري وسكرتير المجمع المقدس، كذا القمص عبد المسيح بسيط أستاذ اللاهوت الدفاعي.

الجزيري تضامن
هاني الجزيري "رئيس مركز المليون لحقوق الإنسان" يؤكد أنه لن يقوم برفع قضايا ضد الجزء الثاني من رواية دان براون شفرة دافنشي لمنعها من الصدور أو مصادرتها، لأن هذا العمل يعتبر تعدي على حرية التعبير عن الرأي وحرية الفكر والإبداع الذي تؤكد عليه المواثيق والعهود الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
ويشير الجزيري إلى أنه ضد هذا الإتجاه ولكنه من الممكن أن يتضامن مع منظمات تقود دعوى قضائية ضد الصور الخاصة بازدراء الأديان والتجريح فيها.
ويؤكد الجزيري أن مصادرة الإبداع لن تحقق الهدف منها سواء كان حجبه أو التشكيك فيه لكن مقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل والبرهان بالبرهان هي الحل.

منع الرواية
حرية الرأي مكفولة وفقًا لجميع القوانين والدساتير والمواثيق الدولية صفوت جرجس "رئيس المركز المصري لحقوق الإنسان" يشير إلى أن حرية الرأي مكفولة وفقًا لجميع القوانين والدساتير والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وبالتالي فلا يمكن لأحد أن يتبنى اتجاها للوقوف في وجه الحريات الأساسية للإنسان، شريطة ألا يتضمن إطلاق الحرية على هذا النحو ازدراء أديان وعقائد الآخرين.
ويذهب إلى أن رواية شفرة دافنشي ليست ذات قيمة وبالتالي فإن إصرار "دان براون" على طباعة جزء ثاني منها يمثل إصرار على التحدي لا بد من وجود موقف تجاهه يتمثل في موقف حقوقي رافض للإزدراء، الأمر الذي يعني احتمال اللجوء للقضاء لمحاسبته على الإهانة والتجريح والتشكيك في العقائد والأديان.
ويطالب جرجس بمنع طباعة الرواية وتوزيعها لأنها لا تقدم جديدًا –على حد وصفه-، وتضر بالمجتمع وتعمل على إثارة البلبلة وإثارة الآخرين ضد الأديان وهو ما يتناقض مع الحرية التي هي أساس الإستقرار.

مطلقة
ماجد أديب "رئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان" يشير إلى أنه مع حرية الرأي والتعبير المطلقة وعدم التعرض للإبداع بالمصادرة أو المنع أيًا كان الموضوع الذي يحمله، لأن الإتجاه العالمي يؤكد على حرية الرأي والتعبير وعدم المصادرة على أي رأي أو فكر حتى ولو كان كفرًا.