بقلم: عصام نسيم
شهدت الفتره الاخيره الكثير من الاحداث المتلاحقه والتي تخص القضيه القبطيه والتي كانت حديث الكثير من وسائل الاعلام وعلي راسها الجرائد ومواقع الانترنت , وكان اهمها احداث الاعتداءات المتتاليه ضد الاقباط خصوصا في صعيد مصر وبالتحديد محافظه المنيا , ايضا الخلاف بين قداسة البابا ومحافظ الاسكندريه بخصوص هدم الكثير من مباني الكنيسه بغير حق والذي جعل قداسة البابا يتغيب ولاول مره عن قداس عيد الغطاس بل ويتغيب اسابيع عديده عن اجتماعه النصف شهري في مدينه الاسكندريه ,
كذلك ظهور كثير من حالات المؤمنين الجدد والاتين من خلفيه اسلاميه مؤمنين بالسيد المسيح مخلصا وفاديا ولاول مره يحدث ان يجاهر هؤلاء العابرين بايمانهم بل ويرفعون الكثير من القضايا التي يطالبون فيها بحقهم في تغيير دينهم والحياة في الدين الجديد بحريه بدون ان يزورا اوارقهم او يهربون خارج مصر وكان اهم هؤلاء هم محمد حجازي وزوجته و ماهم معتصم او بيتر اثناسيوس وفي الفتره الاخيره نجلاء الامام ثم الاستاذ محمد رحومه وبالطبع تأتي هذه المجاهره وهذا الاعلان بكل جراءه وقوه يأتي كتحدى للقمع الذي يتمارسه السلطه والدوله في مصر ضد هؤلاء الذين في نظر القانون ونظر المجتمع مرتدين وجب عقابهم علي الاقل او قتلهم علي اكثر تقدير.
وبالطبع يأتي في المقدمه اقباط المهجر والذين اصبحوا صداع في دماغ الحكومه المصريه والذين في كل يوم جديد تتجدد فيه مطالبهم برفع الظلم علي الاقباط وان ينال الاقباط حقوقهم المهضومه في المجتمع المصري مثل حقهم في العباده او بناء الكنائس او حرية العقيده او شغل الوظائف الذي حرموا منها بسبب ديانتهم.....الخ
يضاف الي اقباط المهجر اقباط مصر ايضا واعلانهم في كل فجر يوم جديد عن احداث عنف او اعتداءات او ظلم يحدث ضد الاقباط .
وربما ما حدث مؤخرا في رحلة الرئيس مبارك الي الولايات المتحده من ارسال مصطفي الفقي ثم ارسال الكنيسه الانبا يؤنس الي امريكا ليقنع الاقباط بعدم التظاهر والهدوء اثناء زيارة الرئيس مبارك تكشف لنا كيف اصبحت الدوله تعمل حساب لاقباط المهجر وردود افعالهم عند سفر اي مسئول مصري !
كل هذه الاحداث والامور التي جعلت القضيه القبطيه ومشاكل الاقباط تعلو الي السطح بعد ان كانت تطمس تدفن اصبحت مشكوفه ومعروفه للجميع واصبحت مطالب الاقباط بعد ان كانت في نطاق المدينه او المحافظه التي تحدث فيها الاعتداءت اصبحت مطالب دوليه يطالب فيها الكثير من المنظمات الدوليه لحقوق الانسان بحقوق الاقباط الضائعه في بلدهم مصر.
ولكن علي الجانب الاخر رأينا الدوله تحاول وتسعي جاهده من وقت للاخر بشغل الاقباط بقضايا فرعيه تشغل بها الاقباط وقتا ما او فتره ربما تطول وربما تقصر لينشغل الاقباط بهذه الامور وينشغل حتي لو كان قليلا عن قضيتهم الاساسيه ومطالبهم الكثيره.
ففي وقت ما راينا مثلا جورج بباوي ومكس ميشل وراينا كيف اهتم الاقباط بالدفاع عن كنيستهم وعن ايمانهم لوقت طويل وراينا كيف ساعدت الدوله حتي لو كان لوقت ما مكس ميشيل وسهلت له امور كثيره لتصنع منه شيء ما ينافس ويهاجم الكنيسه القبطيه.
كذلك راينا الدوله ايضا تستخدم الكثير من يهوذيات الاقباط ليتكلموا بما تريده الحكومه وراينا تصريحاتهم المستفزه والكاذبه والمجامله للدوله والمسئولين علي حساب الحق والحقيقه ولكن سريعا انكشف امر هؤلاء واصبحوا كروت محروقه عند الاقباط.
اما في الفتره الاخيره فارادت الدوله ان تضرب الاقباط ببعضهم البعض مستغله في ذلك بعض ضعاف النفوس حتي من داخل الاقباط انفسهم واستخدمت الدوله اسلوب الاشاعات المغرضه في هذا الامر والترويج لهذه الامور الكاذبه اعلاميا بشكل مكثف وكبير وايضا نراها انها استخدمت بعض الاقباط او المنسوبين علي الاقباط والذين لهم مصلحة ما او منفعه ما من الترويج لهذه الاشاعات , وربما الاشاعه الاخيره التي تم الترويج لها بكل دقه ومهاره وسرعه اكبر دليل علي هذا الامر وهي الاشاعه التي كانت عن نبؤه للانبا يؤنس سكرتير قداسة البابا عن ميعاد وفاة قداسة البابا وعن اعتلاءه هو كرسي البطريركيه بعد نياحة البابا اطال الله عمره. وانتشرت هذه الاشاعه بشكل غير مسبوق وصاحبت ردود افعال كبيره وخطيره ايضا.
والعجيب انه لو تم التفكير قليلا في هذا الامر لاكتشف سريعا انه سخافه وامر لا يستحق حتي التفكير فيه ولكن نجحت الاشاعه في الوصول للاقباط حتي خارج مصر وشغلتهم كثيرا وما صاحب الاشاعه من اشاعات وليده منها محاكمة الاسقف المسئول عن الاشاعه....الخ
ثم علي التوازي مع هذه الاشاعه راينا ايضا صدام احدثته وسائل الاعلام وهو الخاص بالدكتور ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي وقد حدث عندما تم تحوير ما قاله في مجلة ما عن رايه في امر الشلح والمحاكمات الكنيسه وراينا كيف اخذت المجله حديثه ووضعته في مقاله وباسلوب خبيث وضعت عنوان مثير وضد ما قاله الدكتور بل وصاحبت تصريحه مع تصريحات لكتاب لهم موقف عدائي من الكنيسه مما جعل الكثير يثور ضد الدكتور بل ووصل الامر لبعض الاصوات والتي لا نراها ولا نسمع بها الا في مثل هذه الامور والتي يكون لهم فيها مصلحة ما نرى بعض من اسموا انفسهم بمثقفين يطالبون بخلع الدكتور من منصبه وراينا البيانات تصدر والتصريحات تشجب والعجيب اننا لم نرى تصريح او بيان من هؤلاء المثقفون الاقباط ضد اي اعتداء يحدث من الاعتداءت المتكرره ضد الاقباط لم نسمع صوتهم يشجبون او يرفضون ما يحدث للاقباط من سلب لحقوقهم لم نرى لمحامي منهم موقف ضد اعتداء علي الاقباط ولم نسمع ان احدهم رفع قضيه ضد اي متطرف يسب ويزدري بالمسيحيه والاقباط او قضيه لصالح شخص قبطي ظلم او تم الاعتداء عليه ولا يستطيع ان يقف في وجه الظلم وحده ؟!
بل راينا هؤلاء ولاسباب ما ليس منها الغيره علي الكنيسه رايناها تشجب وتدين وتطالب باقاله الدكتور ثروت رغم تاريخه المشرف ورغم ما يفعله هذا الرجل للكنيسه علي مدار سنوات طويله.
وللاسف الشديد لان الكثير منا كأقباط نكون انفعاليين زيادة عن اللزوم ننفعل للموقف سريعا دون ان نفكر به بعض الوقت لنعرف هل هذا امر حقيقي ام لا وقبل ان نندفع ونكتب ونطالب ونشجب يجب علينا ان نفكر قليلا حتي لا نتسرع في الحكم علي اناس ربما يكونوا مظلومين خاصة اننا اكثر ناس نعاني من الظلم كذلك ننتظر قليلا لان الوقت يكشف الحقائق والامور التي في الخفاء تستعلن ايضا مع الوقت وعندها حكمنا للامور سيصبح جيدا وسليما.
المهم , حدث ما حدث وانشغل الاقباط في هذه الامور وراح الكثير يكتب بها ايضا وخصوصا الذين يتربصون للكنيسه بالمرصاد عن اي حدث حقيقي كان او مزيف يكتبوا ويقترحوا ويوصوا , وارينا الاقباط منهم من يدافع ومنهم من يدين وهكذا انشغلنا حتي لو كان لوقت ما عن قضيتنا الاساسيه والمهمه وهي حقوق الاقباط ومطالبهم بامور غير حقيقه وليست موجوده بل وصدقنا وسائل الاعلام رغم علمنا جيدا بانها كاذبه في كل او معظم ما تنشره عن الاقباط ورغم علمنا بهذه الحقائق اخذنا الاخبار من فهما علي انه صدق وحقيقه وهكذا وقعنا في الشرك الذي نصب لنا.
ولكن هل نستمر هكذا ننشغل في اي امر يتم القاءه لنا عن قضيتنا هل نصدق اي خبر كاذب لنلهى به وقتا كثيره في البحث والمداولات والشجب والادانه ام اننا لا ندع الفرصه لهؤلاء بان يشغلوننا عن قضيتنا الرئيسيه وهي المطالبه بحقوقنا يجب ان لا ندع شئ يشغلنا عن المطالبه في حقنا ببناء الكنائس بحريه دون ان تسيل دماء الاقباط في كل مره يتم بناء كنيسه , ويجب ان لا نكف عن المطالبه بان ينال العابرون حقهم في العباده وايضا يجب ان نطالب بمحاكمة جماعات اسلمة القاصرات وان يتخذ الامن دوره الحقيقي في الحفاظ علي الامن ومنه امن الاقباط وبنات الاقباط القاصرات وليس العكس , يجب ان لا نكف عن المطالبه عن محاكمه كل معتدي ومحاسبة كل انسان متطرف سواء كان شخص عادي او شيخ او مفكر اسلامي يبث سمومه وتحريضاته علي الاقباط وعقائدهم واخرهم المتطرف المدعو الشيخ السيسي.
القضايا كثيره والهموم اكثر , اكثر بكثير من انزعاجنا او انشغالنا بشائعات فارغه لو فكرنا قليلا بعيدا عن الانفعلات لما اخذت كل هذا الوقت.
يجب ان لان ندع لهؤلاء عن شغلنا او الهائنا عن قضيتنا الاساسيه والمهمه.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=6830&I=186