المصري اليوم
انتقدت الدكتورة سامية جلال، مستشار صحة البيئة لمنظمات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، بشدة عدم اهتمام مصر بنشر الأرقام والإحصاءات الخاصة بمرضى السرطان والفشل الكلوى وغيرهما من الأمراض المتعلقة بالتلوث البيئى، حتى يتنبه المجتمع لأضرار التلوث البيئى ونتائجه.
وقالت، خلال دورة تدريبية لنشر حقوق الإنسان بين الصحفيين ينظمها مشروع «بناء»: «نحن مدينون للأجيال القادمة، لأننا فرطنا فى حقهم فى العيش فى بيئة نظيفة، حتى المدن الجديدة التى أنشأناها حديثاً يعانى معظم سكانها من عدم وجود محطات لمعالجة الصرف الصحى أو مقالب للقمامة أو محارق للنفايات أو أماكن لمحطات تقوية المحمول، حتى لا تتصارع الشركات على أسطح العمارات بشكل عشوائى يضر بصحة المواطنين».
وأضافت: «حتى أراضى الحزام الأخضر بالمدن الجديدة قام البعض ببيعها، بالإضافة إلى التصريح بزيادة معدلات الصرف الصحى للشركات عن المعدلات المسموح بها عالمياً». وأوضحت أن بيئة المستشفيات المصرية غير صالحة وتعانى التلوث الناتج عن حركة الهواء وزيارات المرضى، وعدم تنظيف خزانات المياه بها.
وتابعت: «أقل وصف يمكن أن نصف به المستشفيات - كما يقول الصعايدة - أنها (مطينة بطين)، بخلاف الإفراط فى استعمال المضادات الحيوية، مما يزيد من مناعة البكتيريا، وفتحات التكييف والضغطات بها لا يتم تنظيفها منذ تركيبها، و(روحوا شوفوا شكل النظافة فى المستشفيات إيه)».
واستطردت الدكتورة سامية: «إذا أردتم أن تعرفوا حجم المجهودات التى تبذل لتنقية هواء مستشفى مثل (٧٥٣٧٥)، على سبيل المثال، فإن المستشفى ينفق مليوناً و٩٥ جنيه ألف سنوياً لتنقية هواء المستشفى فقط، أى ما يوازى ٣ آلاف جنيه يومياً».
وأشارت إلى أن التدهور البيئى الذى نعيشه الآن فى مصر مصدر مهم فى ارتفاع معدلات السرطان وفشل الأعضاء والتشوهات الخلقية للأطفال، وأمراض الجهاز التناسلى لكل من الرجال والنساء، الأمر الذى يؤدى - كما توضح - إلى العقم والضعف المبكر للذكورة.
وأضافت: «الدولة التى تعتبر تلوث البيئة وسيلة جيدة للحد من الزيادة السكانية، إنما هى دولة قاصرة النظر، لأن التنمية التى لا تتمحور حول الإنسان تكون (قاصرة)، وليس لها استدامة، فالإنسان هو محور التنمية وعدم ضمان صحته لا يضمن إنتاجه».
http://www.copts-united.com/article.php?A=5472&I=148