الإسلاميون لمرسي: لابد أن يقدم عهوداً مكتوبة والليبراليون يطالبون بحسم موقفه من الجماعة والدستور
لماذا يؤيد هؤلاء مرسى؟و لماذا يرفضه هؤلاء ؟ خبراء: نجاحه فى الحشد مرهون بالاستجابة للقوى السياسية ..
«الوصول إلى كرسى الرئاسة ليس سهلا، وطريق الدكتور محمد مرسى، المرشح للانتخابات الرئاسية عن حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين، منذ إعلان قرار الترشح حتى الوصول لجولة الإعادة أمام الفريق أحمد شفيق، لم يكن مفروشا بالورود، وإنما تخللته مشاهد صعبة عديدة وكان
آخرها مشهد الإعادة مع الفريق أحمد شفيق، وهو الأمر الذى استدعى دعوة «الإخوان» للقاء العديد من القوى السياسية للتنسيق فيما بينهم وتشكيل صف واحد لمواجهة محاولات إحياء النظام السابق.
المشهد الأول فى طريق مرسى نحو مقعد الرئيس، يتمثل فى القرار الذى أعلنته جماعة الإخوان بعدم خوض الانتخابات الرئاسية، يليه قرار الدفع بأحد المرشحين للحفاظ على مسيرة الثورة المصرية ومحاولات سرقتها، والمستجدات التى طرأت على الساحة السياسية، ثم قرار «ثالث» بالدفع بالمهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة مرشحا للرئاسة، ثم اختياره مرشحا احتياطيا، وبعده القرار الرسمى بالدفع به بعد استبعاد الشاطر، وصولا للمشهد الأخير الذى تظهر ملامحه منتصف الشهر المقبل لجولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية أمام الفريق أحمد شفيق, وحتى يحسم «مرسى» ملامح أصعب المشاهد وآخرها فى مواجهة شفيق، استعان بعدد من الشخصيات والقوى السياسية التى بادر بالاتصال بها عقب دقائق من ظهور المؤشرات شبه النهائية للجولة الأولى للانتخابات، فى محاولة منه للم شمل القوى من حوله ودعمه فى الجولة الثانية والحفاظ على الثورة من بقايا النظام السابق، ورأس اجتماعا ضم ممثلى الأحزاب صاحبة التمثيل البرلمانى، مبديا وعدا بتقديم ضمانات لهذه القوى خلال الأيام القليلة المقبلة تطمئن مخاوفهم التى يرددونها تجاه جماعة الإخوان المسلمين ومرشحها فى «الرئاسة».
الاجتماع الذى ضم العديد من الاتجاهات السياسية من ليبرالية وإسلامية وسطية وسلفية، والليبرالية.. فتح العديد من التساؤلات حول الضمانات التى سيقدمها مرشح «الجماعة» لهذه الاتجاهات المختلفة فكريا وسياسيا، والشروط الذى يقبلون بها تأييده أمام الفريق أحمد شفيق.
الأحزاب والقوى السياسية انقسمت لفريقين، دون انتظار الإعلان الرسمى لنتيجة الانتخابات، لتخرج منها من تعلن تأييد «مرسى» دون تفكير، ومنها من اشترط ضمانات محددة لتأييده، فيما كان التيار الثالث الذى أعلن وبوضوح عدم تأييده أو المقاطعة لعدم رضائهم عن المتنافسين.
وربما كان التيار السلفى والإسلامى من أكثر التيارات التى أعلنت دعمها للدكتور محمد مرسى، وأبرزها مجلس إدارة الدعوة السلفية الذى أعلن لـ«مرسى» بجولة الإعادة بناء على قرار مجلس الشورى العام للدعوة السابق، والتصويت الذى تم لاختيار أحد المرشحين ذوى المرجعية الإسلامية، وانطلاقا مِن مبادئ الدعوة بدعم المشروع الإسلامى، كما أكدت الجماعة السلفية فى بيان لها على ضرورة المحافظة على نزاهة العملية الانتخابية من أجل استقرار البلاد ومنع الفوضى.
وشمل تأييد التيار السلفى، إعلان الشيخ أبو إسحاق الحوينى، تأييده لمرشح جماعة الإخوان المسلمين فى انتخابات الرئاسة، وأهاب جميع المسلمين فى مصر، بأن يقفوا صفا واحدا خلفه، إلى جانب إعلان حملة الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل بالإسماعيلية، تأييدها له، وإعلان المتحدث الرسمى باسم «أبوإسماعيل» لدعمه.
التيار الإسلامى لم يعلن تأييد «مرسى» من فراغ، ولكن وضع عددا من الشروط والضمانات التى يطالب بتنفيذها خلال الفترة المقبلة حال تولى «مرسى» الرئاسة، وقال الدكتور كمال الهلباوى، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين فى أوروبا، أمين عام منتدى الوحدة الإسلامية: «الذين سيلتفون حول الدكتور محمد مرسى فى جولة الإعادة، المقرر إجراؤها يونيو المقبل، هم المنتمون لتنظيم الإخوان والمحبون للإسلام، والكارهون لنظام الرئيس السابق حسنى مبارك».
وأضاف الهلباوى لـ«اليوم السابع»: «كل من ستستطيع جماعة الإخوان إقناعه بمرشحها سيقف فى صف الجماعة ضد مرشح الفلول، وفى المقابل سيلتف حول المرشح أحمد شفيق المنتمون للنظام السابق.
وطالب القيادى السابق بالإخوان المسلمين ثروت الخرباوى، الجماعة بتقديم ضمانات مكتوبة للقوى السياسية وشباب الثورة، حتى يقف الجميع بجوارهم فى جولة الإعادة أمام الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء فى عهد الرئيس السابق مبارك، وحسم الجولة لمرشح الجماعة.
وبالنسبة لشكل الضمانات التى تقدمها جماعة الإخوان للقوى السياسية، طالب «الخرباوى» «أن تتعهد باستكمال أهداف ثورة 25 يناير، وأن تتخلى عن سياسة الاستحواذ والهيمنة على المناصب، كما تتعهد بأن يكون نائبا الرئيس ورئيس الحكومة لا ينتمون لتنظيم جماعة الإخوان. وأضاف، الدكتور محمد مرسى، سينجح فى حالة اتفاق الإخوان مع القوى السياسية فقط، ولكن بخلاف ذلك سيحدث مقاطعة للجولة الثانية للعملية الانتخابية، والتى ستكون فى صالح الفريق أحمد شفيق, وتابع القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين: «مشكلة الإخوان المسلمين تكمن فى أنهم قد وعدوا، ثم خالفوا وعدهم فى أموار كثيرة، ويبررون مخالفتهم للعهود بتغير المواقف السياسية، ولذلك نطالبهم بتعهدات مكتوبة وليست شفوية. مشيرا إلى أنه فى حالة تقديم جماعة الإخوان المسلمين أى تعهدات شفوية للقوى السياسية، ستكون تعهدات فاشلة، نظرا لأن الإخوان قد تخلف وعودها كما حدث من قبل.
ومن جانبها حددت الجماعة الإسلامية عددا من المطالب والشروط لدعم مرسى رئيسا، وأكد علاء أبوالنصر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أمين عام حزب البناء والتنمية، أن الجماعة ستدعم مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى، فى انتخابات الإعادة، معتبرا انتخاب الفريق أحمد شفيق، بمثابة خيانة للثورة، وللوطن ودماء الشهداء.، مشيرا إلى أن الجماعة الإسلامية ستطلق مبادرة تسمى بـ«لم الشمل لمواجهة الفلول»، موضحا أن هذه المبادرة تهدف إلى اتحاد القوى الإسلامية والوطنية لمواجهة فلول النظام السابق فى الجولة الثانية لأول انتخابية رئاسية نزيهة تشهدها البلاد بعد ثورة 25 يناير، التى أطاحت بنظام الرئيس السابق حسنى مبارك.
وقال أبوالنصر: «إن الجماعة الإسلامية ستخاطب جماعة الإخوان المسلمين لإعطاء ضمانات لكل المتخوفين من دعم الدكتور محمد مرسى فى جولة الإعادة، مضيفا: «أبرز هذه الضمانات أن تتعهد جماعة الإخوان المسلمين باستكمال أهداف ثورة 25 يناير، والتى تتلخص فى الحياة الكريمة والحرية والعدالة الاجتماعية، وأن تتعهد أيضا بأن تكون دولة مصر دولة مؤسسات وقانون».
وأضاف أمين عام حزب البناء والتنمية: «سنخاطب الإخوان بأن تتعهد لكل قوة سياسية لديها تتخوف منها أن تعطيها كل الضمانات، ضاربا المثل بأن تتعهد الإخوان المسلمين بحرية العبادات للأقباط وحرية والعقيدة، وأيضا أن تتعهد بحرية الرأى لليبراليين وضمان تداول السلطة».
ومن جانبه رهن الدكتور وحيد عبدالمجيد، عضو مجلس الشعب والمنسق للتحالف الديمقراطى، عملية التفاف القوى السياسية، والأحزاب حول مرسى، بالتحركات التى سيقدمها «مرسى» لهذه القوى بعد الاجتماعات التى عقدها معهم والنقاش الدائر بينهم، خاصة بعد المخاوف التى أعلنتها بعضهم نتيجة الأداء السلبى لهم خلال الشهرين الماضيين وعرقلتهم لتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، وبالتالى فعليه تقديم إيضاحات لكل القضايا التى تشغل الرأى العام، ومعالجة وتصحيح أدائهم.
وأوضح «عبدالمجيد»، أن التيار الليبرالى لن يقبل تأييد مرسى إلا بتحقيق عدد من المطالب فى مقدمتها الانتخاب السريع لأعضاء الجمعية التأسيسية للدستور بشكل مرضى لجميع الأطراف، إعلان موقفه من البنود الأساسية والخلافية فى الدستور الجديد، مشيرا إلى أن تشكيل الحكومة المقبلة والتى يجب أن تحظى بتوافق بين الجميع، وأن يلتزم «مرسى» بأن تكون توافقية ائتلافية لها برنامج واضح ومحدد، وأن يعلن موقفه من كل هذه المطالب قبل بدء الاستعداد للجولة الثانية بوقت كافٍ لتحدد كل قوى موقفها من دعمه.
وتوقع «عبدالمجيد» أن يستطيع «مرسى» حشد أصوات انتخابية جديدة ممن صوتوا للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى فى الجولة الأولى، وأنها ليست مسألة صعبة طالما استجاب وبشكل جاد للمطالب، والتى كان إحداها أن يتم دمج البرنامج الانتخابى لكل من «أبوالفتوح» و«صباحى»، لوضع برنامج للحكومة الجديدة، بعيدا عن مشروع النهضة الذى يحتاج لمدة زمنية طويلة لتحقيقه.
من ناحية أخرى، أعلن عدد من شباب الثورة والمنتمين للائتلافات الثورية المختلفة تأييدهم لمرشح حزب الحرية والعدالة، حيث أعلنت الجبهة الوطنية لحماية الثورة المصرية دعمها له باعتباره مرشح الثورة ضد الفريق أحمد شفيق، المتهم الرئيسى الثانى فى قضية موقعة الجمل، حتى تظل الثورة المصرية دون أن يخمدها الفلول، طالما بقى الثوار يحافظون على ثورتهم ويستمرون فى إشعال جذوتها حتى تتحقق أهدافها فى توفير الخبز والحرية والكرامة الإنسانية، كما أعلن عدد من الجبهات الثورية لحركة 6 إبريل فى بعض المحافظات تأييده، مثلما شهدت محافظة الإسماعيلية، حيث أيدت حركة شباب 6 إبريل دعمها لمرسى بشرط إعلان بنود يتم الاتفاق عليها من قبل حزب الحرية والعدالة والقوى الثورية، تتضمن مدنية الدولة.
و قال عصام الشريف، المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمى، إن التيار الثورى لا يمانع من تأييد مرشح جماعة الإخوان، إلا أنه فى الوقت نفسه له عدد من الضمانات التى تطالب «مرسى» بالتعهد بتحقيقها منها، توضيح موقفه من جماعة الإخوان المسلمين، هل سيقوم بحلها، أم سيطالب بتقنين وضعها القانونى؟ وكذلك موقفه من الدستور الجديد وتشكيل الحكومة، وموقفه من المواطنة ووضع الأقباط فى ظل الرئاسة الإسلامية. مشككا فى قدرة «مرسى» على تحقيق كل مطالب القوى السياسية المختلفة لضمان دعمه فى الانتخابات الرئاسية، معتبرا الاجتماعات والمناقشات الدائرة فى الوقت الحالى مجرد مضيعة للوقت.
وأكد المهندس عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أن نسبة كبيرة من البسطاء والفقراء والبلطجية والذين يقبلون الرشاوى ستذهب أصواتهم للفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة، لافتا إلى نسبة من المواطنين الذين يعتقدون أن فوز الفريق أحمد شفيق بالرئاسة يعنى عودة الأمن والاستقرار ستذهب أيضا أصواتهم لـ«شفيق»، مشيرا إلى أن هؤلاء نسبتهم قليلة جدا، نظرا لأن الشعب المصرى أصبح لديه واعى سياسى.
وأكد «عبد الماجد» أن كل من لديه مصلحة فى عودة النظام السابق من اللصوص ستذهب أصواتهم لـ«شفيق»، بالإضافة إلى المجندين التى تغيرت بطاقاتهم «الرقم القومى»، مشيرا إلى أن «شفيق» حصل فى الجولة الأولى على ما يقرب من 5 ملايين ونصف المليون صوت، وهذه الأصوات سيحصل عليها بالتأكيد فى الجولة الثانية، بالإضافة إلى ما يقرب من مليون ونصف المليون صوت لعمرو موسى، مستبعدا أن يحصل على أصوات من مؤيدى حمدين صباحى، أو أنصار الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح, وتابع عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية قائلا: «نسبة من أنصار «صباحى» ستذهب إلى الدكتور محمد مرسى، بينما نسبة أخرى ستقاطع انتخابات الرئاسة، ونفس الأمر بالنسبة لمؤيدى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ستذهب نسبة كبيرة منهم إلى دعم مرشح الإخوان».لافتا إلى أن أصوات الدكتور محمد سليم العوا والتى بلغت ما يقرب من 400 ألف صوت ستذهب إلى الدكتور محمد مرسى»، لافتا إلى أن الذين قاطعوا انتخابات الرئاسة فى الجولة الأولى سينزلون فى الجولة الثانية بعد صدمتهم بالصعود المفاجئ للفريق شفيق، مؤكدا أن التيارات الإسلامية ستعلن دعمها للدكتور محمد مرسى دون تفكير فى الأمر، مضيفا: «يجب أن نوضح للناخب البسيط أسباب اختيارنا للدكتور محمد مرسى فى جولة الإعادة حتى يقتنع به، وحتى لا نفاجأ بوجود شفيق على الرئاسة».
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=60382&I=1183