"ابنى يرقد فى المستشفى بين الحياة والموت، يردد الشهادتين..كان جاى من صلاة العصر.. وحاول يفض مشكلة بين المسلمين والأقباط..كان جزاؤه أن يحرق جسده.. ومنه لله القمص تكلا" كانت هذه الكلمات لـ"محمد حسن" "52 سنة" مدير مالى بإحدى الشركات الغذائية، ووالد "معاذ" الذى أصيب فى الأحداث المؤسفة التى شهدته قرية "دهشور" بالبدرشين جنوب الجيزة بين المسلمين والأقباط.
التقى "اليوم السابع" والد المصاب الذى سرد تفاصيل الساعات الصعبة على الأسرة بأكملها عندما شاهد ابنه "معاذ" تتساقط أجزاء من جسمه بسبب الحروق التى أصابت معظم جسده، موضحا بأن "معاذ" "25 سنة" أكمل تعليمه وسافر إلى السعودية للعمل كممرض منذ 3 سنوات، وأنه كان خلال الأيام الماضية فى إجازة قصيرة لقضاء شهر رمضان برفقة أسرته، ويوم الحادث كان عائدا من المسجد عقب أدائه صلاة العصر وفوجىء باشتباكات بين "سامح" المكوجى القبطى وبين كهربائى مسلم يدعى "أحمد" بسبب الاختلاف على قميص خاص بالأخير حرقه الأول، ومن ثم إلقاء المكوجى وأقاربه زجاجات المولوتوف على المسلمين بكثافة، فأسرع "معاذ" متطوعا فى محاولة منه لوأد الفتنة والسيطرة على الموقف، وتهدئة الأجواء بين المسلمين والأقباط إلا أنه تم إلقاء زجاجة مولوتوف عليه أحرقت معظم جسده.
وأضاف الأب أنه تسرب إلى مسامعه إصابة ابنه فى معركة بين المسلمين والأقباط فأسرع إلى مكان الأحداث، حيث وجد "معاذ" ملقى على الأرض لا يستطيع الكلام وأجزاء من جسده تتساقط، فحمله برفقة أقاربه ونقلوه إلى مستشفى إسلامى بالقرية، حيث تلقى الإسعافات الأولية ونظرا لخطورة حالته الصحية وإصابته بحروق بلغت 75 % تم نقله إلى مستشفى كوبرى القبة بعدما تدخل اللواء أحمد سالم الناغى مدير أمن الجيزة وطلب بسرعة نقله لتعافيه فى وقت أسرع.
وأشار الأب إلى أن ابنه يرقد على فراش المرض بين الحياة والموت يردد الشهادتين باستمرار، لا يستطيع التحدث مع أحد، وأنه ضحى بنفسه من أجل إنقاذ القرية من فتنة طائفية كادت أن تطيح بالطرفين، لافتا إلى أن القمص "تكلا" قسيس الكنيسة تقاعس عن التدخل فى المشكلة وحلها، وأنه يعزز من موقف الأقباط باستمرار سواء كانوا على صواب أو على خطأ، حتى قويت شكوتهم وطاحوا فى الجميع، على حد قوله.
وتابع الأب بأن الغضب سيطر على أهالى القرية بأكملها من المكوجى القبطى، وعلم هو عن أنباء مفادها اعتزامهم الانتقام من المكوجى، وهو الأمر الذى جعله يذهب إلى مسجد الجمعية الشرعية بدهشور ويصيح فى الأهالى طالبا منهم الدعوات لابنه وعدم اللجوء للقوة.
ومن جانبه، رد القمص "تكلا عبد السيد خليل" بأنه وقت الأحداث كان متواجدا فى المصيف، وعندما سمع بها عاد إلى القرية لاحتواء الموقف، وأن هناك أطرافا خارجية ضخمت الموضوع، ونالت من استقرار القرية، وأن المسلمين شاركوا فى إطفاء منزل المكوجى القبطى وهم الذين قاموا بحماية الكنيسة.
كان اللواء أحمد سالم الناغى، مدير أمن الجيزة تلقى إخطارًا من العميد محمود فاروق، مدير المباحث الجنائية بوجود اشتباكات بين المسلمين والأقباط فى قرية دهشور بالبدرشين، فانتقل العميد خالد عميش، مفتش المباحث والمقدم سعيد عابد، رئيس مباحث البدرشين إلى مكان الواقعة، وتبين أن مشادات كلامية وقعت بين كل من "أحمد. ر. ط"، كهربائى، مسلم، (23 سنة)، و"سامح. س. ى"، مكوجى، قبطى، (30 سنة)، بسبب قيام الأخير بحرق قميص الأول، واستعان كل طرف منهما بأقاربه.
ودلت التحقيقات التى أشرف عليها الرائد هانى إسماعيل، معاون المباحث على أن الطرفين تبادلا إلقاء زجاجات المولوتوف، ما أسفر عن إصابة المواطن "معاذ. م. أ"، عامل، (25 سنة)، أثناء مروره بالصدفة فى مكان الحادث بحروق بنسبة 75%، نقل على إثرها إلى المستشفى، كما تجمع قرابة ألف مواطن من المسلمين أمام منازل الأقباط وأحرقوا منزل المكوجى القبطى، وعززت قوات الأمن من التواجد أمام كنيسة مارى جرجس تخوفًا من اقتحامها.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=65302&I=1245