الراسل: NOUR
يبدو أن هناك لبَس شديد عند شيوخ الإسلام في تفسيرهم للعقيدة المسيحية حيث تقول فتواهم (النصارى قد انحرفوا عن التوحيد بالله إذ جعلوا المسيح إلهًا وربًا ومن ثم فأماكن عبادتهم هي لغير لله وحده).
مَن أنتم لتفسرون على هواكم المسيحية التي أضاء نورها على العالم وعرفت وعبدت (الإله الواحد الحي الأزلي) وانتشرت وملأت العالم المتحضر المتقدم المتنور قبل أن يوجد الإسلام بقرون عديدة أزمنة طويلة.
من اللياقة واحترام العقائد الأخرى أن لا تفسروا عقيدة ما باجتهادكم المطلق وبدون الرجوع إلى التفسيرات والمراجع الخاصة بتلك العقيدة، كما يفعل القمص
زكريا بطرس في كلامه عن العقيدة الإسلامية دائمًا نجده مستشهدًا بكل التفاسير والمراجع الإسلامية ويذكر أسم المرجع والجزء وحتى رقم الصفحة ولا يفسر من ذاته أو باجتهاده أو يفتي، وآخرها ذكره لجميع المراجع الإسلامية التي تؤكد وجود الناسخ والمنسوخ في الإسلام وهذه هي الطريقة السليمة في تناول الموضوعات العقائدية.
إن جميع المسيحيين في كل بقاع الأرض وعلى مختلف طوائفهم يعرفون ويؤمنون بالإله الواحد الحي الأزلي من قبل أن يوجد الإسلام أو أن يعرفه وسيظلوا هكذا إلى انقضاء الدهر.
ومن المعروف أن فاقد الشيء لا يعطيه ولكن مالك الشيء يقدر بإرادته أن يعطيه.
وهكذا فإن السيد المسيح له المجد كان يملك القدرة على إقامة الموتى وإعطاء الحياة، وبالفعل أقام الميت بعد أربعة أيام من موته وأعطاه حياة، وقد قام هو ذاته من الأموات في اليوم الثالث.
إن مسيحنا له المجد ليس نبي كسائر الأنبياء كما تظنون وتفسرون بأنفسكم، ونحن لا نؤلِّه بشرًا ولا نعبد إنسانًا نبيًا، فإن لم يقم السيد المسيح له المجد من الموت بقوة ذاته ما كنّا آمنّا بلاهوته وأنه الله الظاهر في الجسد.
وهذه هي عقيدتنا المسيحية وإيماننا المسيحي ولكم دينكم ولنا ديننا، وعلى كلاً منّا احترام الآخر ومعتقداته ومقدساته ودور عبادته.
على موضوع: جبرائيل : لدار الإفتاء
http://www.copts-united.com/article.php?A=6396&I=174