قيادات كنسية تنتقد استضافة ألمانيا لـ"عزازيل زيدان" في مهرجان الأدب الدولي

محمد زيان

- القمص بسيط: الترحاب بالرواية دليل على غياب الاحترام المتبادل بين الأديان.
- الأنبا مرقس: تكريس لازدراء المسيحية على المستوى الدولي.. ومآرب آخرى.
- الأنبا بيشوي: مباركة صريحة من الجهات الدولية لهذه الكتابات.
- القس سرجيوس: التكريم مباركة لخرق أبسط قواعد اللياقة في كتابة الأدب.
- القمص بطرس جيد: أي احتفاء أو تكريم للرواية تكريم للازدراء والمزدرين وتتويج لقيم الشر.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون

عزازيل زيدانانتقدت قيادات كنسية الدعوة الموجهة إلى الدكتور يوسف زيدان الحائز على جائزة بوكر العربية عن روايته (عزازيل) للسفر هذا الأسبوع إلى لندن للمشاركة في فعاليات مهرجان الأدب الدولي الذي ينعقد بالعاصمة الألمانية برلين في منتصف سبتمبر القادم، حيث وجه أولريش شرايبر "مدير المهرجان" دعوة لاستضافة زيدان الذي سيقضي عدة أيام ببرلين يشارك خلالها في فعاليات الندوة التي تعقد تحت عنوان (عين على العالم العربي) ويلتقي فيها أبرز الأدباء والشعراء من جميع أنحاء العالم، ويقوم بإلقاء محاضرات وتقديم قراءات من روايتيه (ظل الأفعى، عزازيل) وأجزاء مختارة من روايته القادمة (النبطي) باللغة العربية أمام جمهور المهرجان البالغ عددهم 30000 شخص، بينما يقوم ممثلون ألمان بقراءة ترجمة تلك النصوص باللغة الألمانية.
يُعد مهرجان الأدب الدولي ببرلين أحد أهم المنابر الدولية للحوار الأدبي والشعري على مستوى العالم، ويركز المهرجان في دورته التاسعة على محور الآداب العربية حيث يتناول بعمق التطورات الأدبية والسياسية المعاصرة في العالم العربي.

القمص عبد المسيح بسيط ترحاب
قال القمص عبد المسيح بسيط أن رواية عزازيل هاجمت المسيحية والكنيسة واتهمتها بأبشع التهم، ومن ثم فإن مجرد التهجم على عقائد الآخرين وازدرائه له ما يقابله في المنظومة الدولية من تجريم ولا يمكن أن يُقابل بهذا الكم الهائل من الترحاب ومحاولات نشره على أعلى المستويات إلا إذا كان المُراد من هذا هو إثارة القلاقل والفتن وتحريك منظومة العنف ضد الآخر.
ويشير القمص بسيط إلى أن هذا التكريم والترحاب بهذا الكاتب الذي سب المسيحية وسب الكنيسة بألفاظ قاسية كأن يقول: الكنيسة التي أظلمت العالم وما إلى هذا الكلام من تجريح في عقائد الآخرين ومعتقداتهم، إنما يعتبر دلالة واضحة على غياب قيم الاحترام المتبادل بين أهل الأديان واتجاهًا دوليًا لمزيد من الكراهية بينها من حيث ذيوع هذا النوع من الروايات على مسامع الألمان وترجمته كما قيل في حضور الآلاف من الألمان وغيرهم، وبالتالي وجود ازدراء على الملأ للديانة المسيحية المفروض على الجميع أن يتحركوا لوقفه.

الأنبا مرقس مآرب
وأشار الأنبا مرقس "أسقف شبرا والمتحدث باسم الكنيسة" إلى أن هذا التكريم له مآرب أخرى، حيث يهدف إلى إعلان الازدراء بالديانة المسيحية وبكنيسة الإسكندرية على مسامع العالم، وبالتالي إفقاد جموع كثيرة قيم الاحترام المتبادل بين أهل الأديان وزعزعة قيم الحب والسلام الموجودة بين الشعوب المحتلفة في الأديان.
وذكر الأنبا مرقس أن هذا النوع من الأدب يكرس لمزيد من التشرذم بين المواطنين ولا ينبغي الاحتفاء به على المستوى الدولي بهذا الشكل، لأنه يدعو إلى احتقار وتجاوز مشاعر المسيحيين في العالم.
قال الأنبا مرقس: "لا يمكنني أن أطالب الهيئة المنظمة للاحتفال بأن تمنع عرض الرواية لأنني مؤمن بحرية الرأي والفكروالاعتقاد بالإضافة إلى عدم الحجر على آراء الآخرين والرد على الأدب بأدب مثله حتى تتضح الحقائق".

الأنبا بيشويتكريس
أما الأنبا بيشوي "سكرتير المجمع المقدس" فقد اكتفى بالتعليق على استضافة عزازيل يوسف زيدان في ألمانيا بأنها تكريس لازدراء الأديان على المستوى الدولي ومباركة من جهات دولية لهذا النوع من الكتابات، ومن ثم ينبغي على العالم المتقدم نبذ الازدراء وليس تشجيعه.

القس سرجيوس سرجيوس "راعي كنيسة مارجرجس هليوبوليس بمصر الجديدة" يشير إلى أن هذا التكريم لرواية عزازيل تكريم للهجوم على الكنيسة، ورغبة ورسالة واضحة من القائمين على تنظيم المهرجان في الإعلان عن مباركتهم لخرق أبسط قواعد اللياقة الأدبية التي جرى عليها العرف منذ السنوات البعيدة، ذاكرًا أنه ولأول مرة في تاريخ الأدب العربى يتم إحاطة رواية بمثل هذه الهالة الإعلامية لأنها تحقق حسابات خاصة للمريدين واللاعبين بمسألة ازدراء الأديان والذين يسيئون إليها وعلو وجه الخصوص الكنيسة المصرية.
ويشدد على ضرورة تحرك المنظمات المسيحية في أوروبا لوقف الاعتداء الصارخ على القيم المسيحية –بحسب كلامه– والتصدي لهذه التطاولات الفجة.

إساءة
من جانبه قال القمص بطرس جيد "راعي كنيسة العذراء مريم بالزيتون" أن رواية عزازيل أساءت إلى الكنيسة المصرية والتي عُرفت وقتها بكنيسة الإسكندرية، واتهمتها باتهامات باطلة ووصفت رهبانها بالإنحلال وانتقدت منظومة الرهبنة القائمة فيها، وهو ما له أكبر الأثر في نفس كل مسيحي في العالم وبالتالي فإن هذه الرواية طبقًا لذلك لم تكن موجهة لخدمة ورفعة المنظومة الأدبية ولا لإثراء القيم الثقافية بقدر ما كانت موجهة إلى هدم أركان العقيدة المسيحية والتهجم عليها، وعليه فإن أي احتفاء أو تكريم بالازدراء والمزدرين وتتويج لقيم الشر على حساب الخير، لأن التعدى على عقائد الآخرين وسبها هو شر لا محال .
وانتقد جيد الاتجاه الدولي لمحاباة وتقدير ما يُسمى بالأدب في الوقت الذي يتهجم فيه هذا الأدب على العقائد ويمارس التجريح الغير محسوب فيها.