جاك عطالله
بقلم: جاك عطالله
فى خلال الاسابيع الماضية جرت بالنهر القبطى السياسى والدينى مياه كثيرة وتناقش الاقباط علنا واختلفوا بشدة فيما بينهم على سايتات المواقع القبطية و على صفحات الجرائد وبكافة وسائل الاعلان سواء الشامتة او المؤيدة او البين بين.
قبل زيارة مبارك الاولى التى تم الغائها من قبل مبارك لوفاة حفيده كان هناك شبه اتفاق عام بين قادة المنظمات القبطية على القيامن بمظاهرة كبيرة ضد مواقف الحكومة المصرية التي ساهمت في سلب الكثير من الحقوق للأقباط ومحافظة المنيا خير دليل.
خلال الشهور التى مرت بعد وفاة حفيد الرئيس قامت الدولة بكامل اجهزتها بالتخطيط لتفكيك وحدة المنظمات القبطية لاغراء البعض على السكوت ومعارضة المظاهرات أثناء وجود الرئيس مبارك بواشنطن، وبعض الاقباط ابتلعوا الطعم الشرير و عارضوا المظاهرات طمعا فى حل القضية القبطية او على الاقل اثارتها فى وجود الرئيس بواشنطن.
اعرف ان اختلاف الاقباط نعمة و ظاهرة صحية ولكن لكى يكون صحيا و نعمة على الاقباط وعلى مصر يجب ان يكون باطاره الصحيح وبمكانه وزمانه الصحيح لكى يؤتى ثماره سرحت بنظرى بعيدا على الاقل خمسة سنوات و تصورت ان دعوة اساتذتى قادة الاقباط ودعوتى و دعوة الدكتور صبرى جوهرة ودعوة المهندس شريف منصور والدكتور ايهاب الخولى والاستاذ شفيق بطرس لاقامة البيت القبطى او الكونجرس او البرلمان القبطى قد اقتنع الاقباط بها و تم تكوينه واجتمع الموافقين على انشائه بغرفة الكترونية محصنة من الاختراق بطريقة دورية و تمت مناقشة كل المواضيع بداخل هذا البرلمان الذى يضم معظم الشخصيات النشطة و يضم كافة الاتجاهات القبطية من كافة قارات العالم هل كان سيحدث هذه الخلافات العلنية و التفكك الحالى بكل قضايا الاقباط وخصوصا القيام بمظاهرة او الامتناع عنها ؟؟
ام كانت ستتم مناقشات صريحة بين النشطاء فى داخل البرلمان بعدما نتفق على ان القرارات تتخد باغلبية مطلقة او نسبية حسب اللائحة المتفق عليها مسبقا وان على المختلف ان يشرح وجهه نظره بحرية تامة وصراحة داخل البرلمان و يمتنع ان كان رايه راى الاقلية ان يثير اى مشاكل خارجية للبرلمان القبطى؟؟
هل كان سيحدث الخلاف العلنى و تشتت اصوات الاقباط وحيرتهم بين قادة المنظمات المتضاربة والتى تغذيها الصحف الحكومية المصرية وصحف الاخوان؟؟
هل كان سيحدث الخلاف الشديد بين ممثل الكنيسة الموفد لمقابلة اقباط المهجر الانبا يؤانس واقباط المهجر على طلبه الا يتظاهروا وان تظاهروا عليهم عدم رفع اى مطالبات قبطية وانما يتظاهروا فقط للترحيب بالرئيس رغم سجله المخزى وجرائمه المتصاعدة ضد الاقباط وانكاره عليهم حتى ان يبنوا كنيسة او يصلوا بمنازلهم امنين ؟؟؟
الم يكن من الاسهل لنا جميعا ان يكون لنا بيت سياسى او برلمان قبطى يمثل معظم الاتجاهات الرئيسية للاقباط داخل وخارج مصر وان يحضر لنا قداسة الانبا يؤانس او غيره ليحدث الممثلين السياسيين للاقباط فى برلمانهم الافتراضى على الانترنت و يشرح وجهه نظره بكل احترام ووداعة ونرد عليه ونتناقش معه بنفس الاحترام لنوضح وجهه نظرنا ونتفق على حلول عملية بدلا من حوار الطرش هذا والذى يؤدى بالضرورة الى تفكك الاقباط و انصراف الكثيرين ممن يريدون التنسيق معهم من القوى والدول والمنظمات العالمية لعدم جدية الاقباط بالتنسيق فيما بينهم و خلافاتهم العميقة والعلنية و تضارب مصالحهم فاصبحت المنظمات القبطية مثل المنظمات الفلسطينية تتقاتل حتى اضاعت القضية الفلسطينية وهذا هدف حكومى مصرى تخطط له مصر الوهابية منذ 1952؟؟ونساعدها بامتياز كاقباط ؟؟
اعرف ان التخيل سهل و التنفيذ صعب ويحتاج لعزم الرجال و صلاة جماعية حارة ان يضع الله يده قبل يدنا و يقنع المخالفين والخائفين انه حتى ان كان هدفهم تحقيق مصالح شخصية فان هذه المصالح الشخصية لن تتحقق فى ظل التشرذم القبطى و لؤم و اجرام الدولة - و اكبر مثال حديث جدا هو من طمعتهم الدولة المصرية الرسمية بلقاء الرئيس مبارك و بالنهاية الغى الاجتماع المزعوم بعدما حقق هدف الدولة بشرذمة الاقباط وتعميق خلافاتهم كما حدث مئات المرات قبلها وللاسف لم يحصلوا على اى مكاسب شخصية و للعلم ان وقف اضطهاد الاقباط الحكومى لن يتم الا بعمل جماعى لاقباط الداخل والخارج معا يتم فى برلمان سياسى قبطى .
و المثال الاخر لسلبية الدولة يتمثل بدفع الاقباط الى عدم العمل خارج مصر وخداعهم ان حل المشكلة ياتى بالداخل .
البرلمان القبطى ضرورة حتمية والف باء العمل السياسى ولن يتدخل الكونجرس فى عمل او استقلالية اى منظمة حالية او مستقبلية لكنه برلمان يجمع كل اتجاهات الاقباط داخل وخارج ويكون الوعاء الشرعى لهم امام الحكومات و المنظمات الدولية.
طبيعة البرلمان ان يجمع اراء و اشخاص مختلفة و يتم التداول داخل البرلمان بين الكتل فى صراحة ووضوح و يهدف البرلمان للتنشيط السياسى للاقباط وخلق كوادر قبطية قادرة على المناورة السياسية وانتزاع حقوق الاقباط بالوسائل السلمية و تكوين قوة سياسية مؤثرة وناعمة بالوقت نفسه ---متخدين الاية كونوا بسطاء كالحمام و حكماء كالحيات . --
البرلمان له حق الاتصال بكل الدول والمنظمات على تساعده على تحقيق هدفه الاسمى وهو تحويل مصر الى دولة علمانية ديموقراطية يتمتع فيها كل المصريين حاملى الجواز الاخضر بنفس الحقوق وتكون عليهم نفس الواجبات و يكون من ضمن نشاطاته الاساسية مد اليد لليبراليين و المتعقلين المسلمين للتغيير السلمى المتحضر للقوانين الحالية والاتجاه السياسى القائم على تحالف العسكريين مع الاخوان الذى ادى لخراب مصر.
مع العلم بان الدولة المدنية المصرية الحديثة والمتحضرة ستكون بصالح المسلمين قبل الاقباط وباغلبية كبيرة اربعة مسلمين سيستفيدو من نعمة الدولة المدنية الديموقراطية مقابل كل قبطى حسب التعداد الحقيقى كخطوة متقدمة فى سبيل تكوين البرلمان القبطى ادعو الاساتذة الاجلاء الذين اتت أسمائهم فى القائمة المبدئية التى تم اعلانها بالمقال الاول الى ارسال ارائهم عن رغبتهم فى الاشتراك من عدمه و تصورهم لاجندة واهداف البرلمان الى الايميل التالى jacques_1234567@yahoo.com و نرحب ايضا بايميلات اخرى تصل من كل غيور على القضية القبطية والقائمة غير نهائية و سيتم غربلتها بعد رسوخ الفكرة ووضوح الهدف امام الاقباط ..
اكرر انه ظهرت خطورة عدم وجود برلمان قبطى على القضية القبطية برمتها بعد التصاعد الخطير فى مواجهه الحكومة المصرية للاقباط بالداخل واستفرادها بالكنيسة المصرية بعد اختراقها و بعد التضارب الشديد بالمواقف من التظاهرات ضد حكومة مبارك اثناء زيارته و بعدما تبين حجم المؤامرة والخديعة ضدهم بعدم اعلان موعد الزيارة الا قبلها بمدة قصيرة و اخذ السفارة المصرية تصاريح مسبقة بالاماكن المخصصة للتظاهر وبعد اجبار الحكومة للكنيسة على تنييم الاقباط ومنعهم من التظاهر و الطلب منهم ان يحضروا فقط للترحيب بالرئيس وتقديم خالص العزاء بوفاة حفيده بدلا من الاعلان الواضح الصريح عن رفضهم للخطة الوهابية الرئاسية المصرية لتصفيتهم واسلمتهم بالاضطهاد والاذلال و الاسلمة القسرية بالافقار المتعمد والمخطط
كفانا اضاعة للوقت لثمين و لن ننظر للوراء ولن نبكى المجد الضائع كالنساء فتشددوا وكونوا رجالا فى الحق وهلموا لنبى يدا بيد وكتفا بكتف اسوار اورشليم المهدمة والمداسة ليس بايدينا الضعيفة التى ليس لها قيمة ولكن بقوة عمل الله مع الجماعة وهو من قال ان اجتمع اثنين او ثلاثة باسمى ساكون بوسطهم و ها نحن نفعل قدر طاقتنا البشرية الضعيفة
و تذكروا ان الهنا غيور و لا يساعد الا من يساعدوا انفسهم اولا ويعملوا العمل البشرى القادرين عليه ثم يعمل هو عمله المعجزى فعندما اقام لعازر من الموت طلب من المحيطين ان يدحرجوا الحجر و لم يامر الحجر بالتحرك من تلقاء نفسه رغم قدرته الالهية على فعل ذلك -- وعندما نقل جبل المقطم امر المسيحيين بالصلاة الجماعية قبلها و التضرع والصيام ثلاثة ايام فانخلع الجبل من اساساته و تقطم و عندما اشبع الجموع طلب احضار الخمس ارغفة والسمكتين اولا وعندما حول الماء لخمر امر بملء الاجران بالماء وهذا هو عملنا الذى نقدر عليه و الاساسى لكل يبدأ الله عمله
هلموا يا اخوتى نكون البرلمان او البيت القبطى فاليوم يوم خلاص و ثقوا ان الله سيكمل بالتأكيد ضعفاتنا وهو القائل قوتى فى الضعف تكمل و المسار سيصحح نفسه ويكتمل بعد بدء الخطوات العملية الضرورية...
و للمقال بقية
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=6474&I=176