هاني دانيال
تقرير: هاني دانيال - خاص الأقباط متحدون
دعا حقوقيون وصحفيون إلى التعددية النقابية في مصر وخاصة في مجال الإعلام، وحماية الصحفيين غير المقيدين بنقابة الصحفيين، وضرورة إيجاد وسيلة بديلة لقيد الصحفيين، وحماية العاملين في المجال الإعلامي بشكل عام سواء الإعلام المرئي أو المسموع أو الالكتروني، وعدم اقتصار القيد في النقابة على الصحفيين في الصحف الورقية فقط.
جاء ذلك في إطار ندوة عن مستقبل الإعلام البديل في مصر والتي نظمتها مؤسسة صاحبة الجلالة وشبكة الإعلاميين لدعم اللا مركزية بساقية الصاوي.
في البداية قال سعيد عبد الحافظ رئيس ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان أن الإعلام المصري مر بتجارب مختلفة ومتطورة، وأن التغطية الحالية لمنظمات حقوق الإنسان أفضل بكثير من الفترة الماضية وساعد على ذلك الصحف العديدة التي صدرت مؤخرًا ووجود مساحة وعي لدى الرأي العام بضرورة العمل الحقوقي في الوقت الذي كانت فيه أخبار المنظمات الحقوقية غير مرحب بها في الصحف باستثناء الصحف الحزبية مثل الأهالي والوفد والتي كانت تعطى مساحة مناسبة، وإن كانت تزيد أو تقل حسب القضية الحقوقية المراد التعبير عنها حيث كانت الوفد ترحب بسياسة الخصخصة في الوقت الذي كانت فيه جريدة الأهالي ترفض بيع شركات القطاع العام وتبحث عن حقوق العمال.
أشار عبد الحافظ إلى ظهور أنواع جديدة من الإعلام أطلق عليها البعض الإعلام البديل مثل (الفيس بوك والمدونات) وهي وسائل تكنولوجية حديثة تساعد الإعلاميين والمهتمين في نشر أخبار حقوق الإنسان، وهناك العديد من الأمثلة التي توضح كيفية الاستفادة من هذا النوع الجديد ،خاصة وأن الإعلام البديل تغلب على المعوقات التي كانت تواجه العمل الصحفي ومن ثم لقى الكثير من الترحيب في بعض الأوساط.
نوه عبد الحافظ إلى ضرورة عدم النظر إلى الإعلام البديل على أنه بديلاً للصحف الورقية المعتادة بل أن هذا الإعلام يمكن الاستفادة منه لصالح التغيير والمجتمع، ولكن السؤال المهم كيف يمكن التعامل مع هذا النوع من الإعلام دون التصادم معه، وكيف يمكن الوصول إلى ميثاق أخلاقي وضوابط حتى لا يتم وضع معلومات وملفات غير أخلاقية أو بصورة غير مناسبة، وإعطاء صورة مشوهة عن العمل الإعلامي.
من ناحية أخرى أكد سعيد شعيب مدير تحرير جريدة اليوم السابع أن مصطلح الصحافة البديلة في حاجة إلى مراجعة حيث يظهر بشكلاً ملتبس مثل مصطلح الصحف الخاصة أم المستقلة وهي أمور شكلية ولكنها تعطي انطباعات غير سليمة.
أشار شعيب إلى أن الصحف الحزبية أو المملوكة لأشخاص بعينهم معرضة للاندثار خلال الفترة المقبلة لأنه لا يمكن توزيع جريدة تعبر عن وجهة نظر الحزب دون أن تتشابك مع قضايا الشارع بشكل مختلف ونفس الأمر للصحف التي يصدرها رجل أعمال للدفاع عن مصالحه دون النظر للواقع.
دعا شعيب إلى وجود تعددية نقابية بدلاً من الوضع السائد لأنه ليس من المقبول أن تظل نقابة الصحفيين هي التي تتحكم في قيد الصحفيين وتتحكم في إعطاء تراخيص لمزاولة المهنة وتجعل رؤساء وملاك الصحف هم الذين يتحكمون في قيد الصحفيين دون النظر لمصلحة الصحفيين أنفسهم.
وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة انفراجة في العمل النقابي وظهور نقابات متعددة،والدليل على ذلك موظفي الضرائب العقارية ونجاح مطلبهم في وجود نقابة خاصة تهتم بهم، وموظفي البريد يبحثون أيضًا عن نقابة تعبر عنهم بشكل مستقل، وهناك أفكار ظهرت من أجل تشكيل نقابات مختلفة عن نقابة الصحفيين وهذا يرجع إلى استمرار معاناة الصحفيين غير المقيدين في النقابة ومعاملتهم في الصحف بشكل سيء.
أوضح شعيب أن الصحف الورقية هي الأكثر تأثيرًا على القارئ والدليل على ذلك أن مقياس توزيع الصحف هو المسيطر أكثر مما تقدمه الصحف من معلومات وما تفجره من قضايا.
بينما أشار أبو العباس محمد الكاتب الصحفي بالأهرام أن الإعلام الالكتروني عليه دور كبير في تغيير الصورة، نظرًا لانشغال عدد كبير من الشباب بشبكة الانترنت وأن الصحف الالكترونية هي التي يمكن وحدها أن تصل إلى عقول الشباب وأن الرهان في المستقبل على الصحافة الالكترونية وما يمكن أن تقدمه لصالح المجتمع.
من ناحية أخرى أكد أيمن فاروق المدير التنفيذي لمؤسسة صاحبة الجلالة أن شبكة الإعلاميين لدعم المركزية تعد مبادرة لجمع عدد من الصحفيين والإعلاميين بهدف تأسيس شبكة وخلق تحالف واحد لبحث ومعالجة إشكاليات العمل الإعلامي وتنمية مهارات العاملين في هذا المجال وكيفية التأثير على الرأي العام لتحقيق التنمية المطلوبة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=5949&I=162