ريان آدم
- حرية الصحافة والإنترنت والنشر والمشاركة السياسية في ليبيا "صفر" بعد 40 عامًا من حُكم الرئيس الليبي.. اضحك مع الزعيم الأممي!
** كتب: ريان آدم – خاص الأقباط متحدون
قال تقرير مطول للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أمس: إن العالم كله يجب أن يتضامن مع الشعب الليبي الذي تحمل أربعين عامًا –ولا زال– من حكم الديكتاتور العربي الرئيس الليبي العقيد "معمر القذافي" قائد ما يسمى بثورة الفاتح من سبتمبر.
قائلة لمناسبة مرور 40 عامًا على حكم القذافي: على كل مواطن حر في العالم أن ينحني تقديرًا واحترامًا للشعب الليبي بسبب احتماله لقمع ندر أن يواجهه شعب آخر لمدة 40 عامًا تحت حكم العقيد القذافي الذي يكمل عامه الأربعين في الحكم بعد أيام، في أول سبتمبر 2009.
وقال التقرير: نجح نظام العقيد القذافي نجاحًا باهرًا في إسكات أي صوت قد يتجرأ ليس على انتقاده أو انتقاد سياسته، بل وإسكات أي مناد أو مطالب بدولة مؤسسات حقيقية بدلاً من الأشكال الكاريكاتورية التي أبتدعها، وقد نهج في سياسة الإسكات التي يتبعها كل الدروب والأشكال بداية من الملاحقة القانونية وحتى السجن والتعذيب وصولاً إلى الاغتيالات والتصفية الجسدية.
ساعده في ذلك العائد النفطي الضخم لليبيا والذي تعامل القذافي معه تعامل الإنسان العادي في ثروته الخاصة، وقد أسفرت هذه السياسات عن تفريغ شبه كامل لليبيا من الصحافة المستقلة أو المعارضة، بحيث باتت المعارضة الليبية في الخارج هي المنافس الأكبر للمعارضة العراقية أثناء حكم صدام حسين للعراق من حيث الحجم والتأثير على الرغم من قلة عدد سكان ليبيا مقارنة بالعراق.
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في تقريرها الذي يصدر اليوم تحت عنوان "الديكتاتور المُعمّر: ليبيا 40عامًا تحت سيطرة القذافي" إن الشعب الليبي من الشعوب القليلة جدًا في العالم التي لم تشهد أية انتخابات أو تداول للسلطة على مدار أربعة عقود هي فترة حكم القذافي، فضلاً عن غياب أية صحافة حرة أو حياة حزبية أو مؤسسات مدنية حقيقية، اللهم سوى المؤسسات التي أنشأها القذافي لتمجد في شخصه وتخلد مؤلفه الساذج المعروف بالكتاب الأخضر.
ويأتي تقرير الشبكة العربية اليوم قبيل أيام من ضجيج هائل ومصطنع متوقع بمناسبة الذكرى الأربعين لما يطلق عليه "ثورة الفاتح من سبتمبر" حينما سيطر القذافي على حكم ليبيا في عام 1969 عقب الإطاحة بالنظام الملكي فيها، ودشن عهدًا مظلمًا امتد حتى اليوم، استخدمت فيه أموال النفط في تمويل مشاريع وأفكار العقيد القذافي الداخلية والخارجية بدلاً من إنفاقها على مشاريع تنموية تفيد الشعب الليبي، ساعده فيها جهاز أمني شديد البطش والوحشية، طال أغلب معارضيه في الداخل والخارج.
كما ساعده أيضًا مئات الكتاب والصحفيين وأنصاف المفكرين العرب والأجانب الذين اغترفوا من أموال الشعب الليبي بزعم عمل دراسات عن عبقرية الكتاب الأخضر وعمق فكر الزعيم والمفكر الأممي، كما يحب القذافي أن يطلق على نفسه.
وأوضحت الشبكة العربية أن حرية الصحافة في ليبيا وصلت لحالة من الانهيار والفشل والتراجع على مستوى القوانين وعلى مستوى الواقع، فاليوم ليبيا لا يوجد بها سوى 4 صحف رئيسية فقط، ثلاثة منها (الجماهيرية والشمس والفجر الجديد) تابعة للمؤسسة العامة للصحافة، وواحدة (الزحف الأخضر) تتبع حزب "حركة اللجان الثورية" الجهة الوحيدة التي من حقها أن تصدر الصحف التي تمجد فقط في الرئيس القذافي وتروج لأفكار الكتاب الأخضر، والدعاية لثورة 1969 الذي لا يمكن أن ينقده أحد ولا يأتيه الباطل من خلفه أو من أمامه فيما لا تتمتع حرية الصحافة بأي هامش حرية حيث تتم مطاردة الصحفيين وتجرى ملاحقتهم حتى لا ينشروا أفكارًا أو رؤى "تخالف توجهات الثورة ومبادئها.
وفيما يتعلق بحرية الانترنت قالت الشبكة العربية: إن السلطات الليبية تفرض رقابتها على المواقع المعارضة، وفي بعض الحالات تقوم بتدميرها تمامًا وتفرض الرقابة الشديدة على رواد مقاهي الانترنت وتطاردهم وتعتقل بعضهم.
وفيما يتعلق بشئون النشر والكتب قال تقرير: إن النظام الليبي لا يسمح بنشر وتداول الكتب والمجلات والصحف داخل ليبيا، ويفرض رقابة جمركية على دخول الكتب والصحف العربية ولا يسمح إلا بدخول صحيفة "العرب الدولية" بسبب انحيازها الواضح للنظام الليبي وآرائها المؤيدة له، كما لا تزال "مجلة عراجين" وهي مجلة ليبية ثقافية تصدر من القاهرة، ممنوعة من الدخول إلى البلاد.
وأوضح التقرير أن القذافي قضى على الحريات السياسية ومنع التظاهر والاحتجاج السلمي وقتل المعارضين السياسيين في الخارج بدعوى أن مطالب الشعب الليبي تحققت بالفعل، مشيرًا إلى أن ليبيا من أبرز دول العالم التي تمنع إقامة أحزاب سياسية بدعوى أنها خطر على البلاد.
http://www.copts-united.com/article.php?A=6806&I=185