«بيزنس» الحجاب ينعش سوق الموضة في مصر

الشرق الأوسط - القاهرة: حنان سليمان

ملابس المحجباتلفة الطرحة «السواريه» تصل إلى 400 جنيه والعرائس 2000 جنيه

مع انتشار ظاهرة الحجاب في مصر خاصة في أوساط الفتيات، وجد الكثير من أصحاب المشروعات التجارية، فرصة جديدة لتحقيق الربح بطرح الحجاب الأنيق الذي يحاكي تطورات الموضة. وسرعان ما تحول هذا الأمر الذي كان في البداية مجرد محاولة لتوفير الأناقة للفتاة المحجبة حتى لا تشعر بأن الحجاب يعنى العزلة عن المجتمع أو الإهمال في مظهرها، إلى صناعة محترفة، تبحث بالأساس عن المكسب كأي من المشروعات الربحية الأخرى.

بدأ هذا الاهتمام منذ عدة سنوات، على استحياء بظهور بعض المحلات التجارية المتخصصة في ملابس المحجبات في مناطق محدودة، وبشكل خاص في منطقة مصر الجديدة التي تمثل مركز الطبقات الراقية والمقتدرة في مصر. فمن الطبيعي أن ترغب المحجبات هنا في مسايرة الموضة. بمرور الوقت انتشرت محلات المحجبات لتوفر تشكيلة متنوعة من الملابس، وإن ظلت تتركز في منطقتي مصر الجديدة ومدينة نصر الراقيتين، كما ظهرت معها مجلات متخصصة في موضة المحجبات، وأنماط ملابسهن، والإكسسوارات والطرح، وكل مستلزماتهن. ثم ظهرت محلات خاصة بلف الطرح والإيشاربات تقدم تصميمات متعددة، تختار منها كل فتاة ما يناسبها وفقا لملامحها وملابسها والمناسبة. فطرحة السهرة الأنيقة تختلف عن طرحة الصباح العملية، كما استحدثت مراكز التجميل ومحلات تصفيف الشعر أقساما خاصة بالمحجبات، لقيت إقبالا كبيرا عليها، خاصة من قبل العرائس، حيث تقدم لهن خدمة ماكياج كامل مع لف الطرحة. فالطرحة بالنسبة لهذه المحلات ومرتاداتها تعتبر تاج المرأة مثل الشعر تماما. وذهب الأمر إلى أبعد من ذلك بإنتاج وطرح اسطوانات تعليم ربطات الطُّرَح، كما حرصت بعض الخبيرات في لفها وربطها على التواجد على مواقع الإنترنت لتوسيع شبكة عملهن. اللافت في الأمر أن معظم خبيرات لف الطُّرح لم يدرسن الموضة، ويعتبرن أن المسألة تتوقف على الموهبة، إلا أن البعض يرى أن الدراسة مهمة، مثل المصممات جيلان عاطف التي درست فنون الماكياج والأزياء في ألمانيا بما يمكنها من تصميم أشكال خاصة بالمحجبات، وريهام جهاد التي درست بأكاديمية التصميم والموضة، ومي وجدي، التي درست فن الماكياج في انجلترا، وقررت أن تصقل موهبتها بتنظيم عروض أزياء للمحجبات في الخارج، بعد أن وجدت طلبات متزايدة على ربطات الطُّرح.

جولة في عدد من مراكز التجميل ومحلات الطرح تؤكد أن الظاهرة امتدت إلى حد إعطاء دروس في ربطات الطرح «الفنية»، وبيع ربطات جاهزة، تتراوح أسعارها في منطقتي المعادي ومدينة نصر ما بين 150 و180 جنيها للطرحة «الكاجوال»، و250 جنيها للطرحة «السواريه» أي للسهرة. أما إذا أردت تعلم لفِّ الطَّرحة بنفسك، حتى يمكنك فكها وربطها مرة أخرى، فسيكلفك هذا 100 جنيه. تقول ريهام جهاد، خبيرة التجميل ولف طرح بمركز «سبا ميديكا» إنها أول من بدأ الربطات الجاهزة في مصر، وكان ذلك في رمضان 2007، لكنها وجدت أن المقاسات لا تكون مضبوطة وتتطلب بعض التعديلات، كما أن العمل يحتاج لتفرغ وتوفير ماكينات خياطة وعاملات يقمن بشغل التطريز. وتتابع جهاد، أن بعض المعامل باتت تصمم ربطات طرح تناسب فساتين الزفاف وتباع مع الفستان. وترى ريهام أن الربطات الجاهزة فكرة جيدة، لأنها حلت أزمة كبيرة لبنات الجامعة اللاتي لا يعرفن كيف يربطن طرحتهن. لكن مي وجدي لا توافقها الرأي، على أساس أن الجاهز يخلو من الفنية ويفتقد للمرونة. وتتراوح أسعار الربطة العادية ما بين 50-250 جنيها، بينما يصل سعر طُرح المساء والسهرة إلى 400 جنيه. أما لف طرحة العروسة فتكلفتها تتراوح ما بين 150-200 جنيه. أما الدروس الخصوصية، وهى رائجة في هذه المحلات والمراكز، فأسعارها تبدأ من 250 جنيها مقابل جلستان فقط على مدى أربع ساعات تتعلم فيها الزبونة الأساسيات و4 ربطات. وتصل إلى 800 جنيه تمتد لشهر أو شهر ونصف على الأكثر، ويتم أخذها في مجموعات، أو بشكل منفرد حسب المكان. أما بالنسبة للدروس المتخصصة، التي تقبل عليها الفتيات اللاتي يرغبن في الاشتغال بالمهنة، فسعرها يصل إلى 2000 جنيه وتمتد لمدة لثلاثة أشهر. وترى ريهام ، أن فكرة الدروس «تهريج» لأن مهمتها هي تعليم المحجبة ربطة أو اثنين، مع أن البنات أصبحن يعرفن ربطات كثيرة ولا يحتجن لمن يعلمهن. ولا تقتصر تجارة «الطرحة» على طرق ربطها ولفها، بل تقدم بعض المتخصصات خدمات إضافية، كأن يرافقن الزبونة المهتمة في جولات موضة على مدى يومين أو ثلاثة، بحثا عن أسلوب جديد من ملابس وربطات حجاب وإكسسوارات مقابل 1500 جنيه، بالإضافة طبعا إلى تكاليف ما تشترينه. وبالطبع وجدت هذه المحلات ضالتها في المجلات التي تتوجه للمحجبات لتعلن عن نفسها وتثبت أقدامها في سوق متزاحمة لتزدهر صناعة «إعلانات الحجاب»، مع العلم أن العارضات اللاتي يشاركن في هذه الإعلانات غالبا لا يرتدين الحجاب، كما قالت لنا العارضة ميادة، أي أن الهدف من عملهن تجارى بحت. وتتقاضى العارضة ما بين 200-400 جنيه في التصوير كما تقول ميادة. لكن دينا من واقع خبرتها، باعتبارها متخصصة ماكياج ولف طرح، تؤكد أن العارضة ذات الوجه غير المألوف تتقاضى بين 500-1000 جنيه، أما لو كانت معروفة فقد يصل أجرها إلى 2000 جنيه، مشيرة إلى أنها تحتاج لتصوير الماكياج والربطات الحديثة كل ثلاثة أشهر تقريبا. لكن كيف تعرف المحجبة الربطة التي تناسبها وماذا عن أنواع الأقمشة المستخدمة؟ تقول مي وجدي خبيرة الطرح، إن الطرحة «السبانيش» تناسب الفتيات والنساء من العشرينات إلى الأربعينات، ويمكن تغطية الرقبة معها فيكون اسمه «سبانيش+فيل». وتضيف، أن الوجه العريض أو المليان أو حتى الرفيع يتطلب تغطية الرقبة، أما لو كان الوجه طويلا فيمكن تغطية جزء من الجبهة مع الرقبة بحيث تأخذ الطرحة جزءا من الوجه.

أما بالنسبة لأنواع الأقمشة، فتقول مي إن القطن المنقوش بألوان وردية فاتحة أكثر مناسبة للنهار، لأنها تعطى إحساسا بالحياة. أما في الظهيرة فتفضل الأقمشة الطيعة والمرنة، مثل الحرائر أو الشيفون الخفيف، بينما يتطلب المساء أقمشة لامعة مثل التول، أو الساتان بألوان قوية مثل الذهبي أو الفضي. ولا تنصح باستخدام الأورغنزا بتاتا، لأنه لا يكون ماسكا على الرأس.

وتضيف: «الأقمشة الثقيلة مثل القطيفة مطلوبة في الشتاء، وهى موضة أنيقة، لكنها غير منتشرة»، مشيرة إلى أن استخدام الإكسسوارات في الطرحة، ما بين لؤلؤ وورود وفصوص ألماس وتطريز وستراس، يكون أكثر للسهرات. أما جيلان عاطف خبيرة التجميل ولف الطرح بمنطقة مساكن شيراتون فتقول: «للفتيات اللاتي ارتدين الحجاب حديثا أنصح باستخدام الأقمشة السهلة مثل القطن، والابتعاد تماما عن الساتان والحرائر الناعمة حتى لا تكون صعبة عليهن في اللف». ولا تفضل جيلان أيضا الأورغنزا لأنه قماش «جامد» كما تقول، وتنصح بالاستعاضة عنه بـ«التول» مع استخدام الإكسسوارات مثل التيجان.