الدستور - إبراهيم القاسم
الأمس القريب.. مرت سبع سنوات كاملة علي اختفاء الصحفي رضا هلال - مساعد رئيس تحرير جريدة الأهرام - وطيلة هذه السنوات التي بدأت في 11 أغسطس عام 2003 لم يكن هناك شيء سوي الغموض لكن الأيام القليلة الماضية حملت مفاجأة مثيرة في هذه القضية..
ففي يوم 19 أغسطس الجاري توجه شقيقه أسامة إلي نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد وقال له إنه تلقي معلومات جديدة عن أن شقيقه رضا مازال حياً ولم يمت كما قال البعض وإنه داخل سجن برج العرب بالإسكندرية وداخل زنزانة انفرادية باسم مستعار وطلب منه النقيب كتابة بلاغ للنائب العام بكل ما ذكره عن شقيقه للوقوف علي مكان اختفائه بعد أن قام بالاتصال بالجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية بصورة سريعة للتأكد من صحة تلك المعلومات .
وبالفعل كتب أسامة البلاغ وقدمه للنائب العام وفي 27 أغسطس الجاري أمرت نيابة الاستئناف بالمكتب الفني للنائب العام برئاسة المستشار هشام جعفر باستدعاء أسامة والذي أكد أمام النيابة أنه تلقي معلومات جديدة أكدت له أن شقيقه رضا محتجز داخل سجن برج العرب بالإسكندرية وذلك بناءً علي روايات شهود عيان، حيث شاهده أحد الضباط في سجن برج العرب في شهر رمضان الماضي وهو يرتدي «ترينج أبيض مخططاً باللون الأزرق» داخل غرفة انفرادية وهذا الضابط تردد في إبلاغ أسرته عن مكانه خوفاً علي مستقبله إلا أنه قام باختيار أحد الأشخاص ليرسله إلي شقيقه أسامة في منزله بمدينة السنبلاوين بالدقهلية .
وعندما قابله طلب منه ألا يخبر أحداً عن المعلومات التي سيقولها له حتي الجيران وقال له إنه رسول من قبل ضابط كان يعمل مناوبا بسجن برج العرب وشاهد شقيقه رضا محتجزاً داخل السجن وتحدث معه وأخبره بأنه محبوس داخل السجن منذ عام 2003 .
وقال أسامة لـ «الدستور» إن النيابة أثناء تحقيقها معه سألته عن اسم ذلك الرسول إلا أنه أقسم لها أنه لا يعرف اسمه رغم أنه سأله فإن الرسول خشي أن يصيبه مكروه.
وأشار إلي أنه سأل الرسول عن حال شقيقه المختفي وهل يتم تعذيبه داخل السجن أو يقوم الضباط بإعطائه أقراصاً مخدرة فرد الرسول بكلمة «لأ» وأن شقيقه «صاغ سليم» ولم يمسه أي مكروه.. وعن سبب احتجازه أضاف أنه لا يعرف التهمة المنسوبة إليه.
وأشار أسامة إلي أنه تلقي العديد من المكالمات علي هاتفه الشخصي وكان آخرها من شخص ادعي أنه ضابط مباحث أمن دولة وذلك في 15 أبريل الماضي وأكد له أن شقيقه مازال حياً. وذكر أسامة أن هناك نقطة مهمة في قضية شقيقه فحينما احتفلت الأهرام بذكري اختفاء شقيقه وأكدت في أحد تحقيقاتها أن سائق الأهرام ويدعي سيد عبد العاطي الذي قام بتوصيله إلي المنزل في يوم اختفائه أكد أن رضا ترجل من السيارة وانتظره السائق حتي صعد بالأسانسير إلي شقته رغم أن السائق أكد في التحقيقات أن رضا ترجل من السيارة ظهر يوم 11 أغسطس عام 2003 في إشارة مرور مجلس الشعب بسبب ازدحام الطريق وترجل علي قدميه ولم يشاهده أثناء صعوده إلي شقته وهو ما يعني وجود تضارب في أقوال السائق وطالب بإعادة التحقيق معه مرة أخري . وأنهي أسامة حديثه قائلاً إنه يخشي أن تقوم الجهات التي خبأت شقيقه طوال هذه المدة بنقله إلي مكان آخر والتخلص منه لإخفاء أي دليل يساعد علي التوصل إلي مكانه .
من ناحيتها رفضت مصادر أمنية مطلعة التعليق علي البلاغ سواء بالتأكيد أو النفي مؤكدة أنها لا تعلم عن هذا البلاغ أي معلومات وأن أجهزة الأمن ليست لها أي مصلحة في احتجاز صحفي.
من ناحيته قال سيد أبو زيد - محامي نقابة الصحفيين -إنه حضر التحقيقات مع أسامة شقيق رضا هلال والذي أشاد في التحقيقات بأنه سمع معلومات جديدة في قضية شقيقه المختفي منذ عام 2003 وأنه حالياً موجود داخل أحد السجون بالإسكندرية وعلي وجه الخصوص بسجن برج العرب باسم مستعار.
فيما أكد مصدر بالمكتب الفني للنائب العام أن إبراهيم قاسمالنيابة لم تتخذ حتي الآن أي قرار في هذه القضية وأنها تنتظر الانتهاء من سماع أقوال مقدم البلاغ والشهود.
وأشار المصدر إلي أن النائب العام مهتم بهذه القضية نظراً لما تمثله من اتهامات خطيرة لجهات حساسة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=6833&I=186