زهير دعيم
بقلم: زهير دعيم
بعد الاحتلال الأمريكي "المبارك" لأفغانستان تنفسنا الصُّعداء وقلنا: لقد هبّت رياح الحريّة على تلك البلاد التي طمس الطالبان فيها الحضارة، أو بقايا الحضارة، وأطفئوا شعلة النور الشاحبة هناك، متعبدّين في هيكل الجاهلية ومحراب البدائية.
مَن لا يذكر الآثار وهي تًُدكّ هناك دون رحمة ودون وازع من ضمير!!
مَن لا يذكر الجاهلية ترفع رأسها في كلّ مكان، لتتنفّس الرجعية وتعيد الإنسان إلى عهد الكهوف!!
قلنا فُرجَت، فالأمريكيين والإنجليز أمّتان تسري الحريّة في دمائهم، وتعشش كرامة الإنسان –ولو على الورق- في كلّ نبض.
قلنا وأصبنا بخيبة أمل كبيرة... فها هو حميد كرزاي -الرئيس الأفغاني- يصادق قبل عدة أيام وقبل الانتخابات بأيام معدودات، يصادق على قانون مضحكٍ وظالم، يبيح للأفغانيّ –وخاصة الشيعيّ– أن يُجوِّع زوجته ويقطع عنها المصروف العائليّ، إن هي تجرّأت وقالت لزوجها: لا مضاجعة اليوم، أنا مُتعبَة!!
ماذا... يصرخ كرزاي من قصره، أنت مُلكٌ للرجل، للذكر، للفحل!! أنتِ آنية تفريغ ومتنفَّس للشهوات!!.
أنتِ دُميةٌ يتلهّى بك الأفغانيّ متى شاء وكيفما شاء!!
ما هذه الوقاحة، تمنعين الوصل عن السيّد الذي يفوقك إيمانًا ومقامًا وحسبًا!!!
ويضحك هذا الكرزاي في ضميره -يخرب بيتها- ستُخرِّب هذه الناقصة عقلاً ودينًا بيتي، ستمنعني من أن أبقى في القصر الرئاسيّ من أجل تفاهة.. لا.. لا.. لأجل حقٍّ إلهيّ... غفرانك يا ربّي.
وتصمت أمريكا العظمى، أمريكا العهد الأوباميّ الجديد، وتصمت بريطانية العظمى أيضًا، فهما يريدان كرزاي في القصر الجمهوري في كابُل بأيّ ثمن.
قلنا لقد مات أو كاد طالبان، ولكنه لسوء الحظّ لم يمت، لقد بُعِث حيًّا من خلال كرزاي. وكيف يموت وهو متأصّل في الخلايا والحنايا والفكر والوجدان الأفغانيّ وغير الأفغانيّ؟!!
وكيف يموت وهو جزءٌ من العقيدة؟!! بل كيف يموت وهو حلم الرجل الشرقي في منامه ويقظته وحتى موته!!!
متى سيعرف هؤلاء القوم أنّ المعاشرة الجنسيّة الحلال مُقدّسة، وأنّ المرأة كتلة من المشاعر والأحاسيس النبيلة، يستثيرها فقط بلسم المحبة والتفاهم والتقدير والمشاركة، لا الإذلال والإهانة والاغتصاب النفسي قبل الجسديّ؟!!
المعاشرة يا قوم هي أخذ وعطاء، وعمل مشترك تُتوِّجه القداسة بعطرها الشذيّ.
متى سيعرف القوم أنّ عهد العبودية والجواري وملكات اليمين وسيادة الذَّكَر اللامتناهية قد انقضى إلى غير رجعة، وأنّه أمّحى من قاموس الحضارة، ولم يكن أبدًا في ناموس الله الحيّ؟
متى ستعرف الولايات المتحدة الأمريكية أنّ الإنسانية فوق المصالح الخاصّة، وأنّ المصالح المرتبطة بهضم الحقوق، واغتصاب النفوس والأجساد والمشاعر، هي رجس ونجاسة وظلم وجريمة نكراء؟
كنت متفائلاً وما زلت، بأنّ العالم سيتطهّر قريبًا من جراثيم الجنس والقهر والاغتصاب وسلب إرادة نصف المجتمع، رغم أنّ في العالم ما زال المئات بل الملايين من أمثال كرزاي ومن يَفُقهُ رجوعيةً وانتهازيةً.
وأخيرًا –وأنا بطبعي ما كنت ولن أكون فضوليًا- ولكن هذه المرّة كنت أريد أن يخبر هذا الكرزاي كيف سيكون شعوره وشعور زوجته أو إحدى زوجاته -وأظنهم أربعًا- حين يعاشرها هو عنوة وقهرًا واغتصابًا.. أو حين هي تفرض عليه الأمر!!!
كرزاي... مللنا عهد الكهوف ومقتنا عهد الجواري.
http://www.copts-united.com/article.php?A=6388&I=174