إسحاق إبراهيم
خاص الأقباط متحدون – تقرير- إسحق إبراهيم
تحتفل مصر –اليوم– بعيد تحرير طابا بطريقة مختلفة حيث أصدر الرئيس مبارك قراراً جمهورياً بأن يصبح 19 مارس من كل عام عيداً رسمياً تعطل فيه المدارس والجامعات ولا تعطل فيه المصالح الحكومية ذلك للاحتفال بتحرير طابا.
ويوافق هذا اليوم ذكرى رفع علم مصر على طابا بعد تحريرها كما أنه يوافق العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء والتي رفع العلم المصري على أخر جزء فيها عام 1980.
في نفس السياق أصدر الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم، تعليمات لمديريات التعليم بالمحافظات تقضى بتخصيص الحصة الأولى أمس الأربعاء للاحتفال وأن تكون الكلمة الرئيسية في طابور الصباح عن ذلك اليوم العظيم.
تقع طابا على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة ومياه خليج العقبة من جهة أخرى، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كلم باتجاه الشمال وتجاورها مدينة إيلات الإسرائيلية، وتمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالاً وشرم الشيخ جنوبا أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب شبه جزيرة سيناء.
لا تتعدى مساحة طابا كيلو متراً مربعاً واحداً (حوالي 508.8 فدان) لكن شريطها الساحلي هو الأكثر جمالاً على مستوى شبة الجزيرة ويتكون من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق وجزيرة، أجمل مناظر هذه الجزيرة هو حصن صلاح الدين ولذلك يأتي إليها عدد كبير من السياح من جميع أنحاء العالم ويوجد بها 10 فنادق من أشهرها فندق هيلتون طابا الذي شيده الإسرائيليون عام 1967 وقد أدارته شركة سونستا إلى أن تم تسليمه للسلطات المصرية.
تحتل طابا أهمية في فصول التاريخ المصري وقد أحدث خلاف بين مصر والدولة العثمانية عام 1906 على تعيين الحدود بين مصر وفلسطين التي كانت تابعة للدولة العثمانية وانتهى الأمر باتفاق لرسم الحدود من طابا إلى رفح وتم تعيين علامات الحدود وعند تطبيق معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية حدث خلاف على تعيين مكان بعض علامات الحدود التي تلاشت، وحاول الإسرائيليون تحريك بعض هذه العلامات داخل الأرض المصرية للاستيلاء على طابا. فقد جاء الصراع على طابا بعد تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المصرية كما نصت بنود اتفاقية كامب ديفيد إلا أن إسرائيل لم تنفذ المرحلة الثالثة والأخيرة من الانسحاب وأدّعوا أن طابا أرض إسرائيلية وهو ما رفضه المصريون وتم الاتفاق على أن تبقي الأوضاع علي ما هي عليه.
وفي عام 1985 وبعد فشل التفاوض والتوفيق لجأت مصر إلى التحكيم طبقاً للبند السابع من اتفاقية كامب ديفيد المتعلقة بحالة الخلاف في تفسير بنود الاتفاقية.. وكان الجانب الإسرائيلي رافضاً لهذا الحل في البداية لأنهم على يقين بأن طابا أرض مصرية إلا أنهم وافقوا لأسباب سياسية حيث كان شيمون بيريز يستعد لخوض الانتخابات ويريد تحسين صورته داخل إسرائيل وبأنه رجل سلام وطلب من الرئيس مبارك السماح له بزيارة مصر إلا أن الرئيس اشترط لإتمام هذه الزيارة أن توافق إسرائيل على التحكيم وبالفعل وافقت.
تم تشكيل هيئة مصرية تتولى هذا الملف برئاسة د.عصمت عبد المجيد وبلغ عدد أعضائها 24 عضواً من مختلف التخصصات وضمت علماء تاريخ وجغرافيا وجيولوجيا وقانون ومن الأمن القومي، وكان من أبرز أعضائها الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والبرلمانية والمفكر والمؤرخ الراحل الدكتور يونان لبيب رزق ، وتم التحكيم على عدة مراحل بداية بتقديم المذكرات والمستندات والرد عليها مروراً بمرحلة الشهود والمرافعة الشفهية وانتهاء بالنطق بالحكم.
وفي 29 سبتمبر 1988 أصدرت هيئة التحكيم التي انعقدت في جنيف حكمها لصالح الموقع المصري لتعيين موقع علامة الحدود، وفي 15 مارس 1989 تسلمت مصر منطقة طابا وعادت إلى سيادتها.
http://www.copts-united.com/article.php?A=728&I=21