عماد توماس
*كمال مغيث: مناهج التعليم المصري مناهج تميزية والتربية الدينية هي أهم ما يُميز فيها.
*جورج إسحاق: يجب تنقية المناهج التعليمية من الكراهية والعنف والتمييز.
*عبد الحفيظ طايل: مكافآت جوائز حفظ القرآن الكريم من أموال المسلمين والمسيحيين.
*منير مجاهد: مناهج التعليم تخرج مواطنين متعصبين دينيًا ليمارسوا التمييز ضد الأقليات الدينية.
تقرير: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
قال الدكتور كمال مغيث أن التمييز الديني أخطر ما يهدد المواطنة في مصر، وأن المشاركة السياسية ضعيفة في مصر ويعاني المسلمين والمسيحيين من الاستبداد السياسي، مضيفًا أن زعماء وكوادر الإرهاب تلّقوا تعليمًا مميزًا في مؤسسات الدولة.
وانتقد مغيث في الندوة الشهرية الأولى التي نظمتها مجموعة "مصريون ضد التمييز الديني" تحت عنوان "التربية الدينية في التعليم ما لها وما عليها" (مناقشة للمادة 6 من قانون التعليم)، البند الثاني من المادة السادسة من قانون التعليم حول تخصيص المجلس الأعلى للتعليم مكافآت لعمل مسابقات دراسية لحفظ القرآن الكريم بجميع المراحل، معتبرًا أن رعاية وزارة التعليم -وليس المدارس- لمسابقات حفظ القرآن الكريم تمييزًا.
وانتقد مغيث انطلاق نصف مناهج اللغة العربية من التراث الإسلامي وينطلق هذا النصف من القرآن الكريم وإجبار الطلبة المسيحيين على حفظ آيات القرآن الكريم.
وأكد أن وزارة التعليم تعرضت لغزوة وهابية حنبلية نتيجة نزوح مئات الآلاف من المدرسين لبلاد النفط في أواخر الستينات وبداية السبعينات. ودلل مغيث على كلامه بأنه شاهد في مبنى خلف مكتب وزير التعليم بوستر لعلامات "الساحر والكاهن" مكتوبًا عليه "المملكة العربية السعودية وزارة التربية والتعليم-جماعة الأمر بالمعروف النهي عن المنكر".
وتساءل مغيث كيف يمكن أن نجبر تلميذ في سن 12 عام أن يجيب على سؤال ما هو الفرق بين المؤمن والكافر؟ واعتبر مغيث أن مناهج التعليم المصري مناهج تميزية والتربية الدينية هي أهم ما يميز فيها، وطالب باستبدالها بمادة "الأخلاق والسلوك".
من جانبه انتقد "عبد الحفيظ طايل" مدير مركز الحق في التعليم، المادة 19 من الدستور التي تنص على أن التربية الدينية مادة أساسية في جميع"مناهج" التعليم وليس في "مراحل" التعليم، أي أن أي مادة أو نشاط لابد أن يكون فيه طرح ديني.
وانتقد طايل من كون اشتراط نسبة النجاح في التربية الدينية 50% مقابل مواد أخرى لا يشترط النجاح فيها 50% مثل مادة اللغة الانجليزية 40%، واتفق طايل مع مغيث في نقد المادة 6 معتبرًا أن مكافآت هذه الجوائز هي من أموال المسلمين والمسحيين. مؤكدًا أنه لا يوجد ما يسمى بالتمييز الايجابي في التعليم، فلا أفضلية للأكثرية عن الأقلية.
الناشط السياسي "جورج إسحق" أكد أنه لم يطالب بحذف الآيات القرآنية من مناهج التعليم لكنه طالب بحذف الآيات التي تحض على الكراهية في مادة اللغة العربية، مؤكدًا احترامه لكافة الأديان واللا دينيين.
واتفق إسحاق مع طايل ومغيث في الغزو الوهابي لمناهج التعليم في مصر، وتساءل هل نحن في دولة دينية أم مدينة؟
وأضاف ساخرًا: "إن وزير التربية والتعليم الحالي يتصور أنه العبقري الوحيد، مضيفًا "دة معندوش فكرة عن أي حاجة خالص وياريت يروح" على حد تعبيره!!
وانتقد إسحاق طريقة تدريس التربية الدينية المسيحية والإسلامية في المدارس باعتبارهما أصبحا مسألة شكلية، وطالب أن تقوم الكنائس والمساجد بتعليم التربية الدينية للتلاميذ.
وطالب إسحاق بتنقية الكتب من الكراهية والعنف والتمييز، وضرب عدة أمثلة على الخلط بين منهج القراءة ومنهج الدين، ففي الصف الأول الابتدائي في كتاب القراءة درس بعنوان "زيارة المزرعة" يقول: سمعنا آذان الفجر توطأ جدي وأيقظ أبي وعمي صلينا وشربنا اللبن وذهبنا إلى المزرعة.
وأشار إسحاق أنه ليس لديه مانع لكن مع الإشارة إلى أن المسيحي يصلي أيضًا في الكنيسة.
وأشار إسحاق إلى معاناته –كمسئول في أحد المدارس- في جوائز المسابقات كونها "سبوبة" ومسألة "نفعية" يستفاد منها الموجهين والتلاميذ. وانتقد إسحاق خروج التلاميذ المسيحيين في حصة الدين معتبرًا ذلك نوعًا من التمييز النفسي ضد التلاميذ المسيحيين.
وأضاف إسحاق: إننا نعيش في مرحلة "الترقيع" فالمناخ العام شيء والتعليم سيء، ويحتاج لجهد وصبر ومواجهة أكثر وأشخاص لديهم استعداد للتضحية ودفع الثمن. وكشف إسحاق عن دعوته لخمسين شخصية من المثقفين لعقد مؤتمر وطني عام للتعليم لإعادة النظر في التعليم فالأمة في خطر لأن التعليم في خطر.
أدار الندوة الدكتور محمد منير مجاهد منسق مجموعة مصريون ضد التمييز الديني الذي أكد في كلمته على أن هذه الندوة امتداد لفعاليات مؤتمر "التعليم والمواطنة" الذي عقد في ابريل الماضي.
وكشف عن "فظائع" موجودة في مناهج التعليم وفى المناخ وطريقة التدريس التي كلها تؤدي إلى تخريج مواطنين متعصبين دينيًا ويمارسوا التمييز ضد الأقليات الدينية.
وأضاف مجاهد: أن الدين مكون هام من مكونات الشخصية المصرية، وضروري لاستقرار الإنسان النفسي والروحي وسعيه للخير والحق، ومن المفترض أن ينتج تدريس الدين إنسانًا مؤمنًا بقيم العدل والحق والخير.
وعاتب مجاهد على التغطية الإعلامية السابقة للمؤتمر معتبرًا أنها في أغلبها كانت تغطية "كاذبة" لاختلاق بعض وسائل الإعلام قضايا مزعومة منها أن المؤتمر خرج بتوصية بإلغاء مادة الدين في المدارس وهذا محض كذب ولم يحدث.
http://www.copts-united.com/article.php?A=5279&I=143