فيولا فهمي
بقلم: فيولا فهمي
الحرايق شغالة فى كل مكان من اسكندرية لأسوان ، البلد بتولع من الغيط و الكبت و الحرمان ... الدنيا مليانة بالدخان و المسئولين يقولوا أبداً دة ريحة قرنفل و ريحان ... اصل الحرايق لها تاريخ طويل معانا بقت من كترها حواديت و حكايات تتقال قبل النوم للأولاد و البنات ...
يحكى ان من قديم الزمان و سالف العصر و الأوان ، إستولى على بابا و الأربعين حرامى على أرض النعمة و سلة الغلة الحلوة "ام الدنيا" ، بعد حرب و انقلاب انتهى بتغيير المسميات و إرتكاب نفس الأفعال و الممارسات ... قالوا فى البداية لازم نأخد كل المصانع و الأراضى و الشركات علشان نعرف نوزع خيرها على الفلاحين و العمال و العاملات ، لكن للأسف انتشر الفساد و المحسوبية زى المرض اللعين فى جسم المحروسة العفيـة ، و إتحولت بعدها لعجوزة شايبة و محنية ... و الدليل ان معظم مصانع القطاع العام بعد كل سنة مالية مليانة بالمكاسب و النقدية و قبل مواعيد الجرد السنوية ، مكاتب الحسابات تولع نار و الدفاتر تتحرق علشان الاختلاسات تختفى و المصايب تتنسى ، و يقولوا كل سنة ان الماس الكهربائى هو السبب " سرق و حرق " !
و من ساعتها بقت الحرايق تتكرر بإستمرار شوية من السرقة و شوية من الإهمال و الإهدار ، افتكروه مال سايب عرضه للسلب و النهب و الانهيار و سابو الغلابة للتفكير كل يوم فى محاولات الانتحار ... و فضل الحال على نفس المنوال لغاية ما افسدوا الصناعة الوطنية و سموها عدالة اجتماعية ، كل يوم يعدى على الفقراء بمية و النوم من غير عشا بقى فريضة يومية .
سلة الغلال إتنهبت و ارض النعمة إتخربت و عشعش فيها الغربان اللى عايشين على تفسير الاحلام و تغييب العقول و تخريب النفوس بالكراهية و الفتن الطائفية .
و على كدة حالك يا بلدى من ساعة ما دخلتى لعبة العسكر و الحرامية !
http://www.copts-united.com/article.php?A=661&I=19