جورج رياض
بقلم- جورج رياض
تابع الشعب المصري خلال الفترة الأخيرة مجموعة من الجرائم الغامضة التي لم تنكشف ألغازها حتى الآن، بل تتداخل بها السيناريوهات والروايات بدرجة مثيرة للجدل، من هذه الجرائم قضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم – والتي تم حظر النشر فيها بناء على طلب المحكمة – وبعدها قضية مقتل "هبة ونادين" والتي إتهم بإرتكابها شاب يدعى محمود العيساوي، ومن قبل ذلك قضية العبارة "السلام 98" والتي حكم فيها منذ أيام على ممدوح إسماعيل مالك العبارة بالسجن 7 سنوات، وكذلك قضية سفاح بني مزار الذي إتهم بقتل عائلة بأكملها في ذات الوقت وبرأته المحكمة بعد ذلك!!
ويربط كثيرون بين هذه الجرائم جميعها بخيط رفيع رغم إختلاف الأشخاص والجهات والدوافع، فهناك إعتقاد لدى العديد من المواطنين بأن الجرائم التي هزت المجتمع المصري في الآونة الأخيرة متورط فيها شخصيات أو جهات كبيرة ونافذة، ويرى أصحاب هذا الإعتقاد أن بعض الأشخاص المتهمين في جرائم كتلك ربما لم يرتكبوها، ولكنهم يتحملون أخطاء أناس أكبر إستطاعوا الهروب من يد العدالة أو يحاولون الهروب منها.
ربما الإستثناء الوحيد من هذه الفرضية يتمثل في قضية العبارة المنكوبة، حيث أدين الجاني أخيراًَ بعد فاصل طويل من محاولات الهروب من العدالة لكن هناك فارق كبير بين جريمة العبارة التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء وبين الجرائم الأخرى التي سبق ذكرها، فهذه الجريمة خلقت رأي عام مضاد لأي محاولة يستطيع من خلالها المتهم الهروب من الحكم أو الإحتماء بمركزه وحصانته، كما كون أهالي ضحايا العبارة "لوبي" ضاغط وهائل لا يستطيع أحد تجاهله مهما كانت المبررات.
وإذا نظرنا إلى حادثة "نادين وهبة"، وما تضمنته المعلومات الأخيرة التي كشف عنها دفاع المتهم من خلال اسطوانة الـ "سي دي" للمعاينة التصويرية – قبل المونتاج - والتي قدمها إلى هيئة المحكمة، معتبراً أنها تمثل دليلاً دامغاً على براءة المتهم محمود عيساوي، كما نشرتها العديد من الصحف على مواقعها على الإنترنت، وتتضمن الإسطوانة حواراًَ بين أحد ممثلى النيابة والمتهم، أثناء سرده تفاصيل إرتكاب جريمة السطو على الفيلا، يتضح منه أن المتهم لم يكن قادراً أثناء السرد على تذكر تفاصيل الجريمة، كما يتم تلقينه بإستمرار ليقول ما تمت كتابته في المحاضر.
الأمر الذي جعل الكثيرون يشككون في كونه المتهم الذي نفذ الجريمة فعلاًَ، وهو الشك الذي كان يساور الفنانة ليلى غفران والدة القتيلة (هبة) منذ بداية الكشف عن تفاصيل الجريمة والتي صرحت للعديد من وسائل الإعلام العربية بأن القاتل هو إبن شخصية مصرية معروفة.
هذه الجرائم أصبحت لغز كبير في عيون الناس، ويقرنها كثير من المصريين بحالة الفساد الواسعة التي تعاني منها البلاد، ولا بديل عن الشفافية ومصارحة الرأي العام والإعلان عن حقيقة مرتكبيها، لإستعادة الحكومة ولو جزء بسيط من ثقة المواطن فيها بعد أن غابت هذه الثقة منذ زمن طويل.
http://www.copts-united.com/article.php?A=586&I=17