الأقباط متحدون
باستغراب شديد وعجب كبير قرأنا أولاً في مجلة روزاليوسف المصرية ثم في الانترنيت السجال اللاهوتي والفكري الذي ذكرنا بأجواء السجالات اللاهوتية التي سمّاها بعض اللاهوتيين الكلدان الكبار المعاصرين بالعقيمة. وحقيقةً وجدنا خلال قراءتنا لرواية عزازيل أن د.يوسف زيدان، ويحمل شهادة الدكتوراه بالفلسفة، وهو مسلم قد أنصف الأسقف نسطور بطريرك القسطنطينية أعظم كرسي في الشرق،
وأخيراً جاءت شهادة حقّ من إنسان فهيم، وعالم جليل، ومثقف من الطراز الجيد، ليقول لكل من وقف ضد القديس نسطور كشخص ومدرسة كفاكم ظلما. القديس نسطور كان عظيماً في التاريخ الكنسي، ويشهد له الأنطاكيون بأنه كان من أتقى النّساك، حتى أنه عندما كان يقدس كانت أصابع اليدين تبدو وكأنها شموع يطير منها شعاع النور. وليراجع الأقباط ما كتبهُ البطريرك يعقوب الثالث(1980+) وهو سرياني يعقوبي مثل الأنبا بيشوي اليعقوبي القبطي والبابا شنودة اليعقوبي القبطي، كيف انه يمدح نسطور ويقف مع بطريرك كنيسته يوحنا الأول الذي حرم كيرلس بطريرك الإسكندرية لمواقفه المتشددة والملتوية. المشكلة ليست في الردّ الذي قال عنه مطران كلداني شهير معاصر، يعرف الأنبا بيشوي كثيراً بأنه ردّ سخيف جداً، وهو يعبر عن آرائه وأفكاره وروحه العدوانية وهو المعرف في الأوساط القبطية كيف أنه ينهش من وقت لآخر لحم الرهبان والأساقفة والمطارنة الذين يفوقونه علماً ومعرفةً وللاهوتاً.
ويعتقد أحد وجهاء الأقباط في أوروبا أنه بعد وفاة البابا شنودة سيقول عنه الأنبا بيشوي كلاماً سيئاً جداً إن لم ينتخبه المطارنة بطريركاً خلفاً له. ونحن نسأل الأنبا بيشوي بناءً على معلومات أخذناها من الأقباط في أوربا، وبعضهم يكرهونه ويقولون أنه سرطان في جسم الكنيسة القبطية، لماذا اعتدى الأنبا بيشوي على الأنبا متاؤس وضربه؟ ولماذا قال كلمات سوءٍ في الأنبا غريغوريوس الإنسان الطاهر والعالم الكبير الذي لا يستحق الأنبا بيشوي أن يصب الماء على يديه؟ ولماذا أفترى على الأب متى المسكين وطالب بحرمه، والأب متى المسكين هو من أهم نساك وأعلام الأقباط منذ القرن الثالث للميلاد وحتى اليوم. فإذا كان الأنبا بيشوي قد تطاول بلسانه الطويل، وقلمه البذيء، وسخافات آرائه التي تدل على ضحالة في علم اللاهوت وبقية العلوم الدينية،
ألا يقف القارئ موقف الدهشة الاستغراب، وهو يريد أن ينال من كاتب مسلم منفتح، وروائي ناجح جمع بين التاريخ والفلسفة والعلوم الدينية في روايةٍ طبعت أكثر من خمس عشر مرة، وما ردّ البهتان الذي يقال أن بعض الرهبان والراهبات كتبوه، لأن الأنبا بيشوي لا يعرف الكتابة، ولا يجيد الكلام، بل اختصاصه زرع الفتن وبث روح التفرقة والانقسام مرةً بين الأقباط والمسيحيين ومنهم البروتستانت ثم الكاثوليك، ومرةً بينهم وبين المسلمين. ونحن النساطرة أبناء كنيسة المشرق القديمة والعريقة، الذين أظهرنا انفتاحاً شديداً من خلال السنودسات المقدسة الأخيرة، نسأل قداسة البابا شنودة الثالث، هل هذه هي الروح المسيحية التي يجب أن يتمتع بها الأنباوات (أي المطارنة) والكهنة الأقباط، أم هي خطة الكنيسة في عهد البابا شنودة أن تكون هناك روح عدوانية، مرةً تتجه سهامها إلى شخصيات قبطية أرثوذكسية مرموقة، ومرةً أخرى إلى شخصيات مسيحية كاثوليكية وبروتستانتية، ومرةً أخيرة إلى شخصيات مسلمة معروفة في المجتمع المصري والعربي. فباسم المسيحيين في أوروبا،
ونحن نتحدى في بلاد الاغتراب الكثير من التيارات والتحديات لكي نحافظ على إيماننا، نشعر بأن الوحدة المسيحية هي سلاح لنا لكي نقاوم كافة التيارات والتحديات الصعبة لتفريقنا نحن المسيحيين، وتمزيقنا كأتباع للسيد المسيح له المجد، نطالب بإلقاء الحرم على من يزرع الفتن بين المسيحيين مثل الأنبا بيشوي، وقذفهم إلى أديرة في البراري، ليعلنوا توبتهم، لأنهم أصبحوا حجر عثرة أمام تقدم الكنيسة المسيحية وازدهارها.
وكما يقول الكتاب المقدس: الويل لمن تقع على يده العثرات. أوربا 19/آب/2009 م
أ.كيفاركيس أيشايا
http://www.copts-united.com/article.php?A=6472&I=175