كتاب ومثقفون يستنكرون هجوم كاتب أمريكى «مؤيد لإسرائيل» على محفوظ وحسنى..

المصري اليوم - كتب - فتحية الدخاخنى

استنكر عدد من الأدباء والمثقفين الهجوم غير المبرر الذى وصل إلى حد «الإساءة» من كاتب ومترجم أمريكى «مؤيد لإسرائيل»، لرموز الأدب والثقافة فى مصر، من خلال مجموعة من «الإدعاءات والأكاذيب ضد الأديب نجيب محفوظ وفاروق حسنى، وزير الثقافة والمرشح لمنصب مدير عام «اليونسكو».

نجيب محفوظوتساءلوا عن الهدف من نشر مقال الكاتب ريموند ستوك بمجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، خاصة أنها «كتبت من قلب القاهرة» وكيف يسمح لكاتب أمريكى أن يتهجم على رموز الأدب والثقافة داخل مصر، فى حين أن الحال سيكون مغايراً لو كانت الإساءة صدرت من مصر ضد رموز أمريكية مثلاً.

وقال الكاتب محمد سلماوى، رئيس اتحادى الكتاب المصريين والعرب، إن مقالة ستوك ليست هجوماً على حسنى، ولكنها هجوم على المثقفين والأدباء المصريين المؤيدين لعدم التطبيع مع إسرائيل والمعاديين لسياساتها، خاصة أن وزير الثقافة يعد «رمزا معبراً» عن مشاعر المثقفين والأدباء المصريين، باعتراف الكاتب الأمريكى نفسه.

ونفى سلماوى «الادعاءات الكاذبة» التى وردت على لسان ستوك من أن اتحاد الكتاب كان يفكر فى فصل نجيب محفوظ من عضوية الاتحاد، بحجة أن رواياته ترجمت فى إسرائيل، موضحاً أن «اتحاد الكتاب لم يفكر طوال تاريخه فى هذا الادعاء الكاذب، ومحفوظ أحد مؤسسيه وكان رئيسه الفخرى قبيل وفاته».

وقال أحد المثقفين، طلب عدم ذكر اسمه إن ستوك حضر إلى مصر ويقيم فيها منذ ٢١ عاماً، بحجة كتابة السيرة الذاتية لمحفوظ، ولم ينته من كتابتها حتى الآن، ولم يصدر كتابه المزعوم حتى بعد وفاة أديب نوبل، ويتردد بين الأوساط الثقافية أنه يعمل لصالح أحد الأجهزة الأمنية الغربية، وهى التى تتولى الإنفاق عليه طوال إقامته بمصر بحجة كتابة سيرة محفوظ والهدف الأساسى هو التغلغل بين أوساط المثقفين والأدباء بمصر».

وأضاف أن الكاتب الأمريكى «يدعى أنه يعمل لصالح دار نشر، فكيف لدار نشر فى العالم الإنفاق على كاتب لمدة ٢١ عاماً لكتابة كتاب عن سيرة ذاتية لم تنته حتى الآن، مشيراً بسخرية إلى أنه «لو كان يكتب صفحة كل يوم لانتهى من كتابه منذ سنوات».

فاروق حسنيوقال مسؤول مصرى بارز فى مجال الثقافة إن المحيطين بمحفوظ يعرفون قصة شهيرة خلاصتها أن أديب نوبل كان يسخر من الكاتب الأمريكى، ويقول له «خلصت كتابك ولا لسه»، حيث إن جموع الكتاب يشعرون بأن عمل ستوك فى مصر لا علاقة له بالثقافة أو الأدب ولكن بدافع آخر»، موضحاً أن «المقال ملىء بالمغالطات والأكاذيب لتوصيل رسالة عبر مجلة «فورين بوليسى» التى يقرؤها الساسة والدبلوماسيون الغربيون من صانعى السياسة الدولية، والذين سيصوتون خلال انتخابات اليونسكو المقبلة لصالح أو ضد المرشح المصرى.

ووصف الكاتب صلاح عيسى مقال ستوك بـ«التافه» لأنه يفتقد الحقائق المهنية ويعتمد على الأكاذيب، متسائلاً كيف لم يستطع كاتب أمريكى عاش ٢١ عاماً فى مصر بين مثقفيها وأدبائها، أن يقرأ أفكارهم أو يفهم آراءهم، وهو الأمر الذى يمكن أن يوصف بـ«السذاجة».

وقال إن «المقال يستهدف الإثارة أكثر من البحث عن معلومات موضوعية ويستند إلى أكاذيب ولى وقلب الحقائق المبنية على وقائع معروفة للجميع»، خاصة واقعة مقولة حرق الكتب.

وكتب الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مقالاً نشره على موقعه الإليكترونى وعلى بعض المدونات رداً على هجوم المستشار العلمى الحر جون دالى على مدونته، وقال حواس لـ«المصرى اليوم» إن الدعاية لترشيح حسنى يجب أن تكون فى الخارج وليس فى الداخل».

وفند حواس فى مقاله ادعاءات دالى، وقال له «ادعيت أن السيدات الأربع المرشحات لليونسكو أفضل من حسنى، لانجازاتهن ومعرفتهن فى الدبلوماسية الدولية، وأنا أقول لك إن حسنى له سجل من الإنجازات ولديه خلفية فى الدبلوماسية الدولية، رغم أننى من أنصار المساواة بين الجنسين، فإننى أرفض أن يتم انتخاب المرأة فقط لأنه أمر طال انتظاره».

وأضاف حواس «أن الوضع المتفجر بين إسرائيل وفلسطين، وعدم تحقيق السلام مع العالم العربى، يجعل من الصعب العمل على تشجيع التبادل الثقافى مع إسرائيل، سواء بالنسبة لحسنى أو غيره من مثقفى مصر».

وتابع «رغم ذلك فإن وزير الثقافة يدفع من أجل ترجمة الكتب اليهودية، ويعمل على ترميم معابد اليهود، ويدعم الحفاظ على آثارهم، «كما أنه دعا الموسيقار الإسرائيلى ديفيد بارنبويم إلى العزف فى الأوبرا، مستطرداً «حسنى ليس معادياً لليهودية، إنه رجل ليبرالى، وفنان عالمى».

ودافع حواس بشدة عن حسنى، وقال «أى شخص يقود وزارة الثقافة المصرية لمدة ٢٠ عاماً، هو قائد جيد»، مضيفاً «حسنى رجل ذكى ومرشح قوى قادر على إدارة اليونسكو، والتعلل بكبر سنه، مردود عليه بتولى الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان الحكم وهو فى التاسعة والستين».

من جانبه، عقد وزير الثقافة اجتماعاً بمكتبه أمس مع أحمد أبوالغيط وزير الخارجية ومجموعة العمل المسؤولة عن ملف الترشيح لليونسكو، وصرح حسام نصار مستشار وزير الثقافة للعلاقات الدولية ومسؤول ملف اليونسكو بأن الاجتماع تضمن بحث ما تم حتى الآن، والخطة التى سيتم تطبيقها خلال المرحلة المقبلة حتى موعد الانتخابات، مشيراً إلى أن وزارة الخارجية تكثف من جهودها لحشد الدعم الدولى للمرشح المصرى العربى، وستقوم خلال الفترة المقبلة بإرسال مبعوثين لعدد من الدول الأفريقية وبعض الدول الأخرى فى العالم للتنسيق وبحث الموقف.

ومن المقرر أن يغادر وزير الثقافة إلى العاصمة الفرنسية يوم ٣ سبتمبر المقبل للتحضير لانتخابات اليونسكو، كما يلقى كلمة مهمة حول استراتجيته فى إدارة المنظمة يوم ١٥ سبتمبر المقبل.