أنور عصمت السادات
بقلم: أنور عصمت السادات
تمر مصر الآن بمرحلة غير مسبوقة في تاريخها السياسي تتطلب تضافر كافة الجهود من أجل الحفاظ على كيانها الحاضر والتطلع لمستقبلها القادم في ظل ما تشهده الساحة المصرية من تحولات جذرية سريعة تهدف إلى تعديل وإصلاح شامل لمؤسسات الدولة بأنماطها المختلفة وإعادة هيكلة النظم السياسية والاجتماعية والثقافية بما يؤدي إلى تشكيل مجتمعنا على أساس من الديمقراطية والعدالة والمساواة.
وإن كنا حقيقةً افتقدنا الثقة بل صارت معدومة في أغلب قيادات الحزب الوطني خاصةً بعد استطلاعاته المزيفة وحواراته الناقصة وتجنيه على مشاعر المواطنين وغيابه عن الشارع والجمهور، في حين أصبح الحديث عن مستقبل مصرفي أيدي من سيخلف مبارك في حكم مصر هو الأمر الشاغل ومحط اهتمام الرأي العام العربي والعالمي على حد سواء.
وباعتباري من الرافضين لمبدأ التوريث ولو بالدستور والقانون أصبح لزامًا على المجتمع أن يختار بعناية وتأمل وفحص دقيق بعدما أكل حتى شبع من الوعود التي لا تلبث أن تختفي بمجرد الوصول إلى كرسي الزعامة، وكان على النخب السياسية أن تجمع قواها وتستعيد شعبيتها وتؤيد بعد اتفاق وإجماع مرشحًا واحدًا تسانده وتقف عونًا له، طالما رأت أنه يجمع كل المميزات التي تؤهله لهذا المنصب وطالما توسمت تلك النخب فيه الصلاح والاتزان فمن المؤسف أن نرى صفوف المعارضة والمستقلين بما هي عليه الآن من فوضى وعشوائية وصراعات متتالية في آونة هي أحوج ما تكون فيها لأن تتوحد وتظهر وكأنها على قلب رجل واحد في ثباتها واختيارها لمن يمثلها ويؤمن بآرائها.
لكن حتى الآن لم أجد بديلاً يطرح نفسه بصدق ونطمئن إليه في قيادة مصرنا المحروسة خلال الفترة القادمة والتي أتوقع أن تكون نقطة تحول في تاريخ مصر المعاصر فسمحت لنفسي أن أشرد قليلاً وأتقبل فكرة ترشيح جمال مبارك أو أي سياسي آخر على أن يطل علينا ببرنامج انتخابي يتعهد بتنفيذه في وقت زمني محدد يتضمن تفعيلاً أكثر لأنظمة المشاركة السياسية من خلال إجراء انتخابات حرة نزيهة تحت إشراف قضائي وإعلامي وحقوقي ودولي، ووضع دستور جديد من خلال جمعية منتخبة ممثلة لشعب مصر، والنظر عن قرب للفقراء ومحدودي الدخل، وإلغاء قانون الطوارئ، وحظر الأنشطة الأمنية داخل المجال السياسي، والتأكيد على حرية ممارسة السياسة للجميع في أي مكان مع استقلال تام للسلطة القضائية، ودعم مبدأ الشفافية والمحاسبة في كل الجهات الحكومية، وتقليص سلطات رئيس الجمهورية على النمط الغربي بما يحقق سيادة القانون وتوزيع عادل للدخل وثروات مصر المسلوبة، والسعي الدائم لجعل مصر دولة جاذبة غير طاردة لشبابها ولنا محاسبته أمام الشعب إن لم يحقق هذه الوعود.
ختامًا أقول: معذرةً تيارات المعارضة والمستقلين وإن كنت أواجهكم بالحقيقة وإن غضبتم مني فليس مرادي أن أغضبكم لكن لكوني واحدًا منكم أريد أن تتحد صفوفنا وأن تتضافر جهودنا وأن ننسى خلافاتنا وصراعاتنا من أجل مستقبل مصر، وأن يرانا الجميع من منظور مشرف يليق بنا.
وإلا فليس أمامنا غير التنحي وترك المجال للأجيال القادمة طالما لم نعد نجد في صفوفنا مرشحًا جادًا نتفق عليه وما زالت التجاوزات مستمرة والتشتت قائم، وذلك ما أود أن ينتهي وأن نعلن حالة الإتحاد والعمل لتعد صفوفنا مثار إعجاب وثقة كما كانت من قبل.
وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية
info@el-sadat.org
www.rdpegypt.org
http://www.copts-united.com/article.php?A=6964&I=189