هاني سمير
* المتحدث باسم الخارجية المصرية: ليبرمان مش هيعتب أرض مصر.
* هناك جاسوسًا إسرائيليًا يتجسس على الولايات المتحدة لصالح إسرائيل سجن منذ 15 عامًا وأمريكا ترفض الإفراج عنه حتى الآن.
* لو لم يكن للخارجية دور في هذه عملية تحرير الصيادين كيف استطاع الشيخ حسن الذهاب إلى الصومال وبورتلاند؟
* الخارجية استطاعت تخفيض المبلغ المطلوب لتحرير الصيادين من مليون دولار إلى 120 ألف دولار وما كان هذا سيحدث لولا معاونة أحد الأشخاص الصوماليون الذي عرّفنا الشيخ حسن عليه.
* هناك آراء كانت لا ترى مانع إذا دفعت الدولة الفدية للصيادين وهذا أمر غير مقبول تمامًا لأن القرصنة مثل الإرهاب تمامًا والدولة لا تتفاوض معه.
كتب: هاني سمير – خاص الأقباط متحدون
قال "حسام زكي" المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية يوم الأحد الماضي للزميل جابر القرموطي في برنامج مانشيت: إن موضوع مياه النيل والخلاف بين دول حوض النيل وبين مصر موضوع يحظى بأهمية شديدة جدًا ليس من جهاز واحد فقط وإنما من كل الأجهزة المعنية بالأمن القومي بالإضافة إلى وزارة الري باعتبارها المعنية بنهر النيل المصري.
وأشار إلى الجولة التي يقوم بها وزير خارجية إسرائيل ليبرمان وقال: إن مصر لديها علم بها عندما اتفق عليها وهي جولة لا يجب أن نقلق منها، وعلى مستوى وزارة الخارجية لم تقلق منها الوزارة لأن العمل المقلق في هذه الأمور لا يأتي بشكل معلن وأمام الكاميرات وإنما يأتي خلف الكاميرات وفي الخفاء.
وأضاف زكي: أن الطرف الذي يريد أن يسبب قلق لمصر لن يفعل هذا في العلن. وأكد أن مصر لديها من الثقل ما يجعلها لا تهتز أمام جولة لوزير في هذه الدول، ولفت السفير حسام زكي إلى أن الجدل الذي صاحب مؤتمر دول حوض النيل الأخير كان كبيرًا جدًا لا يناسب ما بجغرافية نهر النيل التي هي في صالح دول المصب وخاصة الدولة الرئيسية وهي مصر.
وعن القلق الذي يشعر به المواطن العادي نحو الجدل المثار مؤخرًا حول هذه القضية، قال الناس تعتقد أن الخارجية لا تقلق ولا يهمها أي شيء وأنا أقول عندما أتحدث عن ثقل مصر لا اقصد أن أقول إن الخارجية (نايمة على ودانها) ولكن نحن نتابع جيدًا ونأخذ بعض التصرفات اللازمة التي تعكس حجم الدول ومكانتها وفي أوقات أخرى نجد ضرورة للوقوف لنعدل بعض الأشياء.
وأشار إلى أن مصر موقعة على اتفاقية مع السودان بشأن توزيع حصص المياه عن طريق المنبع الأكبر وهو مصر بحيث تأخذ مصر النصيب الأكبر من المياه وتعطي السودان النصيب الأصغر وهذه الاتفاقية وقعت منذ خمسين عامًا، أما ما حدث إن دول حوض النيل قالت إن مصر ليس لديها هذا الحق وهي تريد لنفسها حصة لكن مصر قالت لا وهذا بموجب القانون الدولي والحقوق المكتسبة والاستخدامات والموارد المائية لكل دولة.
وأشار إلى أن المسألة معقدة فهي فنية وسياسية ودولية، مؤكدًا أن هذه الاتفاقية تحمي حق مصر في حصتها من مياه النيل لأن مصر والسودان وهما دولتان كاملتان السيادة وقّعوا على اتفاقية بينهم تنص على استخدامات المياه بينهم، والسودان لم يطلب التعديل لأن هناك استخدامات ودية بيننا وبينهم.
وأضاف مصر لن تتخلى عن حصتها في مياه النيل أو قدرتها على حماية حصتها فيه وأجهزتها تعمل بكل كلل من أجل توفير وتأمين هذه الحصة.
وفي الوقت نفسه أشار إلى أن هناك ما اسماه تهديدًا دبلوماسيًا لمصر ليس معناه ما يعتبره الناس أن هناك شخصًا يقف بسلاح متربصًا لمصر ولكن الموضوع قد يكون سياسة داخلية لبعض الدول أو قد يكون أحد الوزراء يريد أن يلعب ويناور وزير آخر داخل بلاده ويكون موضوع مياه النيل هو أحد الأدوات التي تستخدم. لكن الجولة الحالية التي يقوم بها ليبرمان لا نستطيع أن نعلق عليها الآن ولن نستطيع حتى تنتهي ونقيمها جيدًا ونحكم عليها لكن هناك بعض المؤاشرت التي نضع عليها بعض علامات الاستفهام ولا يوجد شيء لا يقلق.
مشيرًا إلى أن كل التقارير التي تصل إلى وزارة الخارجية من جميع أنحاء العالم تستحق أن تقرأ ومن ضمن هذه التقارير هناك نسبة 80 % أشياء لا تقلق و20 % أشياء تستحق أن تستوقفنا.
أما عن علاقة مصر بإسرائيل، قال حسام زكي: إن مصر تربطها بإسرائيل معاهدة سلام مصر تحترمها تماما ولديها خطًا سياسيًا واضحًا لاحترام هذه المعاهدة والجانب الإسرائيلي أيضًا يحترم هذه المعاهدة، لذا فإن علاقة السلام الرسمية بين مصر وإسرائيل قوية ومستقرة ولا يوجد بها ما يزعزعها.
وأضاف إلى أن هناك خلافات عديدة بين مصر وإسرائيل مثل الخلاف على القضية الفلسطينية والأمن الاستراتيجي في المنطقة والصراع العربي الإسرائيلي وقائمة طويلة بالخلافات لكن على مر السنوات استطاعت مصر أن تتعامل وتتواصل مع إسرائيل بشكل جيد، وحدث أن تحفظنا على أشياء كثيرة وهم أيضًا.
ولكن حول القلق الذي قد تشعر به مصر حيال بعض التحركات الإسرائيلية، ضرب حسام زكي مثالاً بالعلاقات الإسرائيلية الأمريكية وقال إنهما دولتان بينهما تنسيق هائل وتربطهما علاقات قوية، لكن اكتشف أن هناك جاسوسًا إسرائيليًا يتجسس على الولايات المتحدة لصالح إسرائيل وسجن هذه الجاسوس منذ 15 عامًا وأمريكا ترفض الإفراج عنه حتى الآن.
وأضاف: إن الذي يقلق ليس بالضرورة ما يحدث أمام الكاميرا ولكن إذا كان هناك ما يحدث خلف الكاميرا لن أفصح عنه ونحن نتعامل مع إسرائيل كباقي الدول التي نتابع تصرفاتها وتحركاتها. ولفت إلى أنه لا يوجد تغيير في موقف مصر تجاه ليبرمان فلن يأتي ليبرمان إلى مصر ولن (يعتبها). وقال "مش هيعتبها".
وحول قضية الصياديين الذين تحرروا من خاطفيهم في الصومال، قال حسام زكي: إن هناك قضايا يصورها الإعلام على أنها حرائق وتأخذ هذه القضايا أكبر من حجمها إعلاميًا لكنها في الحقيقة تكون حرائق مصطنعة وليس لها أصل ولكن في أحيانًا أخرى تكون هناك قضايا حقيقية تستحق العمل على حلها على المستويين الإعلامي والسياسي في نفس الوقت.
ووصف السفير حسام زكي أزمة اختطاف الصيادين في الصومال بأنها كرة كبر حجمها نظرًا لطول المدة التي تم احتجاز الصيادين فيها كرهائن والتي استمرت لأربعة أشهر خاصة مع تزايد الاهتمام الإعلامي بها عندما استطاع الصيادون فك أسرهم وجاءوا إلى مصر. لكن هناك مبالغات.
وأضاف هذه المشكلة أثير حولها جدل لا داعي له. وأشار إلى البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية والذي تنفي فيه علاقتها بعملية تحرير الصيادين، موضحًا أن الهدف من هذا البيان كان بعض الصحفيين الذين كتبوا يستنكرون أن تقول الخارجية أنها هي التي حررتهم، فكان البيان الذي كتب في ثلاثة صفحات لإجلاء الغموض عن دور الخارجية في هذه العملية.
وقال كانت الدقة في استخدام الألفاظ لإثبات أن الخارجية لم تقم بعملية تحرير هؤلاء الصيادين بمعنى عملية التحرير التي استطاع فيها الصيادين أن يفكوا أسرهم من مختطفيهم بخداعهم عندما خرجوا ليعدوا بعض النقود فانتهزوا الفرصة واستطاعوا أن يسيطروا عليهم ويأخذوا المركب ويبحرون بها في البحر.
مشيرًا إلى أن صاحب المركب لم يستطع أن يكون معهم واستطاع بفضل سفيرنا هناك أن يسفره إلى جيبوتي على طائرة ومنها إلى مصر.
وأضاف لو لم يكن للخارجية دور في هذه العملية كيف استطاع الشيخ حسن الذهاب إلى الصومال وبورتلاند وقال كنا على اتصال به من أول الأمر. ولفت إلى التحذيرات التي تصدرها الدولة إلى المواطنين تحذرهم فيها من خطورة بعض المناطق عندما يذهب إليها، وقال بعض أصحاب العمل يدفعون بالعمال إلى الخطر لابد أن يتحملوا مسئوليتهم.. أنا لا استطيع أن احضر كل هؤلاء الناس الذين ذهبوا إلى المناطق التي سبق وأن حذرنا منها مسبقًا.
ونفى السفير حسام زكي أن يكون هذا البيان لتبرئة وزارة الخارجية وإنما لتوضيح الحقائق فهناك أشخاص ذهبوا بآرائهم إلى أنه هناك ضرورة لاستخدام القوة العسكرية لتحرير هؤلاء الصيادين. وأوضح أن البيان الذي استصدرته وزارة الخارجية كان دقيقًا في استخدام ألفاظه ولم يكن لينفى الدور الذي قامت به في هذه المشكلة فنص على أن وزارة الخارجية لم يكن لها شرف عملية التحرير فقط لأن ذلك يعني ظلم للجهود التي بذلتها وزارة الخارجية على مدار أربعة أشهر. وإنما عملية التنسيق إلى أن تواصلنا من اللحظة الأولى من بداية الأربعة أشهر إلى أن وصلناه –قاصدًا الشيخ حسن– إلى بورتلاند وسفيرنا المعتمد في الصومال كان على اتصال به وبأشخاص صوماليين يساعدوه في عملية التفاوض وبالفعل استطاعوا تخفيض المبلغ المطلوب من مليون دولار إلى 120 ألف دولار فقط وكان هذا ما سيحدث لولا ما فعله الصيادون.
وأشار إلى أن ما نقل في الصحف عن مساعد وزير الخارجية وسفير مصر الحالي في الصين أحمد رزق أن الخارجية (عملت وسوت) هذه التصريحات صحيحة جدًا لأنها أوضحت دور الخارجية تمامًا لكنها لم تتضمن ما أضيف حول دور الخارجية في عملية التحرير خاصة ما قاله عن الجهود التي بذلت وأثمرت هذه الجهود إلى التوصل إلى تخفيض المبلغ المطلوب مليون دولار إلى 120 ألف دولار وكان هذا ما سيحدث لولا معاونة أحد الأشخاص الصوماليون الذي عرفنا الشيخ حسن عليه ولن أقول اسمه في عملية التحرير. أما ما قيل في الصحف حول هذا الموضوع والذي أوضح أن الخارجية لم يكن لها أي دور في حل هذه المشكلة فأنا أعمل جيدًا من أجل حله فقد كتبت بيانًا من ثلاثة صفحات أوضحت خلاله دور الخارجية بكل دقة لمن بعض الصحف لم تأخذ هذا البيان وبعضها أخذه ماذا تريدني أن افعل.
ولفت إلى أن هناك شقين في عملية خطف الصيادون، الشق الأول عملية الخطف على مدار أربعة أشهر وتسهيل عملية دفع الفدية حتى تنتهي المشكلة ففي
آراء كانت ترى أنه لا مانع إذا دفعت الدولة الفدية للصيادين وهذا أمر غير مقبول تمامًا لأن القرصنة مثل الإرهاب تمامًا والدولة لا تتفاوض معه.
الشق الثاني: وهو خاص بعملية التحرير نفسها ونحن قلنا أننا لسنا طرفًا فيها. أما عن تدخل جهات أخرى لحل الموضوع فممكن تسألوا الشيخ حسن فيها.
وعن المائة وعشرين ألف دولار الذين قال عنهم الصيادون أن الشيخ حسن كان قد أخذها من الدولة قال لا ندخل في هذه الأمور والدولة لم تدفع لهم أي نقود.
ونفى السفير حسام زكى ما يتردد حول وجود (كوسة) للالتحاق بالسلك الدبلوماسي، مضيفًا أنه كان قد التحق بالسلك الدبلوماسي ولم يكن له خال أو عم يعمل بالسلك الدبلوماسي ولم تكن لديه وساطة. وأكد على أن هذه الشفافية مازالت هي التي تتحكم في الالتحاق بالسلك الدبلوماسي منذ 22 عامًا وقت التحاقه إلى الآن ولم تطرأ أي تغييرات عليها.
واستنكر السفير حسام زكى كلمة فساد على بعض الأحداث التي بها خلل في بعض الفارات في الخارج معتبرًا أن الفساد يعني أن الأمر قد تحول إلى انهيار و (ميغة). كما أوضح أن أوجه الخلل التي حدثت في بعض السفارات كانت وزارة الخارجية هي التي كشفتها منذ أكثر من عامين وكان التعامل معها في منتهى العنف.
وقال السفير حسام زكى إن من يقول أن الدولة ممثلة في وزارة الخارجية دورها تراجع بشأن الدفاع عن المصريين في الخارج يقول أن هناك فئة تنتقد الدولة المصرية بوجه عام ومن ضمنها وزارة الخارجية وهذه الفئة لن استطيع أن أقنعها مهما فعلت، وهناك فئة أخرى لا توجد لديها معلومة، وفئة ثالثة (طيبة) لكنها في حاجة إلى معرفة ما يحدث بالضبط.
ويرى السفير حسام زكى أن دور مصر لم ولن يتراجع تجاه رعاياها المصريين في الخارج وإنما لأن كل المصريين في الخارج ليسوا ملائكة فبعضهم غير ملتزم بقانون الدولة التي ارتضى أن يقبل به في بادئ الأمر ماذا سأفعل له هو هنا في هذه الحالة مثل أي شخص داخل البلد ولا يحترم القانون وغير ملتزم بها
http://www.copts-united.com/article.php?A=7180&I=195