مدحت قلادة
بقلم: مدحت قلادة
"إن قاع جهنم محجوز لأولئك الذين يقفون على الحياد عندما تتعرض القيم للخطر" من أقوال دانتي
قراءة سطحية لنتائج أحداث الحادي عشر من سبتمبر في منطقة الشرق الأوسط والعالم نجد هناك تغييرات متشعبة في العلاقات الدولية ما قبل وما بعد أحداث سبتمبر بين الدول ، وهو ما ساهم في تقريب فكر الحرب الاستبقائية لدى الكثير من دول العالم وجعلها تتحد بهدف القضاء على الإرهاب العالمي بل ساهم في اتباع العديد سياسة التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار بهدف الأمن القومي مثل قلق مصر من حدودها مع حماس، وتدخل الجيش الإثيوبي في الصومال، ومحاولة إيجاد تكتل للقضاء العربي موحد للقضاء على الزحف الإيراني، وبقاء قوات الأطلنطي في أفغانستان،... فأحداث سبتمبر قُتِلَت بحثاَ من كُتَّاب عمالقة وأصوليين أو سلفيين وما زالت تداعياتها للآن في العالم أجمع.
على الصعيد العربي أدركت الدول والحكومات العربية الحكمة "ما يزرعه الإنسان إياه يحصد" فحصدت بعض الدول العربية الكثير من الأعمال الإرهابية بعد تفشي ظاهرة التكفيريين الأصوليين الممولين من تلك الدول، واتضح بالنهاية أن هدف الإرهاب القضاء على ملوك وحكام دول المنطقة لإقامة الشرع حسب نظر الجماعات الإرهابية.
إكتساب الفكر السلفي الشرع العربي حتى لقب أسامة بن لادن ومن على شاكلته بالشيخ، وأبو مصعب الزرقاوي بالشهيد.. مع تهديد لعروش وأنظمة قائمة في المنطقة، والتوسع الخاطئ في المدارس الدينية ومتخرجة من دعاة إرهاب عالمي مثل مدارس باكستان وبعض جامعات الدول العربية والخليجية بمناهجها المتطرفة .
على المستوى العالمي:
توحيد إستراتيجيات الدفاع المشترك تتغير في التكتلات العسكرية فالناتو أصبح شغله الشاغل القضاء على الإرهاب في أفغانستان، والقضاء على الإرهاب في الصومال، ومحاولة القضاء على القاعدة في كافة بقاع العالم، وكشف عدد من التنظيمات الإرهابية بهدف خطف طيران وتحقيق غزوة تماثل وغزوة مانهاتن
على المستوى الاجتماعي:
قوبل العرب والمسلمين من الشرق الأوسط بأجواء مليئة بالريبة والشك باعتبارهم قنبلة موقوتة تنفجر بالإرهاب في أية لحظة علاوة على اكتساح الفكر المتطرف للشارع العربي بمباركة الكثير من الشيوخ العمليات الإرهابية ودعم للإرهابيين .
على المستوى الديني:
ازدياد شعبية الغلاة والمتطرفين من شيوخ القنوات الفضائية التي تبث الفكر المنحرف واتهام صريح للإسلام بالإرهاب وظهور عدد من السياسيين الغربيين المتهمين للإسلام بالإرهاب مثل فيلدز في هولندا، والرسوم الدنماركية...
توقعات مستقبلية للقضاء على الإرهاب:
القضاء على الإرهاب لن يتم في الوقت القريب بل سينجح الإرهابيين في تحقيق عدد من الغزوات الإرهابية " لأن الصراع هنا صراع أيديولوجي ديني واختطاف للدين علاوة على استمرار شحن الشارع العربي بالتطرف تتم على قدم وساق " ولن تستطيع دول العالم تحقيق سلام كامل إلا بالقضاء على الفكر، ومحاربة الفكر بالفكر، وتجديد الفكر الديني الجامد وعدم الاعتماد على فقهاء الإرهاب العالمي مثل بن تيمية، وسيد قطب، والمودودي.. الخ مع تجفيف كامل لقنوات تمويل الإرهابيين خاصة القادمة من دول الخليج والحفاظ على التنوع داخل المجتمعات العربية وإقامة حياة سياسية وأحزاب حقيقية .
من أقوال غاندي
" تجربة مريرة علمتني أن ليست كل المعابد بيوت الله فنوعا منها مسكونة بالشياطين، فدور العبادة ليست ذات قيمة إلا إذ حرسها رجل الله الخير "
" لا اعرف خطيئة اعظم من اضطهاد برئ باسم الله "
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=7298&I=197