د. وجيه رؤوف
بقلم: د / وجيه رؤوف
تحدث الكثيرون فى الأونه الأخيره عن البابا شنوده وعلقوا على احاديثه فى كثير من المجالات وقد تناوله الكثير منهم البعض بالتأييد والبعض بالنقض حول اراء قداسه البابا فى بعض القضايا , وكان هؤلاء منهم الأقباط ومنهم من غير الأقباط ,
اما أوجه الأعتراض التى جاءت من البعض ضد قداسه البابا حينما ذكى أحد القيادات لتولى رياسه الجمهوريه وحينما أدلى قداسته برأيه فجاءته قنابل الهجوم من المعارضين سواء الأقباط أو غير الأقباط بعدم احقيته فى الأدلاء برأيه حيث ان منصبه روحى بحت وليس سياسى , فليس له شأن بالسياسه ومن هذا المنطلق وجب عليه ان لايدلى برأيه فى تلك المسائل حتى لاينساق باقى الأقباط لهذا الرأى باعتباره نداء دينى ....
وهنا نقف ونتأمل قليلا هل منصب البابا منصب روحى ام منصب سياسى أم كلاهما معا ؟؟؟
والحقيقه أختلف المنصب باختلاف شخصيه من تولاه فمثلا كلنا نعلم ان قداسه البابا كيرلس السادس الراحل كان روحيا الى اقصى حدود الروحانيه وكان قديسا عالى القداسه يتشفع البعض به الى يومنا هذا ولكن لاننكر فى ذات الوقت دوره السياسى الكبير وصداقته مع الزعيم جمال عبد الناصر ودوره فى تربيط أواصل الروابط بين مصر والحبشه ايام ولايه الأمبراطور هيلاسلاسى على الحبشه ودوره فيها .. هنا لاننكر ان لقداسه البابا كيرلس دور سياسيا فى هذه الفتره ,
هذا عن البابا كيرلس القديس والعظيم بين القديسين ونأتى الى قداسه البابا شنوده ودوره منذ توليه فهل لم يكن للبابا شنوده بالأضافه الى دوره الروحى اى دور سياسى ....
اولا :
كلنا نعلم ان البابا شنوده هو نفسه نظير جيد المثقف والصحفى الذى لم يبعده تعبده للله عن موهبته الفطريه فى الشعر والأدب فاستغل كل هذه الهبات الربانيه فى تأليف الكثير من الأشعار التى تتبنى الكثير من الروحانيات وتدعوا الى التقرب من الخالق , ولكنه كأى صحفى وطنى حيث ان الشخصيه لا تتجزأ له ميول وطنيه وجب عليه ان يظهرها والا فلماذا صفق له الكثير من المصريون المسلمون قبل الأقباط حينما حرم زياره القدس واعلن انه لن يدخل الأقباط القدس الا وايديهم فى ايدى اخوتهم المسلمين فى زياره المسجد الأقصى , ألم يكن هذا الموقف سياسيا وطنيا بالدرجه الأولى ام انه حينما يتخذ موقفا يأتى على هوانا نصفق له وحينما يتخذ موقفا لايأتى على هوانا نقول انه منصب روحانى ولاينبغى له ان يتحدث فى السياسه
ثانيا :
حينما يطلب من قداسه البابا تهدئه الأجواء فى الخارج لأستقبال شخصيه رئيس الجمهوريه هناك مقابله تليق برئيس جمهوريه مصر ويقوم قداسته بمخاطبه اقباط المهجر وارسال الوفود لتهدئه الأجواء , اليس هذا موقفا سياسيا ام موقفا روحيا , صدقونى لو كان روحيا لكان اكتفى بالدعاء فقط !!
ثالثا :
حينما تثار الفتن ويأتى الكثيرون من مشعليها لشعللتها فيأتى كلام قداسه البابا بلسما ليهدىء النفوس ويمنع الفتنه ويمنع حربا طائفيه من الممكن ان تأتى على الأخضر واليابس , أليس هذا دورا وطنيا سياسيا أم ماذا ؟؟
رابعا :
نتذكر جميعنا زياره الراحل ياسر عرفات رئيس منظمه التحرير الفلسطينيه الى قداسه البابا فى الكاتدرائيه قبل رحيله بعده سنوات طلبا للبركه والتأييد وقد ايد قداسه البابا فى حضور الجميع ضروره أقامه دوله فلسطين وتأكيد الحكم الذاتى لهم , طبعا هذه الزياره تؤكد الدور السياسى لقداسته .
خامسا :
يمنح شرفيا لكل من قداسه البابا وفضيله شيخ الأزهر منصبا شرفيا موازيا لمنصب رئيس الوزراء لما لهم من دور اساسى فى تعميق الأستقرار داخل الوطن و تعميق قضيه الوحده الوطنيه التى تعتبر قضيه أمن قومى , هذا جميعه يؤكد ان للبابا دورا سياسيا لا يجب الحجر عليه كما انه كمصرى وطنى لابد له من الأدلاء برأيه كسائر المصريين دون الزام الجميع برأيه كما يفعل دائما ,
طبعا انا لست هنا لكى اعدد من انجازات البابا وهى كثيره وانا اعلم تماما ان هناك الكثيرون يترصدون من يكتب عن البابا بالخير لكى يهاجموه بكل ما أوتوا من قوه ,انجازات البابا كثيره وانا لست هنا فى مجال لذكرها وذلك لعلمى ان كل مانعلمه هو قشور فى محيط البابا الممتلىء
ولكنى هنا لكى اقرر حقيقه مهمه ان منصب البابا هو روحى وسياسى معا شاء ذلك الجميع او لم يشاؤوا لأن هذا هو افراز الواقع الطبيعى ,
ولكن لنقف هنا قليلا :
هل استطاع البابا بهذا المنصب تأديه بعض الخدمات لشخصه أو لخاصته ؟؟
الحقيقه اقول ان خدمات البابا تنطلق من المبدأ الوطنى وليس القبطى فخدماته هى وان ويه اى طريق واحد فى خدمه مصر ولأستقرار مصر ,
وهنا اتذكر الوزير الذى بلا وزاره أو الوزاره التى بلا وزير فهى لاتستطيع تأديه خدمات خاصه ولكن خدماتها فى اطار الشكل العام ,
و الدليل على ذلك قانون دور العباده الموحد الذى ينادى به قداسه البابا منذ عده سنوات بالأضافه الى التمييز الأيجابى للأقباط وكلاهما طلبات تعب القلب من تكرار طلبها و نادى بها قداسه البابا كثيرا ولم يستجاب له ,
اذا خلاصه القول ان الدوله تستفيد من قداسه البابا سياسيا وفى المقابل لا يستفيد هو أو خاصته بشىء ,
يلبى قداسه البابا نداء الوطنيه فى داخله ويلبى نداء الشهامه فى وجوب مقابله رئيس الجمهوريه مقابله تليق به , أما هو فينادى كثيرا ولا يستجاب له ويقدم مطالب ولا تعطى له وحينما لايستجاب له لايملك شيئا ولا يتبرم ولا يضرب ( بضم الياء ) ولا يعترض بل يقول بكل ايمان :
ربنا موجود
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=6270&I=171