مدير مكتب عمر سليمان: لدىّ شكوك حول طبيعة وفاته.. وممكن يكون فيه حاجة إحنا مانعرفهاش

الوطن

فى إطلالة رجل مخابرات مخضرم لا يمكن أن تخطئها العين، وبنظرات ثابتة ثاقبة تخفى أكثر مما تظهر، كشف اللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق ورئيس جهاز المخابرات العامة، عن أن لديه شكوكا حقيقية حول وفاته فى أمريكا، وقال فى حواره لـ«الوطن»: «لأول مرة، بخبرتى كرجل مخابرات سابق، لدىّ شكوك وريبة فى طريقة وفاة اللواء سليمان، خصوصاً أن التقرير الطبى حول أسباب الوفاة لم يكتب فيه سوى أنه مات بسكتة قلبية مفاجئة!».
 
 
حسين كمال الذى اشتهر لدى الرأى العام بالرجل «الواقف ورا عمر سليمان» وقت إعلان خطاب تنحى مبارك، عمل مع سليمان منذ عام 83 أى ما يقارب الـ30 عاماً، ويُعد صندوقه الأسود وكاتم أسراره. أشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين فصيل سياسى وطنى ولا يمكن قبول الشائعات التى تزج بهم فى إمكانية اغتيال سليمان فى مشفاه فى أمريكا، وقال: «هو كل ما تقع مصيبة فى البلد نقول الإخوان؟ لماذا نهاجمهم بهذه القسوة؟ هل لأنهم أقوى فصيل سياسى على الساحة ويعملون فى السياسة منذ 80 عاماً وهذا حقهم تماما؟»، ونفى أن يكون سليمان قد هدد الإخوان بفتح ملفاتهم السوداء، وأكد أن شائعة اغتياله على أيديهم نتيجة لميراث عميق من الكراهية لتعذيبهم الشخصى لهم على مدار عشرات السنين فى المعتقلات والسجون، وقال منفعلا: «أقول لأى حد عذبه سليمان كما يقول أن يأتى لنا بنفسه ويقول متى وأين وكيف جرى ذلك باليوم والتاريخ وكان فوق الأرض أم تحتها، فسليمان لم يعذب أحداً يوماً ما».

«الإخوان المسلمون» فصيل سياسى وطنى.. وعمر سليمان لم يعذب أحداً منهم.. ولو كانوا يريدون قتله لاغتالوه فى مصر
وإلى نص الحوار:

* كيف أُبلغت بنبأ الوفاة؟
- كلمنى على التليفون ابنتاه اللتان كانتا ترافقانه فى مستشفى كليفلاند، وقالت لى إحداهما إن اللواء عمر سليمان توفاه الله.
 
 
* دار بينكم حديث تليفونى قبل وفاته بـ4 ساعات تقريباً.. فهل كان يخشى من أمر ما أو أثار انتباهه أى تصرف غير طبيعى؟
 
- لا لم يحدث.. المكالمة كانت قصيرة للغاية، وكان لسه صاحى من النوم، وبيتكلم طبيعى ونصها: «إزى حضرتك يا فندم؟ فقال لى: الحمد لله، وأخبارك إيه؟ وأخبار مصر إيه؟ والناس عاملة إيه؟ فقد كانت مصر هى شاغله الأول.. وهو لم يكن يخاف الموت لأنه كان رجلا مؤمناً بالله تماماً ولم تشغله كثيراً قصة الحياة أو الموت.
 
* لماذا تأخرت إجراءات انتقال الجثمان من أمريكا إلى القاهرة عن الموعد المعلن بيومين تقريباً؟
- لقد كانت هناك العديد من الترتيبات التى يجب إجراؤها فى إطار البروتوكولات الرسمية، حيث أبلغت هاتفياً المجلس العسكرى وجهاز المخابرات العامة، وكل منهما أدى واجبه على أكمل وجه، كما أُرسل الملحق العسكرى فى سفارة مصر بواشنطن للمستشفى لإنهاء الإجراءات.
 
* ما السبب فى أن الجثمان لم يأت على طائرة مصر للطيران؟
- لأن عمر سليمان لم يكن شخصاً عادياً، فقد تولى مناصب سيادية كبرى، منها رئيس جهاز المخابرات العامة ونائب الرئيس السابق، لهذا كان من المنطقى أن تخصص له طائرة خاصة.
 
* إذن كان البديل أن تكون طائرة خاصة من مؤسسة الرئاسة وليست طائرة أمريكية مؤجرة؟
- الرد على هذا الكلام يُعد انتقاصا من قدر وقيمة اللواء عمر سليمان ولا يمكن التعليق عليه.
 
* من الذى دفع تكاليف تأجير الطائرة الأمريكية، خصوصاً بعدما أشيع أنها ملك لرجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس؟
ما قيل عن ملكية «ساويرس» للطائرة التى أقلت الجثمان غير صحيح.. ومصر تحملت ثمن نقله
- هذا الكلام غير صحيح بالمرة، والطائرة لا تخص ساويرس، أما من دفع تكلفة تأجير الطائرة لنقل الجثمان، فهناك جهات عديدة ممكن أن تكون دفعت هذه التكلفة، ما بين جهاز المخابرات العامة والأجهزة المختصة، وممكن الشعب المصرى! كل ما يمكن قوله إن مصر هى التى دفعت التكلفة وليست أمريكا، وكل ما يهمنى فى هذا الأمر أن الجثمان وصل إلى مصر مكرماً.
 
* لماذا لم يستكمل اللواء عمر سليمان علاجه فى مصر، حيث يبدو أن وضعه الصحى لآخر لحظة لم يكن مُعقداً؟
- لقد تابع حالته الصحية بالفعل فى مستشفى وادى النيل، ولكن زيادة فى الاطمئنان قرر الذهاب إلى ألمانيا ومنها نصحوه بالذهاب إلى كليفلاند، خصوصاً أن جسمه بدأ يضعف بسبب قلة الأكل وفقد الكثير من وزنه بدرجة كبيرة، وقد سافر إلى ألمانيا ثم إلى أبوظبى ومنها إلى لندن ثم إلى كليفلاند، وسبب هذه الجولة أنه جرى تشخيص المرض فى مصر على أنه يعانى من ضعف فى عضلة القلب أدى إلى خلل فى وظائف الكلى، لهذا سافر أولا إلى ألمانيا ليتابع مع مركز متخصص فى هذه الحالة، وأجرى هناك العديد من الفحوصات التى أشارت إلى أن هذا الضعف يؤدى إلى تجمع المياه فى الجسم ومنها إلى الرئة، وهو ما سبب له كثيراً ضيقاً فى عملية التنفس، وكان يعانى منه كثيراً، فقد كان لا يستطيع النوم بسبب هذه الحالة.
 
* صرحت أكثر من مرة أن وفاة اللواء عمر سليمان كان وراءها العامل النفسى بدرجة كبيرة، فهل جرى عرضه على طبيب نفسى متخصص فى أيامه الأخيرة؟
- لا، لم يحدث إطلاقاً، وما كان يعانيه سليمان لم يصل إلى مرحلة الاكتئاب التى تحتاج إلى الطب النفسى للعلاج، لكن حالته النفسية كانت سيئة شأنه شأن معظم المصريين القلقين من المجهول وما ينتظر مصر من مصير لا يعلمه إلا الله، ويمكن تلخيصها فى أنها مجرد متاعب نفسية.
 
* هل كان من المنطقى عدم حضور الرئيس محمد مرسى جنازة رجل دولة بحجم عمر سليمان، خصوصاً أنه قرر إقامة جنازة عسكرية له؟
- أعتقد أن المشهد برمته كان طبيعياً جداً، ولا ألوم الرئيس مرسى على أنه لم يحضر لأن هذا القرار فى النهاية يخصه وحده، ولا يمكن أن نربط بين حضوره أو عدمه وبين معطيات ترددها الناس، فرئيس الجمهورية فى أى دولة لديه ارتباطات وأجندة مواعيد والتزامات خاصة بمنصبه، وهو على فكرة كان (حابب) أنه يمشى فى جنازة سليمان ويحضر مراسم الصلاة على جثمانه لكن ما حدث فى ذلك اليوم من ترتيبات مختلفة هى فى النهاية تخصه وحده.
 
* هل صحيح أنه تلقى تعليمات مباشرة من المرشد العام للإخوان والمهندس خيرت الشاطر بعدم حضور الجنازة فى آخر لحظة، لاعتبارات خاصة تخص تاريخ علاقة الجماعة بسليمان؟
- لا أعرف عن هذا الأمر شيئاً، ولقد تناقلت وسائل الإعلام الكثير من هذه الأمور، وفى الغالب مثل هذه الأمور تكون غير دقيقة.
 
* هل قدم الرئيس مرسى العزاء شخصياً لعائلة سليمان عوضاً عن عدم حضوره؟
- لم أسألهم فى هذا الأمر، ولا أعرف إن كان مرسى فعل ذلك أم لا، لكنه أرسل مندوباً عنه فى الجنازة العسكرية.
 
* يتردد بقوة فى الأوساط الإعلامية والسياسية حالياً أن سليمان لم يمت فى مستشفى كليفلاند نتيجة أزمة صحية، بل نتيجة لحضوره الاجتماع الأمنى فى دمشق مع مسئولين سوريين؟
 
- أنا أكبر من أن أرد على هذه التفاهات والمهاترات التى لا طائل منها، ومن ثم لا تعليق عليها لأنها فى الحقيقة انتقاص من قدر مصر واللواء سليمان.
* مذيع قناة الجزيرة فيصل القاسم أكد أن لديه شهود عيان رأوا جثة سليمان شبه متفحمة قبل دخولها المستشفى، وأن الطاقم الطبى فشل فى إنقاذه؟
 
رواية فيصل القاسم عن جثة سليمان المتفحمة مجرد حلم سخيف.. و«سليمان» لم يكن لديه خصومة مع نظام «الأسد» حتى يخطط لاغتياله
- ربما يكون رأى هو وشهوده هذه القصة فى الحلم، حتماً كان يحلم، لأنها أضغاث أحلام يقظة سخيفة!
 
* خرج أحد الضباط المنشقين عن نظام الأسد واعترف بأن بشار كان يخطط فعلياً لاغتيال سليمان، فلماذا لا نتوقع ذلك؟
- ليس عندى معلومة بهذا المعنى، وعمر سليمان لم يكن يوماً معادياً لنظام بشار الأسد، وجهاز المخابرات العامة لم يعادِ فى أى يوم من الأيام أى نظام فى أى بلد.
 
* مع كل هذا النفى فإن الرأى العام غير مصدق القصة التى خرجت بها المستشفى الأمريكى عن أن سبب وفاته جاء جراء إصابته بمرض نادر (داء النشوانى Amyloidosis)؟
- الحقيقة أن ما يتردد حول إصابته بهذا المرض النادر لم أسمعه من قبل، ولم أكن موجوداً معه فى أمريكا حتى أعرف صحة هذا التشخيص.
 
* ألم تقل لك أى من ابنتى سليمان إنهما شاهدتا تحركات مريبة أو أمورا غير طبيعية أثناء مرافقتهما له فى المستشفى قبل الوفاة؟
- حتى لو كان سليمان تعرض لأى محاولة اغتيال فى المستشفى فكيف لهم أن يعرفوا؟ عندما تدخل المستشفى ويعطى لك شخص ما حقنة، هل يعرف المريض ما الذى وضع فى هذه الحقنة، وما هوية الذى يعطيها له؟ لكن لو كانتا شاهدتا شيئاً مريباً كانتا تحدثتا على الفور معى.
 
* هل يعتبر هذا النفى مؤكدا من ناحية أخرى لشكوك تفرض نفسها بقوة حول السبب الحقيقى للوفاة؟
- لا، هذا ليس نفياً، وأنا كضابط مخابرات سابق فإن الشك والريبة موجودان لدىّ بقوة، لكننا لا نملك أية أدلة على نفى هذه الشكوك، وممكن يكون فيه حاجة إحنا مانعرفهاش، فكل ما نملكه الآن هو التقرير الطبى الصادر من المستشفى الذى يقول إن سليمان مات نتيجة سكتة قلبية مفاجئة فقط، وقد يكون هذا التقرير غير كافٍ.
 
* هل من الممكن الحصول على نسخة من هذا التقرير الطبى؟
- لا، لأنه أودع لدى الجهات السيادية المختصة.
 
* هل مصر فتحت تحقيقا رسميا فى أسباب الوفاة الحقيقية أم اعتمدت فقط على نتيجة التقرير الطبى؟
- لا أعرف، يسأل فى ذلك جهات الاختصاص فى الأجهزة السيادية، لكنى لا أملك معلومة، وإذا ما توفرت أى معلومات جديدة فسيكون وقتها لكل حادثٍ حديث.
 
* إذا كانت لديكم هذه الشكوك فلماذا رفضت عائلة سليمان إعادة تشريح الجثة فى البلاغ المقدم من أحد المواطنين للنائب العام؟
- أسرة اللواء سليمان لم يقدم أى منهم بلاغاً رسمياً بذلك، لكن يجب الإشارة هنا إلى أن جدية البلاغ هى التى تحدد البحث فيه أو حفظه، فلكى يكون بلاغاً حقيقياً يعتد به لا بد أن يستند لمعلومات مؤكدة يمكن أن تقرأ وتفحص حتى يجرى العمل عليه.
 
* إذا كنت تعتبر كلام فيصل القاسم مجرد أضغاث أحلام، فماذا عن الاتهامات التى تطال جماعة الإخوان، ومن ورائهم حماس، حول إمكانية ضلوعهم فى اغتيال سليمان؟
- أنا بصراحة احترت واحتار دليلى فى من يطلق هذه الشائعات، والسؤال هو لماذا يفكر الإخوان فى اغتيال سليمان -منفعلا- مين اللى قال؟ مين اللى قال؟
 
* لأن سليمان وجَّه إليهم تهديدات مباشرة بفتح الملفات السوداء لأعضائها فى الوقت المناسب.
- طيب ما سليمان كان أمامهم لمدة عام ونصف منذ ثورة 25 يناير، لماذا يفكرون فى اغتياله فى أمريكا وليس فى مصر؟ الإخوان المسلمون لو كانوا عاوزين يغتالوا سليمان كانوا اغتالوه فى مصر أقرب من أمريكا، وقبل أن نتهمهم يجب أن يكون لدينا دليل، وهذه اتهامات باطلة وظالمة، وهم فى النهاية فصيل سياسى مثل أى فصيل آخر، والفرق عندهم أنهم مرتبين ومخططين، ولديهم من الحنكة السياسية الكثير نتيجة ممارستهم للعمل السياسى على مدار 80 عاماً، فهل علشان هما مرتبين ومنظمين نلصق بهم أى تهمة؟ وهل يعنى أنى أختلف معك سياسياً أن أغتالك؟ الخلاف السياسى شىء والاغتيال شىء آخر.
 
* هل هذا يعنى أن أى شبهات تحوم حول الإخوان هى باطلة؟
- الإخوان جماعة وطنية، وفصيل سياسى من حقه أن يمارس نشاطه بحرية، وهل لأنهم يمارسون حقوقهم السياسية نحاسبهم على أنها جريمة؟ وأى شىء ممكن يحصل فى البلد يبقى هما اللى وراه؟ هذا أمر غير مقبول.
 
* إذا كان هذا موقفك من الإخوان، فبم تفسر تصريحات عصام العريان (القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة) التى اعتبرها البعض من قبيل الشماتة فى وفاة سليمان؟
- جهاز المخابرات العامة ملك للشعب المصرى يؤدى رسالة وطنية لحماية مصر ولا علاقة له بأفراد سواء كانوا أحياء أو أمواتا، سواء كان اللواء سليمان رئيسه أو غيره، ولا تعليق لى على آراء أشخاص لأننا فى دولة ديمقراطية، فليقل ما يريد من وجهة نظره، المهم أن تكون لديه حقائق تدلل على مصداقية ما يقول.
 
* لكن الإخوان يعتبرون عمر سليمان جلّادهم الأول فى عهد مبارك؟
- يقولوا لنا عذب مين وفين وحصل فى أى مكان وعمل الكلام ده مع مين وتحت الأرض ولّا فوق الأرض، وييجى أى حد يواجهنا بده بشكل مباشر.
 
* ألم يكن للواء عمر سليمان خصومات شخصية من أى نوع؟
- لا، على الإطلاق.
 
* لكنه تلقى العديد من التهديدات بالقتل؟
- هذا صحيح، وكان معظمها برسائل على الموبايل، لكن طبيعى ألا يجتمع الناس كلهم على شخص واحد فى المحبة.
 
* ألم تبحثوا وراء هذه الرسائل؟ وهل غيّر اللواء سليمان من روتينه اليومى بعد تلقيه هذه التهديدات؟
- لا أبداً، فسليمان كان لا يلتفت للأمور التافهة والصغيرة، وكان يعتبر هذه التهديدات تفاهات ولم يهتز دقيقة واحدة أمام أى من هذه التهديدات أو يغير من عاداته اليومية أو حتى يرتدى قميصاً واقياً من الرصاص، فنحن فى النهاية ضباط جيش كنا نرى الرصاص يتطاير من حولنا طوال الوقت فى الحرب.
 
* لكن هناك محاولة اغتيال فعلية جرت فى 29 يناير 2011، ما يعنى أن هذه التهديدات لم تكن مجرد رسائل موبايل، ولم يكشف عن المتورطين فيها حتى اليوم؟
- إحنا بنحب بس نعمل حواديت، وهذه الحادثة ليس بها أى علامات استفهام من أى نوع، فهل بالضرورة أن يجرى الكشف عن الجناة لأى جريمة؟ ففى كثير من الجرائم لا يجرى التوصل إلى الجناة.
 
* قد أتفهم أنه من غير الجائز الإفصاح عن هوية الجناة لاعتبارات تتعلق بالأمن القومى، خصوصاً أننا نتحدث عن محاولة اغتيال رئيس جهاز المخابرات العامة وليس أى شخص عادى، لكن لا بد من وجود جناة ولا يمكن أبداً أن تقيد القضية ضد مجهول؟
- الجناة هربوا، وقُتل الحرس والسائق، وإذا كان ألقى القبض على أى منهم كنا سنملك دليلا على مدبر الحادث، ووقتها كانت أزمة الانفلات الأمنى على أشدها ولم يكن هناك مجال لإمكانية القبض على الجناة، ولو قبض على الجناة كانت كل مصر عرفت، مابقاش فيه حاجة تستخبى فى مصر.
 
* أشارت تسريبات صحفية إلى أن اللواء سليمان لم يكن لديه أى مشكلة فى التوكيلات التى بسببها أزيح من السباق الرئاسى، ولكن وطنيته هى التى جعلته يوافق على الانسحاب كى يتزن المشهد السياسى حال خروج الشيخ حازم أبوإسماعيل وخيرت الشاطر؟
* لا تعليق.. وقوانين اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية احتُرمت وكانت على الكل وليس على عمر سليمان فقط، ولا علاقة أبداً ما بين خروج سليمان وخروج أبوإسماعيل أو الشاطر.
 
* أين وضع اللواء عمر سليمان مذكراته الشخصية التى قرر أن يكتبها قبل وفاته، خصوصاً أن الصحفى مصطفى بكرى أشار إلى أنه أبلغه بذلك شخصياً.
- سليمان ما لحقش يكتب سطرا واحدا من هذه المذكرات، هو فعلا أعلن أنه سيبدأ فى كتابتها لكن مع حالته النفسية السيئة لم يقوَ على كتابة كلمة واحدة.
 
* ما الموقف الذى اهتز له عمر سليمان من أعماقه فى فترة الثورة؟
- على المستوى المهنى سليمان لم يكن يهتز أبداً، فقد كان قويا وذا رباطة جأش لا تقارن، لكن على المستوى الإنسانى أعتقد أنه من أصعب المواقف التى عاشها هو لحظة إعلان خطاب التنحى، ليس من أجل مبارك لكن من أجل مصر فهو كان رجلا وطنياً مخلصاً، وكان خائفاً على مصير مصر بشكل كبير لدرجة أن صوته اهتز وهو يلقى الخطاب، فلقد كان حزيناً للغاية.
 
* من كان يزور اللواء سليمان قبل سفره الأخير، خصوصاً من الشخصيات العامة؟
- لا أحد.. فضريبة عمله فى هذه المهنة العظيمة ألا يكون له أصدقاء.
 
* هل ترك سليمان وصيته؟
- لا أعرف، تسأل فى ذلك أسرته، وبصفتى مدير مكتبه لا أعرف هذا الأمر.
 
* ما هو مصير الوثائق التى كانت بحوزة سليمان بحكم منصبيه السياديين السابقين (رئيسا للمخابرات العامة ونائبا لرئيس الجمهورية)؟
- لا توجد وثائق أو مستندات تخص مصر أو الأمن القومى توجد عند اللواء عمر سليمان أو ورثته، لأنها ملكية الدولة وليست ملكية أشخاص، لا هو ولا غيره سواء رئيس مخابرات سابق أو قادم، فهذه ملكية أمن قومى وملك للجهاز فقط وليس لأفراد.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع