السياحة والارشاد والسلع البرلمانية

ماجد سمير

بقلم: ماجد سمير     
تؤكد دائما جماعة الاخوان المسلمين أنهم ملوك السياحة ليس في مصر فقط بل في العالم أجمع ويكفي أن – الكلام للجماعة-  أننا قائدنا "مرشد" والعامود الأساسي للعمل في صناعة السياحة أيضا "مرشد"، ويرى بعض المتشائمين أو ربما بعض الذين عانوا من التعامل مع الأمن أن المرشد ليس في السياحة فقط ولكن ايضا في أقسام الشرطة هناك "مرشدا" له دور بارز في وزارة الداخلية.
 
وأتذكر مؤتمر صحفي نظمته غرفة المنشآت السياحية مع أعضاء حزب الحرية والعدالة – الذراع السياسي للجماعة – للحديث عن مستقبل السياحة في زمن الإخوان وضح رفض الجماعة اختزال السياحة في الخمور والمايوة واصرارهم على تعليم السياح الأدب بمعنى على السائح الذي عند زيارته مصر عدم شرب الخمر وعدم ارتداء المايوة -بالنسبة للنساء- وتطرق الحديث عن تجهيز شواطىء خاصة للشعب حتى لايرى الأجانب ويتاثر بهم حفاظا على ثقافتنا، كأنها خطة لحبس المصري في "قؤم قؤم"، وليس منه النقاش تحت شعار لاتجادل ولاتناقش يا أخ علي حتى لاتقع في المحظور.
 
بعدها تأكد القائمين على السياحة في مصر انه لاعلاقة بين المرشد السياحي ومرشد الإخوان المسألة مجرد تشابه اسماء دون تشابه أفعال 
خطة "القؤم قؤم" خطة قديمة جدا تعتمد على تغييب العقل بل عدم دراية الناس بحقوقهم وحدث أن سأل أحد الأجانب المرشد السياحي المرافق للمجموعة السياحية اثناء زيارة الفوج للمتحف المصري عن أحلامه  التي يتمنى تحقيقها فقال المرشد أحلم بدخل ثابت يكفيني ويكفي لتعليم أولادي تعليما ممتازا وتأمين صحي ومعاش يكفيني عند الكبر، فرد "الخواجة" ساخرا أنا بسألك عن أحلامك مش حقوقك" .
 
عقود طويلة ولايعرف المتعلمين حقوقهم بل أن ربطهم في الساقية من أجل الاستمررا في الحياة في رحلة الجهاد اليومي من أجل الثلاث وجبات جعلهم مغيبين عن كل شى والدليل على ذلك أن مدن مثل الغردقة والاقصر وأسوان وشرم الشيخ دخلها الاساسي يقوم على السياحة ومع ذلك تتفوق قائمتي الحرية والعدالة والنور على الأحزاب المدينة في الانتخابات البرلمانية التي نتج عنها برلمان اهتم بختان البنات وتقليل سن زواجها عند بدء "الحيض" والغاء قانون التحرش لأن البنات والسيدات هن سبب كل البلاوي وغيرها من مشاكل النصف الاسفل من جسم الإسنان برلمان تحلل بفضل عوامل التعرية وبات من الذكريات .
 
نظام مبارك وما سبقه من انظمة انقلاب يوليو لم يحاكموا على أهم جريمة ارتكبوها في حق الوطن وهى تعمد أن يكون المجتمع جاهلا ربما متعلم لكن حافظ فقط لأن الحافظ – كما قلت من قبل – منفذ جيد للقرار بلا تفكير أو ابداع أو فهم، فبات المصري بعد اكثر من 60 عاما عبارة عن جهاز كاسيت به شريط  كل المطلوب من السلطة الضغط على مفاتح التشغيل ينطلق بكل ماطبع عليه والعجيب أن عدد كبير من يسال لماذا "يسف " المصري دائما، الاجابة بكل بساطة من كثرة ماتم تجسيله عليه على مر سنوات الدراسة.
 
والغريب أن هناك من يتعجب من امتلاك الجماعات الدينية للشارع خاصة الاخوان المسلمين وكأن – من يتعجب – لم يعرف أن نظام مبارك بالتحديد ترك لهم الشارع تحت بند الإستمرار ب في الحكم، ولتمرير مشروع التوريث، ومشكلة الجماعة  أنها عاشت منذ 1928 على السمع والطاعة ولا يجوز النقاش والجدال وتنفيذ الامر واجب لايمكن التراجع عنه، والسؤال الذي لايجد إجابة كيف تتحدث جماعة لاتعرف بالحرية واختلاف الأراء عن الديمقراطية ، كما أن الجماعة لم تمحو أمية فرد واحد منذ نشأتها، حرصت دائما على توفير احتياجات الفقراء والمحتاجين وأممت السلع التموينية لصالحها، ربما لانها كانت تنظر هذا اليوم الذي يتضح فيه بكل وضوح قيمة زجاجة الزيت كأول طريق البرلمان.