الشرق الأوسط
تخلصت إسرائيل من عبء التدخل في المشاكل الداخلية بين العائلات الفلسطينية في بعض مناطق «ج» من الضفة الغربية التي تخضع أمنيا وإداريا لسيطرتها، وسمحت للشرطة والأجهزة الأمنية الفلسطينية بدخول هذه المناطق بأعداد كبيرة لفض الخلافات التي تستخدم فيها الأسلحة النارية عادة.
وقبل أعوام لم يكن مسموحا للشرطة الفلسطينية بدخول هذه المناطق، وفي منطقة بيت لحم مثلا أسفر شجار استمر عامين بين عائلتين كبيرتين، وأسفر عن قتل أربعة من الطرفين من دون أن تستطيع السلطة التدخل مباشرة.
أما اليوم، فما أن اشتبكت عائلتان، في قرية حوسان في الريف الغربي، من بيت لحم، حتى حضر العشرات من رجال الشرطة بتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، وتمكنوا خلال وقت قصير من اعتقال نحو 200 من العائلتين. وقال أحد رجال الأمن المشاركين في الاعتقالات لـ«الشرق الأوسط»، «لقد فوجئوا برجال السلطة بزيهم الرسمي وأسلحتهم في منطقة يمنع علينا دخولها واعتقلنا أعدادا كبيرة من العائلتين». وتفاخر السلطة لأنها خلال شهور قليلة اعتقلت تجار مخدرات وأسلحة ومطلوبين للأجهزة الأمنية، وصادرت مواد فاسدة ومخدرات ومسروقات وأموالا مزيفة. وفجر أمس، أسفر شجار عائلي مسلح في قرية بردلا في محافظة طوباس شمال غور الأردن عن مقتل شاب، وإحراق خمسة منازل، ولولا تدخل الشرطة الفلسطينية واعتقالها لحوالي 44 من المتشاجرين بينهم المتهم بالقتل، لتصاعد الشجار وأوقع مزيدا من الضحايا.
وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للشرطة، إن الشاب حسني زياد عبد صوافطة، 23 عاما، قتل في القرية جراء إطلاق النار عليه من مسدس 14 عيار 9 ملم. وأكد البيان أن قوة من الأجهزة الأمنية تحركت على الفور إلى القرية لفض الشجار والسيطرة عليه، فاعتقلت الشخص المتهم بالقتل وضبطت مسدسا وخرطوشا استخدما في جريمة القتل، كما اعتقلت 5 أشخاص متهمين بالاشتراك في عملية القتل، و38 شخصا للاشتباه بهم في إحراق المنازل.
وبقيت الشرطة لساعة متأخرة من الفجر للسيطرة على الشجار ومنعا لحدوث أي عمليات ثأرية.
وقال مدير شرطة طوباس المقدم محمد تيم، إن جهاز الشرطة دائما على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي حدث مخل بالقانون بغض النظر عن الزمان والمكان، وانه لن يسمح لأحد بأخذ القانون بيده، لأن النظام والقضاء هما من يضمنان إعادة الحقوق للمواطنين.
وتحولت مناطق «ج» إلى ملاذ للفارين من وجه السلطة، قبل أن يسمح لها بالعمل في هذه المناطق. وقالت مصادر أمنية في مدينة الخليل لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا المناطق تحولت إلى وكر للمجرمين ومهربي المخدرات والفارين من وجه العدالة. وكشفت المصادر، أنه رغم المنع الإسرائيلي، فإنه يتم أحيانا اعتقال بعض المطلوبين عبر عمليات خاصة ينفذها رجال شرطة باللباس المدني.
http://www.copts-united.com/article.php?A=6529&I=177