جرجس بشرى
بقلم: جرجس بشرى
يطلق مصطلح "منطقة منكوبة" أو "منطقة كوارث" بحسب الموسوعة الحُرة "ويكيبيديا" على تلك المنطقة الجغرافية التي تصاب بكارثة طبيعية كالزلزال أو الفيضان أو الإعصار وغيرها، ولا شك في أن محافظة المنيا في عهد اللواء أحمد ضياء الدين لا يُمكن وصفها –أبدًا- بالمحافظة المنكوبة وفقًا لـ "ويكيبيديا" ولكنها تستحق بجدارة لقب "المحافظة المأزومة".
فلا يوجد عاقل واحد يستطيع أن يُنكر أن هذه المُحافظة قد تعرضت لأزمات متتابعة وفوق العادة في عهد اللواء المُحافظ أحمد ضياء الدين، ليس على صعيد العلاقة بين المسلمين والأقباط (المسيحيين) فحسب، بل على صعيد رجل الشارع البسيط والعادي الذي أصبح يئن في عهد السيد المُحافظ من غياب الرقابة على رغيف الخبز، فالناس في قرى مطاي على سبيل المثال لا الحصر يحلمون برغيف خبز يستطيعون أن يأكلوه بسبب ما يحتويه من رمال وأتربة. وقد قص عليَّ كثيرين أن الغلابة هناك بيأكلوا العيش بالعافية!!
وقد كشف حوار الإعلامي اللامع "مُفيد فوزي" مع محافظ المنيا الجمعة الماضية عن أوجه القصور في الخدمات التي تقدمها المحافظة للمواطن العادي، فهناك من احتجوا على فرض الرسوم على دفن الموتى لدرجة أن وصل الرسم إلى 150 جنيهًا!! واللي مش عاجبه يخبط رأسه في الحيط وما يموتش غير لما يكون معاه هذا المبلغ هو أو أهله!
وهناك مَن اشتكوا من فرض الرسوم على المياه والكهرباء والمحاجر وغيرها، وهناك مَن تضرروا من قلة أو عدم وجود المواصلات التي لا توفرها المحافظة للقرى.
هذا على الصعيد الخدمي، أما على صعيد العلاقة بين المسيحيين والمسلمين، فقد تصاعدت التوترات والاحتقانات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في عهد المحافظ إلى مستويات غير مسبوقة وغير معهودة، والدليل على ذلك حوادث العنف الطائفي المتوالي على الأقباط كأحداث دير أبو فانا بملوي، وأحداث الطيبة، وأحداث دفش بسمالوط، وأحداث سيلة الغربية، والأحداث التي شهدتها قرية منبال بالمنيا وتم التعتيم عليها، ويعوزني الوقت لأتحدث وأُعدّد حوادث العدوان الطائفي على المسيحيين في عهد اللواء أحمد ضياء الدين. الغريب أن السيد المحافظ يرى أن الإعلام هو السبب في تأجيج الاحتقان، وكأن الإعلام الذي يرصُد الأحداث التي تقع فعلاً هو الذي يقوم بارتكابها!!
إن تكرار الأحداث الطائفية في عهد ضياء له دلالات مرعبة تنذر بكارثة تهدد الوحدة الوطنية ليست في المحافظة فحسب بل في كل ربوع مصر، فتكرار الجرائم والحوادث يؤكد على عدم التصدي لمثل هذه الحوادث بحزم وبقوة القانون وهو ما يشجع المتطرفين ولن أكون مبالغًا إذا قلت رجل الشارع البسيط على ارتكاب مثل هذه الجرائم بقلوب آمنة من الخوف ومطمئنة بسبب عدم العقاب.
إن إقالة السيد المحافظ أحمد ضياء الدين أصبحت ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى، قبل أن تحترق محافظة المنيا المخترقة إخوانيًا عن بكرة أبيها، وأنني أخشى أن تقوم القيادة السياسية في مصر بترقية السيد المحافظ إلى رتبة وزير داخلية، فالمحافظ كثيرًا ما يُرد بأنه يتمنى أن يكون على قدر ثقة الرئيس وأنه يؤدي الواجب الوطني الذي كلفه به الرئيس!!
أنني أتوجه بالنداء إلى الرئيس مبارك بإقالة المحافظ قبل أن تتحول محافظة المنيا بالفعل من محافظة مأزومة إلى محافظة محروقة!
http://www.copts-united.com/article.php?A=6113&I=167