إسحاق إبراهيم
بقلم: إسحق إبراهيم
جمع المحامي نبيه الوحش بين عشقه للشهرة والتعصب الديني والعداء للحريات، فأصبح "غاوي الشهرة" يملك أكبر رصيد من القضايا المرفوعة على كبار السياسيين ورجال الأعمال والمفكرين والفنانين ورجال الدين في مصر، والتي ترشحه للدخول في موسوعة جينيز للأرقام القياسية.
فالوحش يستغل القانون أسوء استغلال، وبأسم القيم والأخلاق والدين يحتسب الإبداع والحرية رغم أنه يستقي أخباره من الصحافة الصفراء والانترنت عبر محرك البحث "جوجل" دون أن يتأكد مما يقال أو يثار، أو يشاهد الأفلام التي يرفع قضايا ضدها.
لا يعترف زملاء المهنة بالوحش كمحامي "شاطر"، فهو شبه عاطل عن العمل ويتكسب من خلال الدعاية لنفسه عن طريق إقحام نفسه في أي موضوع إعلامي أو شخصية مشهورة طلبًا للشهرة، ودعاواه لا تستكمل ولم يكسب أيًا منها.
وبطبيعة الحال يرفض نبيه الوحش اتهامه بالبحث عن الشهرة قائلاً إنه "يدافع عن كل شيء يراه خطئًا بالمجتمع أو الدين"، مؤكدًا أن كثيرًا من قضاياه التي أقامها تستند إلى صحيح الدين!
قام المحامي نبيه الوحش منذ أيام بإرسال إنذارًا على يد محضر إلى كل من رئيس الجمهورية وسفير مصر في ألمانيا، وطالب فيه رئيس الجمهورية بإصدار قرار لإقالة وزير الخارجية لفشله الذريع في الدفاع عن القضايا المصرية وفشله في حماية ورعاية المصريين العاملين بالخارج وذلك على خلفية مقتل مروة الشربيني وقبلها رفع هذا المحامي دعوة قضائية غريبة ضد الرئيس المصري محمد حسني مبارك من أجل التعرف عليه شخصيًا.
وقال في برنامج "ضد التيار" على قناة "روتانا موسيقى": لو أني أرسلت للرئيس مبارك بطاقة معايدة ما كنت تعرفت عليه أما الدعوى القضائية فكانت وسيلة أضمن للتعارف!!
يناصب نبيه الوحش الفنانين حالة من العداء وتشهد المحاكم على عدد كبير من الدعاوى التي رفعها لمصادرة الأعمال الفنية ومعاقبة أصحابها فضحايا الوحش كثيرون، فبعد أيام قليلة من عرض فيلم "دكان شحاتة" في السينما ومن دون حذف تقدم ببلاغ للنائب العام في بلاده المستشار عبد المجيد محمود ضد كل من المطربة اللبنانية هيفاء وهبي والمخرج المصري خالد يوسف اتهمهما فيه بالتحريض على الفسق والفجور والإساءة إلى المقدسات الدينية وسب الإسلام ومذاهبه وازدرائه. وطالب الوحش في بلاغه بوقف عرض الفيلم لحين الانتهاء من التحقيقات مع مخرجه وبطلته كما طالب بمنعه من التوزيع خارج مصر حتى يتم حذف المشاهد التي اعتبرها مبررًا لبلاغه.
ومن ضحاياه أيضًا الفنان تامر حسني الذي رفع عليه دعوى بسبب حضنه لمي عز الدين في أفيش فيلم "عمر وسلمى"، والمخرجة المصرية إيناس الدغيدي لأنها أظهرت الفتاة المصرية –من وجهة نظره- بصورة غير لائقة في فيلم مذكرات مراهقة، وكذلك الفنانة عبير صبري لأنها خلعت الحجاب، وقد طالب بقطع أيدي وأرجل هالة سرحان عندما كانت تعمل بقناة روتانا وصلبها بسبب ترويج الفساد والإباحية في المجتمع!!
كما رفع دعوى ضد الراقصة دينا لأنها رقصت في حفلة نهاية السنة بمدرسة ثانوية وأيضًا رفع قضية ضد هذه المدرسة التي استقبلتها وضد وزير التربية والتعليم لأنه سمح لها بالرقص في 151 مدرسة في حفل التخرج لتلك المدارس على حد قوله!!
وإذا كان نبيه الوحش لا يؤمن بحرية الفن وحرية الرأي والتعبير، فالأمر يزداد سوءًا بالنسبة لحرية الاعتقاد، فلا يترك الرجل أي قضية تنظر في المحاكم وتخص حرية الاعتقاد أو تغيير الدين إلا وتدخل متضامنًا مع الجهة الإدارية وضد الحرية بل قام نبيه الوحش برفع قضية على رئيس الوزراء المصري وذلك لعدم مساواته المسجد بالكنيسة!
وأضاف أن المسلمين بمصر مضطهدين أكثر من المسيحيين! وادّعىَ أن أماكن كثيرة في مصر عملها هو تنصير الأشخاص وأنه يملك قائمة أسماء لأشخاص تم تنصيرهم وأماكن تنصيرهم. وأكد لهيئة المحكمة أثناء نظر دعوى محمد حجازي بأنه يملك أشرطة فيديو واسطوانات كمبيوتر تتضمن مشاهد وحوارات للتنصير داخل عدد من الأديرة والكنائس بمصر، واتهم رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس بـ "دعم عمليات التنصير" والبابا شنوده وشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي بالسكوت على هذا الموضوع. وبالطبع لم يظهر هذه الشرائط أو الأدلة لأنها غير موجودة من الأساس.
في نفس السياق تقدم المحامي نبيه الوحش ببلاغ إلى النائب العام ضد كل من أحمد السيد أبو العلا "بهائي" وبسمة موسى "بهائية" وشيخ الأزهر واتهم الوحش السيد أبو العلا وبسمة موسى بالترويج لأفكار متطرفة فاسدة ومحاولة إلصاقها بالآخرين واستغلال الدين كوسيلة لترويج أفكار فاسدة ومتطرفة عن طريق الحديث في وسائل الإعلام بقصد إثارة الفتنة وتحقير وازدراء الأديان، وقال الوحش أن الغرض من اختصام شيخ الأزهر هو صمته عن إثارة البهائيين للفتنة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=5190&I=141