نبيل المقدس
بقلم: نبيل المقدس
هي قصة ... لو تعتقد أنها حقيقية صدقها ... لو تخيلت أنها أسطورة كذبها. لكن في كلتا الحالتين هي قصة وعلينا أن نتمعن فيها . فقد قابلت أسرة من شاب وسيم ذو مركز محترم , وزوجته الجميلة والتي تعمل في شركة كبيرة , نظرات عيونها عليه بإستمرار ... شفتاها تتحركان قبل كل كلمة يقولها لأنها تعرف ما سوف يقوله ... لا تعطي أي إهتمام بمن حولها إلاّ لجوزِها ... هو حياتها . كذلك هو يُحيط خِصرها بذراعيه بكل حب وحنية . لم يزيح ذراعُه إلا ّ للضرورة ... مر علي زواجهما سبع سنوات ... لكن تتخللها سنة ونصف حياة ظُلمة وكتمان ... لا يعرفها أحد من عائلته أو عائلتها إلاّ أنا وصديق لهما كان له الفضل أن أتعرف عليهما. قال لي الشاب سوف أترك زوجتي الحبيبة هي التي تتكلم عن هذه الفترة والتي أسقطناها من عمرنا ... كل مانريد معرفته , هل زوجتي كانت خاطئة أم لم تكن خاطئة !!!!؟. قالت والتعب كان ظاهراً علي لهجة كلامها:
أحببته من أول سنة كنا في الكلية ... هو أيضا بادلني نفس الشعور والإحساس . إتفقنا ان نكون لبعضنا , ومافيش قوة تفصلنا عن بعض ... عائلته وعائلتي باركتا الخطبة ... تمت الخطوبة ونحن في سنة ثانية .. كانت قصة حُبنا علي لسان كل واحد في الكلية , وخصوصاً كانت الكلية موجودة في الصعيد .. كنا دائماً متلازمين ولا نفارق بعضنا البعض , كان دائماً عندنا في منزلنا , فلقد كان يعرف حدوده جداً , لم يخطيء طيلة هذه السنوات , إلا من بعض المشاعر الحسية الطاهرة والممزوجة بروح المحبة ما بين حبيبين مخطوبين ... عائلتهُ من القاهرة ... كنت أنا أنتقل إليهم في فترة الصيف أو الأجازة ... أصدقاؤهُ هم أصدقائي ... تخرجنا وجهزنا عش الزوجية وتمت الفرحة , وبدأنا رحلة السعادة والحب الحقيقي العملي , هو طموح جداً , وأنا سعيدة بطموحه ... كما أنه لم يبخل عليّ أن أتفوق في العمل , فلولا هو ما كنت أصل إلي هذا المركز في شركتي ... مرت ثلاث سنوات ونحن في قمة الحب والحياة الروحية والحياتية ولم يسمح الرب لنا بأطفال حسب مشيئته وطبقا لكشوفات الفحص بالنسبة لي فإن الأمل ضعيف جداً بل يكاد معدوماً. لكن القدر لم يتركنا في حالنا ... بدء الشيطان يقتحم حياتنا ... في صورة زميلة له من ديانة أخري وفي لحظة ضعف أنا لا أعرف كيف بدأت بالرغم من حياتنا الروحية ... فقد بدأ ينجذب إليها وعشقها عشق شيطاني شديد ... إرتبط بها وتحول إلي ديانتها ... رد فعلي كان شديداً ... لكنني لم أظهرهُ إلي أحد ... بعد ما فشلتُ في منعِهِ , أخذتُ منه وعد أن لا نُخبر أحداُ من عائلته أو من عائلتي , وتعاهدنا علي هذا وخرج من المنزل , وتحججتُ لكل من يسأل عنهُ أنه في مأمورية خارج البلاد , وبعد شهرين جاءني لكي يعطيني الفرصة في الطلاق لكنني رفضتُ رفضاً باتاً ... قال لي سوف آتي مرة في الأسبوع لكي لا نُثير فضول الناس , وافقتهُ ... سجدتُ إلي الربِ أسألهُ ماذا أفعل ؟؟ لم يَردُ علي سؤالي ... لكن كنتُ أعلم أن الرب أعطانا العقل والفكر والمشاعر والحب لكي نتصرف بالحكمة . كان يأتيني مرة في الأسبوع وكنت أحيا معه الحياة الطبيعية بين الزوج والزوجة ... لم افكر أبداً في ما أفعلهُ ... فقط كل ما في عقلي هو تصميمي أن أردُهُ إلي طريق الحق و لي ... ومرت سنة ونصف تقريباً , وإنفصل عنها ورجع إلي حياتِه الروحية الحقة وبيتِه , وندم أشد الندم , وإنزوي في المنزل مرعوباً خائفاً ... تقبلتُ منه عُذرَهُ .. لأني أحبهُ ... تحملت وزراً من أجل ثقتي أنه سيأتي يوماً نادماً و يجد الحضن الوحيد الذي يقبل أن يستقبله بصدقِ ... وحدث كما توقعت وها هو يعيش معي علي مبادئنا الروحية ... حتي جاء الفرج وخرج القانون بسماح المُرتدين من المسيحيين بتغيير أسمائهم ... سجدنا للرب شاكرين ... حمدناه لأنه نشلهُ من حرمانهِ للفداء . أخذ علي عاتقِهِ توعية شباب الكنيسة , الكل لم يعرف قصته ... والسؤال هنا ... هل حياتي معه في فترة بُعاده عن طريق الحق كانت خاطئة ؟؟؟ ما موقفي من الآية كورنثوس الثانية 6 : 14 – 18 [ لا تكونوا تحتَ نيرِ مع غير المؤمن ...] .هويعزيني ويشاركني الذنب .. نحن لا نستطيع أن نبلغ أحداً من رعاة الكنيسة , فهذا سر فأنا لا أريد تشويه سمعتهُ , وأيضا أنا لا أستطيع أن أواجه المجتمع ... سوف يتهمونني بالزنا لأنني عشت مع شخص لم يكم في فترة ما مسيحي أي كان غير مؤمن ...!!! إعتبرنا هذا الموضوع هو موضوع شخصي بيننا وبين الرب , لأنه هو الوحيد الذي له الحق أن يُديننا أو لا يُديننا ... لذلك إرتبطنا به أكثر وأكثر ...!
ثم أنهت كلامها , وطلبت كوب من الماء ... ثم وجه زوجها كلامهُ نحوَها قائلاً : كِفاية يا حبيبتي عشان خاطر إبنتنا (حَنّـة) اللي هتشرفنا الأسبوع ده ... تعجبتُ من قدرة الرب لأنه سيعطيهما إبنة بعد هذه السنين وبعد أن قال العلمُ كلمتهُ ... قالت لي أتصور أن الرب غفرَ لنا لأنه أعطانا (حَنّة) فهي نعمة مجانية ... وده ِإللي مخليني أرتاح وراضية عن نفسي ....
جاءت ( حَنّـة) بعد أسبوع ... و راحت سوسن مامتها تقابل ربها وفاديها في أثناء عملية الولادة ... كما وكأن الرب يقول لها : قد قمتي بعملك العظيم بعودة زوجك إلي طريق الحق , وأنهيتِ خدمتكِ علي الأرض وحان الآن أن تُتوجي بإكليل الحيـــــــــــــــاة الأبديــــــــــــــــة....!!!!
نريد حوارا شفافاً عن الفترة التي عاشت معه أيام الظلمة ... فأنا أعرض هذه المشكلة لأحبائي لكي نعرف وجهات النظر ... فتوجد حاليا الكثير من هذه المشاكل والتي تُعتبر مشكلة قبطية داخلية سببها هذا الطوفان الذي يحاول الغلغلة في وسط شبابنا الأقباط .... المشكلة هي جزء من المشاكل القبطية وعلينا دراستها بالحكمة التي نتعلمها من كلمة الإنجيل .. !!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=5658&I=154