مجدي ملاك
حوار: مجدي ملاك - خاص الأقباط متحدون
المهندسة جانيت إبراهيم يوسف واحدة من الأقباط القليلين الذين يتولون واحد من أهم المراكز العلمية داخل مصر، تدرجت في المناصب حتى وصلت لدرجة وكيل وزارة وربما تكون مرشحة لأحد المناصب العليا في المرحلة المقبلة، ولكن بالتأكيد هناك قصة وراء هذا الصعود، بالإضافة أن الإدارة التي تتولى رئاستها تعتبر واحدة من أهم الإدارات العلمية التي يمكن أن تقود مصر نحو التنمية والازدهار إذا ما تم تنفيذ ما رسمته المهندسة جانيت من أجل النهوض بعمل هذه الجهاز، لهذا كان علينا أن نتعرف على واحدة من الأقباط التي كان الطريق بالنسبة لها مليء بالأشواك ولكنها استطاعت أن تصمد حتى حققت ما وصلت إليه:
* مَن هي المهندسة جانيت إبراهيم يوسف؟
تخرجت من كلية الهندسة من جامعة القاهرة عام 1976، تخصص الهندسة الكيمائية.
* متى بدأتِ حياتك العملية؟
عام 1976 بعد التخرج عملت بالقطاع الخاص داخل أحد الشركات لتصنيع مواقد الطاقة والسخانات كمشرفة على إعداد الخلطة الكيمائية المناسبة والمحددة لطلاء الصاج سواء بالبوية أو بالكهرباء، ثم تم تعييني بأكاديمية البحث العلمي من خلال ترشيحي عام 1979.
* كيف تدرجتِ في المناصب حتى وصلتي لدرجة وكيل وزارة؟
عملت في البداية بقطاع المجالس النوعية كأخصائي في مجلس بحوث التشييد والإسكان والمجتمعات الجديدة ثم كرئيس قسم لمجلس البحوث ثم بعد ذلك تم ترشيحي كمدير شئون المجلس بعد ذلك تم الإعلان عن درجة مدير عام لجهاز تنمية الابتكار والاختراع وتقدمت لها ووقع الاختيار لكي اشغل هذه الدرجة التي شغلتها لمدة خمسة سنوات.
* ما هي الشروط التي كانت مطلوبة لشغل هذه الدرجة في هذا الوقت والتي أهلتك للوصول لهذا المنصب؟
المؤهل بالطبع وهو مجال الهندسة نظرًا لأن كل الاختراعات التي نعمل عليها تدخل في مجال الصناعة أو التطبيق الصناعي والتجارب النصف صناعية لتقييم كفاءة أداء النماذج بالإضافة إلى الخبرة في إدارة الأعمال والتنسيق بين المخترع والأكاديمية والاتصالات المستمرة بين جهاز تنمية الابتكار وجهات التصنيع المختلفة.
* هل شعرتي بأي نوع من التمييز أو الاضطهاد من أجل الوصول لهذا المنصب؟
بالطبع الطريق كان مليء بالأشواك، ولكني لم استسلم لليأس والإحباطات التي كانت في هذا الطريق وحاولت بكل الطرق أن أتخطى كل العقبات من أجل الوصول لهذا المنصب ولتقديم واجهة مشرفة لإمكانية تولي الأقباط مراكز هامة في الدولة نظرًا لقدرتهم على العمل والصبر من أجل تحقيق الأهداف التي نعمل من أجلها، واذكر أنه حين تم ترشيحي لهذا المنصب كان من المتوقع إقصائي نتيجة المناخ الذي كان سائد في هذا الوقت ولكن القدرة على الوقوف بقوة ضد الظلم يساعد على الحصول على الحق أحيانًا.
* حصولك على منصب وكيل وزارة للبحث العلمي بالطبع لم تكن خطوة سهلة، ما هي قصة الوصول لهذا المنصب؟
بعد انتهاء فترة ولاية وكيل الوزارة السابقة الدكتورة نادية هانم عبد العزيز رحمها الله، تم الإعلان عن درجة شاغرة لشغل هذا المنصب، فتقدمت للمنصب وتم ترشيحي في عام 2006 وتوليت المسئولية كرئيس الإدارة المركزية لجهاز تنمية الابتكار والاختراع.
* ما هي مسئولية هذا الجهاز؟
الجهاز تم إنشاءه من أجل تقديم خدمات للمبتكرين والمخترعين الحاصلين على براءات اختراع مصرية لمساعدتهم في تطوير وتصنيع النموذج الأول للابتكار وتجربته عمليًا، وبعد مروره بعمليات التشغيل بنجاح يتم اتخاذ الإجراءات التسويقية العديدة للوصول إلى مرحلة الإنتاج الكامل.
* كيف يتم تمويل دعم هذه النماذج؟
هناك اتفاقية تعاون بين أكاديمية البحث العلمي والصندوق الاجتماعي للتنمية كمنحة مقدمة لتصنيع النماذج الأولى من أجل دعم المبتكر المصري والمساعدة في خروج بعض براءات الاختراع إلى النور من أجل المساهمة في الاقتصاد المصري، والاستفادة من التكنولوجيا المحلية ومحاولة الاستغناء عن التكنولوجيا المستوردة وتشجيع المنتج المحلي.
* ما مدى نجاح تجربتكم في دعم الاختراعات المصرية؟
في البداية نقوم بمخاطبة الجهات المعنية بالدولة من أجل إعلامها بالاختراعات التي يمكن أن تستفيد منها الدولة كل في قطاع والتي يمكن تعميم استخدامها على المستوى القومي، على سبيل المثال نجح جهاز تنمية الابتكار في تصنيع وتسويق اختراع جهاز ذاتي الحركة لتنظيم المياه حيث تم تجربته من خلال شركة مياه القاهرة الكبرى وأسفرت التجربة عن نجاح الفكرة وتم مخاطبة جميع محافظات جمهورية مصر، وأسفر ذلك عن رغبة محافظة الإسكندرية والقاهرة في الاستفادة من تعميم استخدام هذا الجهاز على مستوى المحافظة.
* ما هي توقعاتك لمستقبل الابتكار في مصر؟
هناك أمل كبير في الاستفادة من المنتج المصري إذا ما سيرنا على نفس السياسات والنهج المتبع في الوقت الحالي، وهو تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتبني هذه الاختراعات من خلال رجال الأعمال والقطاع الاستثماري بالدولة حيث يمكن تعظيم الاستفادة من خلال الحصول على تراخيص من وزارة الصناعة أو الوزارات المعنية حتى يمكن فتح خطوط إنتاج للابتكارات الحاصلة على براءة.
* هل تعتقدي أن ميزانية البحث العلمي والابتكار كافية لتحقيق هذا الغرض؟
بالطبع الميزانية لا تناسب حجم طموحاتنا، ولكن حتى نتكلم بشيء من الواقعية يجب أن نلتفت أن البحث العلمي في كل دول العالم تمول من خلال رجال الأعمال والمستثمرين ولهذا فالسياسة الجديدة للدولة في الفترة المقبلة هي: تشجيع رجال الأعمال والقطاع الخاص من أجل الاستثمار والمساهمة في تلك الميزانية حتى يتم تخفيف العبء من على الدولة.
* هل نجحتم في جذب أي من رجال الأعمال للمساهمة في تلك الميزانية؟
لا توجد حتى الآن نتائج ملموسة يمكن الحديث عنها بشكل مباشر ولكن يجب تشجيع المستثمرين بشكل مستمر من خلال تخفيض الضرائب من أجل استقطاع ذلك الجزء للمساهمة في دعم ميزانية البحث العلمي.
*كيف تفكرين في تطوير العمل في المرحلة المقبلة؟
هناك عدد من السياسات التي تم وضعها وسنسير عليها في المرحلة المقبلة بشكل مستمر منها:
1- دعوة رجال الأعمال والمستثمرين للحضور في الندوات العلمية للتعرف على الاختراعات المتميزة.
2- عقد معارض محلية وإقليمية بهدف إتاحة الفرصة للقاء رجال الأعمال بالمخترعين المصريين.
3- استمرار التعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية لمساعدة المخترعين غير القادرين وتحويل اختراعاتهم إلى مشروعات صغيرة.
4- الاهتمام بالاختراعات الطبية في المرحلة المقبلة.
* لماذا لم نسمع عن أي تعاون بين الدكتور أحمد زويل وأكاديمية البحث العلمي؟
الدكتور زويل عضو في المجلس الأعلى للبحث العلمي وهناك خطة مستقبلية لتطبيق أفكار الدكتور زويل بما يخدم منظومة البحث العلمي في مصر.
* هل هناك تعاون بين أكاديمية البحث العلمي وأي من المؤسسات الدولية ذات الاهتمام المشترك؟
بالطبع هناك تعاون من خلال المنظمة الدولية للملكية الفكرية والتي ساهمت بشكل كبير في تطوير أداء البحث العلمي خاصة تطوير الوعي بالملكية الفكرية حيث ساهمت في إصدار قانون لحماية حقوق الملكية الفكرية في مصر عام 2002.
* ما هي الوسيلة الفعالة من وجهة نظرك للاستفادة من المخترعات في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية؟
اعتقد أن مساهمة رجال الأعمال في شراء ما يعرف بـ know how أو حق المعرفة، وهو عبارة عن سر الاختراع الذي يقوم به المخترع، ثم تقوم الجهات الاستثمارية بإهداء سر الاختراع للدولة والوزارات المعنية للمساهمة في التنفيذ الفعلي لهذه الاختراعات ربما يكون الحل المؤقت في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيش فيها العالم في الوقت الحالي.
* ما هي تمنياتك للبحث العلمي بشكل عام؟
أتمنى أن نساعد الشباب بشكل اكبر من أجل تنمية وعيهم الابتكاري، وإنشاء مراكز متخصصة في هذا المجال لرعايتهم فنيًا وماديًا كما يحدث في اليابان.
http://www.copts-united.com/article.php?A=5690&I=155