غزة ـ القدس العربي ـ من اشرف الهور
عدد قتلى الاسبوع الحالي يصل الى عشرة
يزداد يوميا عدد الشبان الفلسطينيين الذين يبحثون عن العمل في انفاق التهريب المقامة اسفل حدود جنوب غزة مع مصر، بحثا عن المال، رغم المخاطر التي تهدد حياتهم، والتي كان اخرها مقتل اثنين منهم في انهيار انفاق، ليرفع عدد الضحايا خلال هذا الاسبوع الى عشرة.
وقال عاملون في مهنة التهريب ومسعفون فلسطينيون ان شابين قتلا ليل الاربعاء وفجر الخميس، وذكر الطبيب معاوية حسنين، مدير الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، ان عميد الهالول (18 عاما)، قضى اثر اصابته بصعقة كهربائية داخل احد الانفاق، فيما قتل حسن ابو خضرة (43 عاما)، جراء انهيار نفق اخر في ساعة متاخرة من ليل الاربعاء.
واشار حسنين الى ان حصيلة ضحايا الانفاق خلال الايام الثلاثة الماضية وصل بمقتل هذين الشابين الى 10 قتلى، لافتا الى ان الحصيلة الكاملة للضحايا بلغت 110 قتلى.
وقبل ايام قضى سبعة فلسطينيين مرة واحدة، اختناقا في نفق تهريب، على اثر تسرب كميات من الوقود خلال محاولة تهريبه من مصر الى غزة، تبعها بيوم مقتل شاب آخر في ظروف مشابهة، وقد اصيب امس سبعة شبان في انهيار نفق، نجوا بعد تدخل من فرق الاسعاف والدفاع المدني.
ورغم خطر الموت الذي يواجه العاملون في مهنة التهريب، الا ان هناك آلالافا من الشبان الفلسطينيين يعملون في هذه المهنة بحثا عن كسب المال، بعد ان فقدوا اعمالهم بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض على السكان منذ اكثر من عامين.
وقال احد العاملين في المهنة لـ "القدس العربي" ويدعى صلاح انه فقد عمله في قطاع البناء والانشاءات قبل عام ونصف، بسبب الحصار، وانه لم يجد سوى العمل في مجال التهريب، رغم المخاطر المحدقة لتوفير المال لاسرته المكونة من سبعة افراد.
وبحسب التقارير الفلسطينية فان الحصار الاسرائيلي رفع معدلات البطالة في غزة الى اكثر من 65%، وجعل اكثر من 85% من السكان يعيشون في فقر ويتلقون مساعدات غذائية من مؤسسات دولية.
ويقول صلاح، انه يفقد الامل بالعودة الى منزله مرة اخرى لرؤية اسرته، في كل مرة ينزل فيها اسفل النفق الارضي الممتد في باطن الارض لنحو 30 مترا، وبطول يصل الى ما بعد خط الحدود المصرية بـ 500 متر، ويشير الى ان هواجس الموت، وانهيار النفق تظل تراوده حتى يفرغ من عمله.
ويشير صلاح الى ان اثنين من زملائه، قتلا في انهيار نفق قبل اشهر، وانه رغم ذلك لم يستطع ترك مهنة التهريب، لعدم حصوله على عمل اخر، ويخشى صلاح ان ينهار نفق التهريب عليه، وان تفشل جهود اخراج جسده من تحت الرمال الحدودية.
ولا يتلقى العاملون في المهنة اجورا كبيرة، في حين يقول محللون ان اصحاب الانفاق يجنون ارباحا كبيرة جدا.
ويعزي الخبير الاقتصادي عمر شعبان تدني الاجور، الى تزايد اعداد الشبان الذين يطلبون العمل في هذه المهنة، في ظل توقف قطاعات الانشاءات والصناعة عن العمل، وهما اكبر قطاعين اقتصاديين كانا يستوعبان الايدي العاملة بالقطاع.
يذكر ان اول ما يواجه المهربين لحظة وصولهم الى عمق النفق، هو ارتفاع درجة الحرارة، الى جانب نقص حاد في الاوكسجين.
وتفتقر الانفاق المقدر عددها بأكثر من 300 نفق، لاي من مقومات الامن والسلامة، وعلى اثر هذه الحوادث المتكررة، طالبت مؤسسات وتنظيمات فلسطينية من الحكومة المقالة في غزة ، بمراقبة عمل الانفاق، من خلال فرض اجراءات تضمن سلامة العاملين في مجال التهريب.
ويعزي العقيد يوسف الزهار مدير جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة تكرر حوادث الوفاة، الى عدم قيام اصحاب الانفاق بابلاغ طواقم الدفاع لحظة وقوع الحادثة، اضافة الى قلة الامكانات وجهل فرق الدفاع المدني بخط سير الانفاق المنهارة.
يذكر ان اكثر ما يساهم في حدوث الانهيارات المفاجئة للانفاق، هو اقامتها دون تخطيط مسبق، حيث يلاحظ عند زيارة منطقة الانفاق المقامة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين مدينة رفح جنوب غزة ومصر، قيام ملاك الانفاق بتدشين عدد منها فوق بعضها البعض، وهو ما يؤدي الى حدوث الانهيارات الارضية.
يشار الى ان الفلسطينيين في غزة لجأوا الى تدشين هذه الانفاق في اعقاب فرض اسرائيل حصارا مشددا على القطاع منذ اكثر من عامين، ويتم خلالها تهريب سلع ووقود، بسبب منع اسرائيل ادخال هذه المواد من المعابر التجارية التي تعمل بطاقة قليلة جدا، وخلال الحرب الاخيرة على غزة (الرصاص المصوب)، وجه الطيران الاسرائيلي عدة ضربات لهذه الانفاق.
ومنذ فرض الحصار قلصت اسرائيل كميات وانواع البضائع، واصبحت تسمح فقط بدخول 40 صنفا من اصل اكثر من اربعة آلاف صنف وسلعة غذائية، تمنع بموجب الحصار ادخال المواد الخام، التي تستخدم في تشغيل الورش والمصانع.
http://www.copts-united.com/article.php?A=5718&I=155